الجيش وقوات الدفاع الشعبي تخوض معارك عنيفة مع داعش في الحي الشمالي لمدينة تدمر
حمص- نبال إبراهيم، وكالات:
تخوض وحدات من الجيش والقوات المسلحة ومجموعات الدفاع الشعبية معارك ضارية مع مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي في الحي الشمالي لمدينة تدمر بعد أن تسلل إليه هؤلاء المسلحون.
وقالت وكالة «سانا» للأنباء أمس نقلاً عن مصدر عسكري: إن هناك «اشتباكات عنيفة في الحي الشمالي لمدينة تدمر ومجموعات الدفاع الشعبية تتصدى لمحاولات إرهابيي داعش التسلل لباقي أحياء المدينة»،
وفي وقت سابق من يوم أمس كانت الوكالة قالت: إن «الجيش دمر أوكاراً لإرهابيي داعش في العامرية شمال مدينة تدمر، ويتصدى لمجموعات إرهابية تسللت إلى أطراف الحي الشمالي للمدينة».
من جهتها نقلت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» عن مصدر أمني قوله: إن مسلحين من التنظيم دخلوا إلى الجزء الشمالي من المدينة، مشيراً إلى «أن الاشتباكات ما تزال دائرة». وأوضح المصدر أن مسلحي التنظيم «دخلوا إلى عمق معين ضمن الحي الشمالي لمدينة تدمر»، مشيراً إلى «أن القتال يجري في عدد من الشوارع».
وحول احتمال وصول مسلحي التنظيم إلى المدينة الأثرية، أجاب المصدر: إنها «حرب شوارع ومن الصعب تحديد خطوط التماس»، مشيراً إلى أن «جميع الاحتمالات مفتوحة».
بدورها ذكرت قناة «روسيا اليوم»، أن اشتباكات عنيفة جرت بين قوات الجيش العربي السوري ومسلحي داعش في الحي الشمالي لتدمر، وأن هناك أنباء عن سيطرة التنظيم على مبان حكومية في المدينة. ونقلت القناة عن مراسلها: أن «داعش كثّف قصفه لمدينة تدمر، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية».
وأكد شهود عيان أن اشتباكات عنيفة تدور منذ الثلاثاء عند الأطراف الشمالية لمدينة تدمر رافقها قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية ونزوح عدد كبير من سكان الأحياء التي تجري فيها الاشتباكات إلى أحياء أخرى، مشيرين إلى نقص في الماء والكهرباء. كما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله: إنه تم «تدمير 5 عربات مصفحة وقتل وإصابة عشرات الإرهابيين في غارة جوية على رتل لإرهابيي داعش على محور السخنة- تدمر».
على خط مواز، اعتبر المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم في تصريح نقلته «أ. ف. ب»، أن «الوضع سيئ جداً»، معرباً عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية في جنوب غرب المدينة المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وأضاف: «يكفي أن تتمكن خمسة عناصر من التنظيم من الدخول إلى المعالم كي يدمروا كل شيء»، مناشداً المجتمع الدولي للتحرك من أجل حمايتها.
وأكد عبد الكريم أن «مئات التماثيل والقطع الأثرية تم نقلها من متحف تدمر إلى أماكن آمنة»، لكن القطع المعلقة على الجدران وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك.
ومن باريس أبدت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» «قلقها الشديد» إزاء دخول داعش الأحياء الشمالية من مدينة تدمر، ودعت إلى وقف «فوري» لإطلاق النار هناك.
وقالت إيرينا بوكوفا في بيان: «أنا قلقة جداً إزاء الوضع في موقع تدمر. المعارك تعرض أحد أهم المواقع في الشرق الأوسط والسكان المدنيين للخطر». وأضافت «أكرر ندائي لوقف فوري للأعمال الحربية في الموقع» على ما ذكرت «أ. ف. ب».
وكان تنظيم داعش بدأ هجوماً على مدينة تدمر منذ الـ13 من أيار للسيطرة عليها، بهدف فتح الطريق له نحو الصحراء المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية وبالتالي إيجاد تواصل جغرافي بين الأراضي السورية والعراقية الذي من شأنه أن يساعد التنظيم على كسب إمدادات جديدة.
وفي السياق كبدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة المدعومة بسلاح الجو التنظيمات الإرهابية التكفيرية خسائر كبيرة في الأفراد والآليات في ريف تدمر والقرى المنتشرة شرقي مدينة حمص.
وأوضح مصدر عسكري لمراسل «الوطن» في حمص أن سلاح الجو نفذ غارات مكثفة على أرتال وتحركات مسلحي داعش في محيط حقلي أرك وجزل النفطيين وشمال شرق المحطة الثالثة لنقل النفط وعلى الطريق العام الواصل ما بين بلدتي الرصافة والسخنة بريف مدينة تدمر بأقصى الريف الشرقي لمحافظة حمص، مؤكداً أن هذه الغارات أسفرت عن مقتل العديد من مسلحي داعش بينهم قياديون في التنظيم وتدمير أكثر من عشر عربات مصفحة ومزودة برشاشات ثقيلة.
وعلى اتجاه بلدات المخرم والفرقلس وجب الجراح في ريف حمص الشرقي، أوضح المصدر العسكري لـ«الوطن»: أن وحدات من الجيش نفذت سلسلة عمليات عسكرية استهدفت خلالها معاقل وتجمعات داعش وجبهة النصرة وما يسمى «حركة أحرار الشام الإسلامية»، في قرى أبو حواديد ومزين البقر والمزبل ورجم القصر ورجم العالي وسلام شرقي وخطملو والهبرة الغربية والمشيرفة الجنوبية وجباب حمد، ما أدى لتدمير تلك المعاقل والمواقع بشكل كامل وعدد من آليات الإرهابيين إضافة لإيقاع أعداد من أفرادهم قتلى وجرحى بينهم من يحمل جنسيات غير سورية.
في جانب آخر وحسبما أفادت مصادر أهلية وأخرى مطلعة في محافظة حمص لـ«الوطن» فإن التنظيمات الإرهابية المسلحة أقدمت على افتعال حرائق بالأراضي الزراعية والمحاصيل الموسمية وبممتلكات المواطنين الخاصة في محيط قرية أم السرج وعدد من القرى المحيطة بها بريف حمص الشرقي.
وأكدت المصادر، أن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الأهالي قامت بالسيطرة على تلك الحرائق وإخمادها بأقل الخسائر المادية.