تشييع وعزاء الفنانة الراحلة القديرة ثناء دبسي.. فنانو سورية يتحدثون لـ«الوطن» عن الفنانة الراحلة وريادتها … الأمين العام لرئاسة الجمهورية قدم التعازي باسم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد
| مايا سلامي -مصعب أيوب - تصوير طارق السعدوني - مصطفى سالم
بحشد فني وشعبي شيع جثمان الفنانة الراحلة ثناء دبسي التي غادرتنا مساء الثلاثاء عن عمر ناهز الثلاثة والثمانين عاماً من مستشفى الطب الجراحي في شارع بغداد، حيث صلي عليها عقب صلاة ظهر يوم الخميس في جامع لا لا باشا ثم ووريت الثرى في مقبرة الحرش الكبير في حي المهاجرين بدمشق.
امرأة قوية
وكشف الفنان فراس إبراهيم لـ«الوطن» عن تفاصيل الأزمة الصحية التي أدت لوفاتها، وقال: كانت بصحة جيدة، امرأة قوية وحاضرة الذهن متقدة، لا يوجد أجمل منها في الكون، لكنها تعرضت لحادثة وكسر حوضها وخضعت لعملية تكللت بالنجاح وعادت إلى منزلها، ثم أصبح عندها أذية تنفسية وراجعت المستشفى بشكل طبيعي لتلقي جرعات رذاذ، وبعد ثلاثة أيام توفيت ولم يكن هذا الشيء متوقعاً على الإطلاق».
كما تحدث عن لحظة تلقي الفنان سليم صبري للخبر المؤلم، موضحاً: «في اللحظة الأخيرة كنت إلى جانبها في غرفة المستشفى وشعرنا أنا والممرض أن النبض بدأ يتناقص فذهبت مباشرة لأحضر الأستاذ سليم لأي خبر وقلت له إن الأمور جيدة لكن هناك خطورة وعلينا أن نستعد لكل شيء لكنه رفض تصديق هذا الكلام ولم يتقبله ولا بأي شكل وفي هذه اللحظة اتصل بي الممرض وأخبرني بوفاة السيدة ثناء».
إنسانة قديرة
وقالت الفنانة سلاف فواخرجي: «الرحمة للسيدة سناء، كانت سيدة حقيقية وإنسانة قديرة، تجمعني بها تجربة حياة كبيرة سواء على المستوى الشخصي أم الفني، العمل معها ممتع وفي كل لحظة معها نتعلم شيئاً جديداً، وكانت دائماً تعطي حالة من السلام والجمال والمفاهيم الجميلة، وكنت أحب أن أبقى إلى جانبها دائماً وأسمعها، وكان هناك الكثير من الصفات المشتركة بيننا، أحبها من كل قلبي وهذه مشيئة الله».
خسارة كبيرة
وبينت الفنانة نادين خوري: «بدأت مسيرتي الفنية مع السيدة ثناء دبسي، وفضلها علي بأنني وقفت أمامها في أعمال درامية تلفزيونية وإذاعية وكنت أسألها كثيراً ولم تبخل علي بأي نصيحة، كانت محبة وتستقبل الصغير وتعلمه وأنا واحدة ممن تتلمذوا على يد الأساتذة الكبار، رحيلها خسارة كبيرة اللـه يرحمها ويجعل مثواها الجنة».
وأضافت: «في كل مرة ترحل قامة من مدرسة القامات الكبيرة والأساتذة الذين نشأت وترعرعت على يديهم في بداية مسيرتي الفنية، أشعر أن هذه المدرسة لا يمكن أن تعوض سواء كان مهنياً أم أخلاقياً أو أدبياً أو التزاماً بالعمل أو حب الآخر واحترامه، كل هذه الصفات التي باتت قليلة».
إرث كبير
وأوضح الفنان وائل رمضان: «نعزي أنفسنا أولاً والأستاذ سليم صبري وعائلتها وندعو لهم بالصبر والسلوان فرحيلها ترك فراغاً كبيراً على المستوى الإنساني والفني، فهي سيدة صنعت إرثاً كبيراً بالمسرح والتلفزيون وكل قطاعات الفن».
رحلة عمر
سوزان نجم الدين: «مهما قلنا لا نستطيع أن نوفي الراحلة وأهلها حقهم الذين يعيشون هذا الوجع والألم والفقدان، فللسيدة ثناء رحلة عمر مع الأستاذ سليم ومعنا جميعاً، ورحيلها ليس سهلاً وستبقى حاضرة بأعمالها وبذكراها الطيبة، الموت حق لكن الفقدان صعب وموجع».
مدرسة بالأخلاق
حسام الشاه: «فقدنا قيمة ومدرسة بالأخلاق والأدب والتأدب والرقي والأناقة، للأسف غياب أشخاص مثل السيدة ثناء رحمة اللـه عليها من الصعوبة، بمكان أن يتكرر أفراد يتمثلون شخصيتها وتركيبتها، عزائي الشديد للأستاذ سليم ولكل عائلتها وأبنائها في الوطن والمهجر، اللـه يصبرنا جميعاً ولا يفجعنا بعزيز».
وكان هناك حضور رسمي وفني وشعبي حاشد توافد إلى صالة نقابة الفنانين بدمشق لتقديم واجب العزاء بالفنانة الراحلة ثناء دبسي زوجة الفنان سليم صبري، وفي مقدمتهم الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام الذي قدم العزاء باسم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد.
«الوطن» رصدت بعض الكلمات التي قدمها المعزون ومنهم:
خسارة لا تعوض
غسان مسعود:، هناك خسارات لا تعوض تحدث هذه الأيام ومن هذه الخسارات ثناء، هي فعلاً لا تعوض، على مستوى المرأة السورية وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي فهي ليست فقط فنانة، وهي تركت إرثاً عظيماً أتمنى أن يقتدى به في الأوساط الفنية.
رفيقة الأيام الجميلة
منى واصف: هي رفيقة دربي، زميلتي في المسرح ونحن الجيل الذي بدأ وأسس، وأنا أديت دور الأم وهي كذلك كما أدينا أدواراً كنا فيها شقيقتين، تعجز الحروف عن الكلام، هي رفيقة الأيام الجميلة ونحن بدأنا هذا الجمال منذ الصغر، وأتمنى من الفنان سليم صبري أن يكون قوياً وهذا حال الدنيا وهذا ما قدره الله لنا، فالحياة تتطلب منا القوة لنستمر.
منارة فنية
نجدت أنزور: هذه سنّة الكون لا شك في ذلك، ولكن ما يعزي النفس هو الإرث الفني العظيم الذي تركته والذي يشكل منارة فنية لكل الأجيال القادمة، وسورية بلد معطاءة كما عودتنا أن تزهر فناً، كما أتوجه بأحر التعازي للفنان سليم صبري الذي ودع رفيقة دربه وحبيبة عمره ولكن يكفي فخراً أنه قدم مثلها رسالة عظيمة للوطن، ونأمل أن تكون الأيام القادمة أيام فرح وينجلي الغم والكرب وتمر السحابة السوداء عن سمائنا ونستعيد ألقنا وألق الدراما السورية.
أيقونة الدراما والمسرح
سلمى المصري: أكيد هي خسارة كبيرة للوسط الفني وللدراما السورية، فهي أيقونة الدراما والمسرح هي ممثلة عظيمة، وأنا من خلال عملي إلى جانبها أعرف كم هي تعشق المسرح والأعمال المسرحية، أيام المسرح القومي أنا عاصرتها كثيراً، واستمعت لنصائحها وتصويباتها لأخطائنا ولم تبخل علينا أبداً من خبرتها في الإذاعة والتلفزيون، ويمكنك أن تلمح الطيبة والحنية في عينيها فكانت إنسانة راقية بكل ما تعنيه الكلمة، وقد كانت مثالاً في الأناقة واللطافة والرقي والتهذيب والالتزام وهي ستبقى حية في وجداننا وإن غادرتنا جسداً وسنتذكرها مهما حيينا.
فراق موجع
عبد الهادي بقدونس: خسارات العمالقة تتوالى كما نلحظ مؤخراً وإن ذلك موجع ولكن الفراق أمر محتم والموت حق لا مفر منه، وهو غير محدد الوقت أو التاريخ أو العمر فيشمل الصغير والكبير الرجل والمرأة ونحن خلقنا في هذه الدنيا وعلينا أن نتركها لغيرنا، ولكن الفراق موجع ولاسيما الأشخاص الذين عشت معهم سنين كثيرة، وقد فارقنا سابقاً إنطوانيت نجيب وأمين الخياط وحسين نازك وهشام شربتجي ومحمد قنوع وشادي زيدان وغيرهم، وهي أسماء تركت فراغاً كبيراً مكانها، ولكن الله لديه حكمة وهو رؤوف بعباده، وكانت الفنانة ثناء دبسي أيقونة الدراما العربية وليس السورية فقط وأيقونة المسرح العربي وقد تربينا على فنها الأصيل.
قامة فنية عظيمة
المخرج رشاد كوكش: لا يسعنا إلا أن نقول إن البقاء لله وهذه سنة الكون وجميعنا راحلون لا محالة، ولكن بالتأكيد عند خسارة قامة فنية عظيمة كالسيدة ثناء فإن ذلك مؤلم حقاً، نحن كنا على اطلاع بمرضها وفي تواصل دائم ولكن يبقى للموت رهبة ويشكل ألماً شديداً في القلوب والنفوس، رحمها الله وعزائي لنا ولكم وللوسط الفني.
فنانة خلوقة ومهذبة
المخرج الإذاعــي محمــد العنقا: بالنسبة لنا هي خسارة كبيرة حقاً، لأن السيدة ثناء تعد قامة فنية كبيرة وعظيمة بجميــع الأعمال التي قدمتها ولعل معظمها في ذاكرتنا ونستحضرها بين الحين والآخر، وأنا أعرفها منذ عام ١٩٦٣ منذ بدايتي في الإذاعــة وقــد تعاونا معاً وسجلت بالشراكة معها برامج عديدة.
فلم تكن مجرد فنانة بل كانت عظيمة وخلوقة وقمة في التهذيب تسعى لتقديم المساعدة لجميع الزملاء وحتى الخريجون الجدد تقف إلى جانبهم وتقدم لهم النصيحة، ولا يمكننا إلا أن نقول إن الفن فعلاً يخسر أهم رواده.
الأم العطوف
دانا جبر: هي قامة فنية كبيرة وبالطبع تشكل خسارة كبيرة لنا وأنا تربيت على أعمالها وتعلمت منها الكثير، فكانت الأم العطوف التي تحب الجميع، عزائي للفنان سليم صبري وأتمنى له العافية وطول العمر.
عطاء فني وإنساني
تماضر غانم: من الصعب جداً خسارة الأشخاص المقربين الذين نحبهم، فهي كانت من الأمهات المؤسسات في نقابة الفنانين وفي الدراما السورية، وغياب هؤلاء الأسماء يشبه انكسار أغصان الأشجار ونحن ينكسر شيء في قلوبنا.
وهي تركت إرثاً كبيراً من العطاء الفني والإنساني ونحن جميعنا كنا نعدها أمنا أو أختنا، فالمصاب جلل ولا يسعنا إلا أن نقول الرحمة لروحها والصبر والسلوان لعائلتها ولنا.
جيل الرواد
إياد أبو غزالة: عزاؤنا لأسرتها ولأسرة الدراما الفنية السورية ولمحبيها، هذا حال الدنيا لا يمكننا نكرانه، فنحزن حين نودع جيلاً من الرواد والمؤسسين وهم الذين وضعوا الخطوط العريضة للدراما السورية وحجر الأساس.
محبة وشفافة
فاضل وفائي: هي اســـتثناء، هي امرأة محبـــة وشــفافة، وبعيداً عن الفن فهي إنسانة راقية جداً ومعرفتي بها تمتد لأكثر من خمســين عـــاماً، ولــــم أعهـــدها يومــــاً في خصـــــــام مع أحــــدهـــم، فكـــانـــت بلسماً للجميع، أتمنى لها الرحمـة والمغفرة وجنــات النـعيم.