كوبا والبرازيل دعتا إلى وقف جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة … جنوب إفريقيا: ننتظر معاقبة إسرائيل بالشكل المناسب
| وكالات
على حين توقع سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا أن تتوصّل محكمة العدل الدولية إلى أن احتلال الكيان إسرائيلي المُستمر للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي، جدد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب «إبادة جماعية» بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدوره دعا الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى تكثيف الجهود الدولية لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومواد الإيواء للقطاع.
وطالب مادونسيلا أمس السبت في مقابلةٍ مع وكالة «الأناضول» التركية الدول كافّة بالإدلاء بشهادتها في القضية التي رفعتها بلاده أمام محكمة العدل الدولية من أجل معاقبة إسرائيل على جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، قائلاً: نحن عانينا من الظلم والقمع تحت نظام الفصل العنصري، لذلك نسعى إلى منع أن يتألّم الآخرون ولذلك رفعنا الدعوى ضد إسرائيل.
وبناءً على ذلك، اعتبر مادونسيلا أن رفع تلك الدعوى القضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية «واجبٌ على عاتقها تجاه شعبها والمجتمع الدولي» وذلك لـ«ضمان محاسبة إسرائيل على أفعالها»، وأشار إلى أن بلاده رفعت الدعوى وبحوزتها «أدلة كافية لإثبات ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية».
وبشأن توقعات بلاده لمآلات الدعوى والخطوات التالية لها، قال الدبلوماسي الجنوب إفريقي: في نهاية هذه العملية، نتوقع إعلان المحكمة أن احتلال إسرائيل المستمر للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي، مضيفاً إن الخطوة التالية هي إحالة القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للمضي قدماً بشأن كيفية تنفيذ رفع الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية، بناءً على قرارات المحكمة التي أدانت إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وأوضح أنه إذا توصلّت المحكمة إلى هذا الاستنتاج، فإننا ننتظر معاقبة إسرائيل بالشكل المناسب، وشارك السفير مادونسيلا في جلسة لمحكمة العدل الدولية يوم العشرين من شباط الجاري، قال خلالها إن نحو 30 ألف فلسطيني قتلوا خلال آخر 4 أشهر، هذه ليست مُجرد إحصائيات بل دماء الشعب الفلسطيني وأشلاؤه.
وتساءل مستنكراً: متى ستنتهي عقود الإفلات من العقاب التي عاشتها إسرائيل؟، مؤكداً أن «وحشية وعنف العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد غزّة وانتهاك القانون الدولي، بما في ذلك الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية، هي أوضح إشارة إلى أن إسرائيل تعتبر نفسها غير مقيدة في أفعالها ضد الفلسطينيين».
وفي الـ19 من شباط الجاري، انطلقت في محكمة العدل الدولية جلسات استماع تستمر حتى 26 شباط، بمشاركة أكثر من 50 دولة لتقديم مرافعات بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض كيان الاحتلال الاعتراف بشرعية هذه المناقشات، وفق ما أكد مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي قال في ردٍّ رسمي على النقاش أنه «سيكون ضاراً».
يُشار إلى أن إجراءات الرأي الاستشاري منفصلة عن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا في المحكمة الدولية ضد الاحتلال بسبب انتهاكه لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، ووفقاً لمحكمة العدل الدولية لن تكون نتيجة الرأي الاستشاري «ملزمة» من الناحية القانونية، لكنها ستحمل «ثقلاً قانونياً وسلطة أخلاقية كبيرة»، وأواخر شهر كانون الثاني الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بـ«اتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة».
على خطٍّ موازٍ، دعا الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومواد الإيواء للقطاع، وخاصة في هذه الظروف الجوية القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأعرب الرئيس الكوبي في تصريح نشره في حسابه على منصة «إكس» عن تأييده ودعمه لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بهذا الصدد قائلاً: إننا نؤيد دعوة الرئيس الفلسطيني إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، وفي هذا الصدد نحث على إرسال بعثة حماية مكلفة من قبل منظمة الأمم المتحدة بشكلٍ عاجل إلى غزة لحماية الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية.
ومن جانبه جدد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب «إبادة جماعية» بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ نقلت وكالة «وفا» عن دا سيلفا قوله خلال فعالية في ريو دي جانيرو: إن ما تفعله إسرائيل ليس حرباً، إنها إبادة جماعية لأنها تقتل نساء وأطفالاً.. ثمة آلاف من الأطفال القتلى وآلاف من المفقودين ليس الجنود هم الذين يموتون بل نساء وأطفال في المستشفى»، وأضاف: إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فأنا لا أعرف ما الإبادة الجماعية، وشدد داسيلفا على أنه من غير المقبول أن يبيت الأطفال والنساء في غزة من دون الحصول على طعام أو حتى كأس حليب.
وخلال مشاركته في قمة للاتحاد الإفريقي في الـ18 من الشهر الجاري وصف الرئيس البرازيلي العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بأنه إبادة جماعية قائلاً: إن ما يحدث في قطاع غزة ليس حرباً بل إبادة، ليست حرب جنود ضد جنود، إنها حرب بين جيش على درجة عالية من الاستعداد، وبين نساء وأطفال وإن ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة في التاريخ، كما كرر الدعوة إلى قيام دولة فلسطين معترف بها دولياً وبشكل نهائي كدولة ذات سيادة كاملة.
وقبل هذا التصريح، ندّد لولا دا سيلفا بالأعمال الاستفزازية التي تقوم بها قوات الاحتلال في غزة، مشدداً على أنها «وصلت إلى حدٍّ غير مقبول»، ودعا إلى ضرورة الضغط على إسرائيل من أجل الامتثال لقرارات الأمم المتحدة.