في المرحلة الثالثة من إياب الدوري الكروي الممتاز … كبار الدوري فازوا وحققوا المطلوب وثلاثي المؤخرة دخلوا في الخطر الشديد
| ناصر النجار
استمر كبار الدوري الكروي الممتاز في تحقيق أهدافهم بالفوز وبالتالي بقيت مواقع المقدمة على حالها، فالفتوة أبقى على فارق النقاط السبع التي تبعده عن أقرب مطارديه، وحطين ما زال متمسكاً بالأمل، وجبلة ثبت أقدامه بين الأربعة الكبار وكانت هذه الانتصارات صعبة، وهي حصيلة مباريات الجمعة التي كانت بداية المرحلة الثالثة من إياب الدوري الكروي الممتاز، وكما كانت فرحة الفائزين كبيرة كانت حسرة الخسارة أليمة وخصوصاً أن الفرق المهزومة لم تكن صيداً سهلاً في هذه المباريات فخسرت بالهدف الوحيد الذي كان عنوان المباريات الثلاث.
الفتوة المتصدر لعب بتشكيلته الكاملة المعتادة التي لم يغيّر فيها الشمالي المدرب الجديد القديم أي شيء، وتدخله كان في بعض التفاصيل الصغيرة، وهي رؤية كل مدرب حسب أسلوبه في تغيير بعض المراكز أو في التبديل في الشوط الثاني، ووجدنا أن الشمالي لم يستنفد كل التبديلات ولعله كان راضياً عن الموجودين ولم يرد القيام بأي تغيير متأخر حتى لا يعطل مشروعية الفوز الذي ناله متأخراً، حافظ المدرب على بقاء محمود البحر ومصطفى جنيد وكانا في السابق أبرز اللاعبين المستبدلين في الشوط الثاني، ولم يعزز قدرات الفرق الهجومية فكان نظره منصبّاً نحو خط الوسط الذي شهد التبديلات الأهم بزج الجفال والعبادي ومحمد مالطة بدل الحبنظلي وزيد عزير وعبد الرحمن الحسين، وتبديل دفاعي واحد بخروج حمزة الكروي ونزول أحمد الخصي، وعلى ما يبدو أن اعتماد الشمالي في الهجوم سيكون مقتصراً على محمود البحر ومصطفى جنيد المعروف باختراقاته الناجحة من الأطراف وخصوصاً اليسار مع مساندة من عبد الرحمن الحسين، الملاحظ أن بعض عقود الفتوة الجديدة في ظل المدرب الجديد لن يكون لها المكان الرئيس أو التبديل في التشكيلات القادمة، إلا إذا حسم الفتوة اللقب مبكراً وباتت المباريات خارج الهم والاهتمام.
على العموم فإن جمهور الفتوة صُدم في المباراة وإن كان تنفس الصعداء في آخرها لأنه كان يظن أن المباراة سهلة على فريقه وتوقع مشاهدة وفرة أهداف كثيرة، لكنه تأخر كثيراً باختراق المرمى الساحلي ما يدل على وجود ضعف في العامل الهجومي وهذا الأمر سيربكه كثيراً بمواجهة الفرق القوية القادرة على المجابهة والمقارعة.
الملاحظ في المباراة اختلاف الرأي بين جمهور الفريق الذي دخل في سجالات غير محببة أسفرت عن بعض المشاكل، وللأسف تعرضت كراسي المنصة للتكسير مرة أخرى، وهذا الأمر بعهدة إدارة النادي لتضع النقاط على الحروف قبل أن يستفحل الأمر ويصبح خارج السيطرة، من الطبيعي أن تكون خسارة الساحل أليمة لسببين، أولهما يأتي من حاجته للنقاط وهو في موقع المهددين الأكثر خطورة من غيره، وثانيهما صموده حتى الدقيقة 84، أي إنه خسر في الرمق الأخير من المباراة، بكل الأحوال فإن الأسلوب الدفاعي الذي اتبعه الساحل قد يكون مفيداً في بعض المباريات، لكنه لن يكون فاعلاً في أغلبها، ومن أراد النجاة فعليه تفعيل الجانب الهجومي أكثر، فالنقطة السلبية في فريق الساحل أنه ضعيف في الهجوم، وكما نلاحظ أنه في مبارياته الثلاث الأولى من الإياب لم يسجل أي هدف، وهذا لن يعود على الفريق بخير، لذلك فالسعي للهروب من الهبوط بات مرتبطاً بتحقيق عاملين اثنين، أولهما: تحقيق بعض النتائج الجيدة، وثانيهما: فشل الفرق التي تسبقه في جدول الدوري وهو أمر صعب لكنه يبقى وارداً.
فسحة أمل
الإيجابي في فريق حطين أنه لملم جراحه بسرعة واستوعب ما حدث في لقائه مع الفتوة بحكمة ونهض مبكراً، فحقق ما أراد من خلال الفوز على جبلة بمسابقة الكأس، فتجدد الأمل لديه بالمنافسة على لقبها، كما حقق الفوز على الكرامة متمسكاً بمركزه الثاني وليبقى على أعتاب المنافسة فلعل وعسى أن يحدث شيء ما يقلب موازين الدوري لمصلحته، ما يساعد حطين على الاستمرار وتحقيق النتائج أنه يملك دكة احتياطية جيدة، لذلك لم يتأثر بغياب المعاقبين وأثبت البدلاء أنهم عند حسن الثقة بهم فكانوا خير خلف للغائبين.
الهدف المبكر الذي سجله سليمان رشو حافظ عليه الفريق حتى النهاية وأهم الأسباب أن دفاع حطين قوي ويعتبر من أقوى الخطوط الدفاعية في الدوري، لذلك عجز كل مهاجمي الكرامة على اختراقه رغم توافر الفرص، حطين بهذا الفوز حافظ على المسافة التي تفصله عن الفتوة وثبت أقدامه في المركز الثاني، أما الكرامة فقد اجتهد رغم محاولاته الجادة لبلوغ حتى التعادل، وما زالت العروض التي يقدمها الفريق جيدة، والتوليفة التي يلعب بها الجبان مقبولة، فالشباب الذين يعتمد عليهم ما زالوا بحاجة إلى وقت للنضوج واكتساب المزيد من الخبرة، الكرامة وهو يعدّ فريق المستقبل يغامره شعور التقدم نحو مراكز أفضل وهذا في بال الفريق وإن لم يحققه في مباريات الجمعة، فالآمال متوافرة في بقية المراحل والمباريات.
الهدف القاتل
مباراة الطليعة وجبلة ربما تكون شبيهة بمباراة حطين مع الكرامة مع فوارق بسيطة، فجبلة حقق المراد من خلال فوز طال انتظاره، وهذا الفوز ضروري بعد انتكاسة الكأس، وبعد بداية غير جيدة في الدوري، ولا يهم في التفاصيل إن كان الهدف الوحيد جاء أول الوقت أم في آخره، المهم تحقق الفوز، وهذا يدفع الفريق للمزيد لأنه يرفع من معنويات لاعبيه، ويأمل جمهوره ألا يتأثر الفريق بغياب حارسه أحمد مدنية المغادر إلى الفيصلي الأردني، فالبركة بالبديل كما يقولون الذي سيمنحه الدوري فرصة الظهور بعد أن كان على الدكة الاحتياطية منتظراً المشاركة، وها هي جاءت ليثبت للجمهور أنه على قدر أهل العزم.
خسارتان متتاليتان للطليعة وقبلهما تعادل سلبي، بداية غير سارة للفريق، وخصوصاً أنه لم يسجل أي هدف في 270 دقيقة ما يشير إلى أن الفريق يعاني في الأمام وأن لاعبيه غير قادرين على هزّ الشباك، وهذه مشكلة تؤرق الجمهور وقد تضع الفريق في مأزق ما بعده مأزق، لكن السؤال المفترض: هل يعاني الفريق من هذه المشكلة فقط، أم إن هناك مشاكل خفية تعرقل الفريق وتقضي على كل طموحاته؟ هذا السؤال برسم إدارة النادي.
جولة ناجحة
زيارة تشرين إلى حلب كانت ناجحة حيث عاد منها بنقاط الفوز، ففاز بهدفين مقابل هدف، تشرين حافظ على مركزه الثالث، لكن يؤخذ عليه أداؤه في المباراة وطريقة تفكير لاعبيه، فالهدفان المبكران اللذان سجلهما الفريق أول الوقت كانا كافيين للفوز حسب رؤية البعض، فدافع عنهما تشرين على عكس منطق كرة القدم الذي يجعل من الأهداف المبكرة حافزاً لتسجيل المزيد من الأهداف، صحيح أن البحارة حققوا ما أرادوا من النقاط لكنهم خسروا جهد لاعبهم محمد كامل كواية الذي خرج بالحمراء لإنذارين، والمشكلة أن توقيت الإنذارين كانا قريبين من بعضهما، وهذه الملاحظة يفتقدها كل لاعبينا الذين يقعون بحمى البطاقات لأسهل الأسباب.
الحرية بخسارته غرق أكثر من ذي قبل رغم محاولاته الحثيثة للتعديل، قلص الفارق لكنه فشل بإدراك التعادل، والطريف في المباراة أن مدافعه السنغالي مصطفى سال سجل هدفين، الأول في الدقيقة الأولى بمرمى فريقه، والثاني قرب نهاية المباراة بمرمى تشرين وكأنه بهذا الهدف يعتذر من الفريق وجمهوره.
واقع حزين
الوحدة غرق أكثر من ذي قبل وتلقى خسارته الثالثة على التوالي بمرحلة الإياب رغم أنه لعب المباريات الثلاث على أرضه، بالمقابل فإن الضيف أهلي حلب حقق فوزه الثالث على التوالي منها مباراتان خارج أرضه، ليؤكد أنه بعزيمة الشباب يمكن أن يمضي ويحلق نحو أفضل المراكز، أهلي حلب ارتقى إلى المركز الخامس، وبات على بعد خطوة واحدة من مربع الكبار.
الوحدة كان بإمكانه أن يفوز بالمباراة لو أن لاعبيه الذين تلقوا الهدايا من دفاع أهلي حلب مجاناً لكنهم ردوها على طريقة الأمور التي لا تصدق مجاناً، حتى القائم وقف بوجه كرة البوطة التي كادت تعزز تقدم الوحدة في الشوط الأول، أهلي حلب استغل فرصة واحدة ففاز بالمباراة برأس مدافعه على اعتبار أن هدف التعادل الذي أدركه كان هدية من مدافع الوحدة الذي سجل بمرماه!
على العموم فإن واقع فريق الوحدة ليس ساراً، وتبين أن الفوز على المجد في الكأس ليس عبرة، وعلى ما يبدو أن بعض اللاعبين ما زالوا متعلقين بذيول الماضي، وإذا تحدثنا بصراحة فإن الفريق يدفع ضريبة الصراعات التي على ما يبدو لن تنتهي في القريب العاجل، أما الحلول فهي بيد الإدارة الجديدة التي عليها أن تعالج عثرات الفريق بالحكمة أحياناً، وبالعقوبات أحياناً، والحلول يجب ألا تتأخر لأن نار الهبوط بدأت تقترب من الفريق، وربما من حسن حظه أن شريكيه في المواقع المتأخرة خسرا أيضاً، والتساؤل: هل سيخدم الحظ الوحدة في كل مرحلة؟
بالتخصص
لم يستطع الجيش رد اعتباره من هزيمته في الذهاب أمام الوثبة بهدفين نظيفين فخرج من ملعب حمص متعادلاً بهدف لمثله، المراقبون أكدوا أن أداء الجيش كان أفضل من الوثبة، لكن لاعبي الجيش أخفقوا باستغلال الفرص المتاحة الكثيرة وخصوصاً في الشوط الأول، المهم أن الجيش أدرك التعادل عبر لاعبه البديل باسل مصطفى، وكان التعادل سيد الأحكام، وهو التعادل الثالث للوثبة في الإياب، لكن على الفريق أن يحذر من نومه على حرير التعادل وأن يقض مضجعه المهددون إن انتفضوا وحققوا الانتصارات وهو أمر وإن كان مستبعداً في الوقت الحالي لكنه يستحق التفكير به مطولاً، أدهم غندور سجل هدف الوثبة، واللاعب نفسه سجل هدفي الوثبة بمرمى الجيش في الذهاب، والأهداف هذه هي حصيلة الغندور من الأهداف، فهل هو متخصص بالتسجيل على الجيش، أم إننا سنرى أهدافاً أخرى بمرمى فرق أخرى؟
أرقام وألوان
سجل في هذا الأسبوع أحد عشر هدفاً، ولم يسجل أي من هدافي الدوري الأوائل، هدفان صديقان، أولهما لتشرين وسجله مدافع الحرية مصطفى سال في مرمى فريقه في الدقيقة الأولى وهو أسرع هدف في الإياب، وثانيهما لأهلي حلب وسجله مدافع الوحدة عمرو جنيات في مرماه في الدقيقة 64 وكان هدف التعادل لأهلي حلب، هدفان ذهبيان الأول سجله لاعب جبلة عمر نعنوع في الدقيقة 90 وفاز به جبلة على الطليعة 1/صفر والثاني سجله مدافع أهلي حلب علي الرينة في الدقيقة 89 بمرمى الوحدة وبه فاز أهلي حلب 2/1.
ثلاثة فرق فازت خارج أرضها، ويمكن اعتبار أن مباراة حطين مع الكرامة خارج الأرض لأن حطين يلعب في الغربة، لذلك لم يحقق الفوز هذا الأسبوع على أرضه إلا فريق الفتوة، ومباراة واحدة انتهت إلى التعادل بين المضيف والضيف كما ذكرنا في حسابات البطاقات الملونة، وحده الطليعة لم يتلق أي بطاقة صفراء أو حمراء، ورفعت الحمراء مرة واحدة كانت للاعب تشرين محمد كامل كواية بعد إنذارين، وخلت مباريات هذا الأسبوع من ركلات الجزاء.