إدانات لـ«الفيتو» الأميركي.. بكين: يزيد الوضع خطورة.. الرياض: لإصلاح مجلس الأمن … الرئيس الإيراني: الولايات المتحدة هي المسبب لجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة
| وكالات
استنكر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من الدول من بينها الصين استخدام الولايات المتحدة الـ«فيتو» لإحباط مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، في حين أعربت دول أخرى عن الأسف لإجهاض واشنطن مشروع القرار.
وخلال اجتماع الحكومة الإيرانية أمس، استنكر الرئيس الإيراني الـ«فيتو» الأميركي على مشروع القرار في مجلس الأمن، وأكد أن الولايات المتحدة هي المسبب لجرائم الإبادة الجماعية في القطاع، وقال: من دون أدنى شك أميركا هي مركز كل الشرور في العالم، والمصدر الرئيس لها، ومسبب الجرائم والإبادة الجماعية في غزة، والمسؤول عن استمرار هذه الجرائم، وعلى كل العالم أن يدين هذه التصرفات، وفق وكالة «سانا».
بدورها، انتقدت الصين بشدة أمس الفيتو الأميركي وأكدت أنه سيزيد الوضع خطورة، إذ قالت ماو نينغ الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي حسبما نقلت وكالة «فرانس برس»: إن «الصين صوتت لمصلحة مشروع القرار»، مضيفة: إن الولايات المتحدة تفردت مجدداً بفرض ال»فيتو» جاعلة الوضع في غزة أكثر خطورة… الأطراف المعنية ومن بينها الصين أعربت عن خيبة أمل كبيرة وعن استيائها.
وأكدت ماو أن الوضع الإنساني في غزة أصبح خطراً جداً فيما تأثر الأمن والاستقرار الإقليميان بشدة من جراء استمرار الحرب الإسرائيلية، وطالبت مجلس الأمن بالتحرك في أسرع وقت لوضع حد لهذه الحرب، مشيرة إلى أن الصين ستواصل العمل مع جميع الأطراف في المجتمع الدولي لدفع مجلس الأمن لاتخاذ مزيد من الإجراءات المسؤولة والمفيدة، وبذل جهود متواصلة لوقف الحرب في غزة في أسرع وقت.
عربياً، أعربت السعودية عن الأسف لنقض مشروع القرار، ودعت إلى إصلاح مجلس الأمن وفق وكالة أنباء السعودية «واس» التي ذكرت أن وزارة الخارجية أكدت أن هناك حاجة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى إصلاح مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ومن دون ازدواجية في المعايير.
وحذرت المملكة، وفق «واس»، من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
سلطنة عمان عبرت بدورها عن أسفها واستنكارها لفشل مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وذلك نتيجة لتكرار استخدام حق النقض «الفيتو»، وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية العُمانية، أمس الأربعاء، أنها تواصل دعوتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتيسير كل المبادرات الداعية للوقف الفوري لإطلاق النار في المنطقة، وألا يقف المجلس عقبة في طريق السلام، داعية الدول الصديقة إلى ترجمة مواقفها وتصريحاتها بشأن إحلال السلام إلى واقع عملي وإنساني عادل، وفق وكالة «وفا».
إلى ذلك، أعربت الكويت عن أسفها لاستخدام حق النقض «الفيتو»، مجدداً في مجلس الأمن يوم أول من أمس، للحيلولة دون إصدار قرار مقدم من دولة الجزائر عن المجموعة العربية يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وجددت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها أمس أوردته وكالة الأنباء الكويتية «كونا» موقف دولة الكويت الداعي لوقف إطلاق النار الفوري والتام في قطاع غزة وحذرت من مغبة استمرار الوضع الإنساني المتدهور في القطاع ومواصلة إراقة دماء المدنيين من الشعب الفلسطيني.
واعتبرت أن إخفاق مجلس الأمن باعتماد مشروع القرار يجسد بشكل مؤسف حجم التحديات التي تواجه الإرادة الدولية ما يستدعي التحرك السريع لمواجهتها ومعالجتها لضمان تمكين مجلس الأمن من القيام بواجباته السياسية في صون الأمن والسلم.
منظمة «التعاون الإسلامي» أعربت بدورها عن أسفها الشديد إزاء إخفاق مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار لوقف العدوان الإسرائيلي بسبب استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» ضد مشروع القرار، مؤكدة أن ذلك ينعكس سلباً على دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وجددت المنظمة مطالبتها المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياته، واتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأول من أمس الثلاثاء منعت الولايات المتحدة مجدداً مجلس الأمن الدولي من تبني مشروع قرار جزائري يدعو إلى وقف للعدوان الإسرائيلي على قطاع عبر استخدام «الفيتو» للمرة الثالثة لإجهاض مشاريع قرارات تدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني.
وصوّت لمصلحة مشروع القرار الذي قدمته الجزائر باسم المجموعة العربية، 13 دولة، في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» لإحباط القرار.
في الغضون، جددت حركة عدم الانحياز إدانة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، وقالت سفيرة إيران ومساعدة مندوبها لدى الأمم المتحدة زهراء إرشادي في بيان باسم الحركة خلال اجتماع اللجنة الخاصة لميثاق الأمم المتحدة»: «تؤكد حركة عدم الانحياز على المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار ودعم الشعب الفلسطيني»، مضيفة إنها تشعر بقلق عميق إزاء تحذيرات المقررين الخاصين للأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية المفتوحة في قطاع غزة وتدعو إلى التزام المجتمع الدولي بمنع هذه الإبادة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوضع حد لها.
وشددت إرشادي على أهمية الطلب الذي قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالتداعيات القانونية والالتزامات الناجمة عن استمرار السياسات والإجراءات غير القانونية، وإطالة أمد احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين وحرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير والإجراءات التمييزية ضده.