لا نأتي بجديد عندما نقول إن موسم الحبوب هو معركة أخرى، وأن محصول القمح بالذات يواجه تحديات كبيرة منذ الحرب العدوانية الظالمة على سورية سواء لجهة السيطرة من قبل قوات الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي، أم منع الفلاحين من تسويق محاصيلهم إلى مراكز الدولة.
من هنا تأتي أهمية تقديم التسهيلات والقيام بكل ما هو ممكن لاستلام كل حبة قمح ومؤازرة الفلاح في تسويق إنتاجه.
واليوم ضمن الاستعداد لموسم الحبوب ثمة مطالب لفلاحي محافظة الحسكة، وهي مطالب محقة، وقد تمت المطالبة فيها على نطاق واسع من خلال مداخلات وتوصيات مجلس المحافظة واتحاد الفلاحين المتكررة طوال السنوات الماضية وفي مقدمتها إحداث مركز لتسويق الحبوب في محيط جبل كوكب شرق مدينة الحسكة، لتغطية معظم مساحات الرقعة الجغرافية الزراعية في محافظة الحسكة لاسيما أن مراكز التسويق انحصرت بثلاثة مراكز فقط، وهي لا تفي بالغرض ولا تغطي إلا المساحات الزراعية التابعة لمحيط مدينة القامشلي وأجزاء من ريفها الجنوبي الشرقي حيث المناطق الآمنة.
مطالب الفلاحين تتجدد اليوم بإحداث هذا المركز في ضوء المؤشرات الأولية المبشرة للموسم الزراعي الشتوي ومحاصيله الإستراتيجية لهذا العام.
المأمول أن تكون هناك استجابة سريعة لرصد الاعتماد اللازم من الوزارة المعنية وعن طريق الإدارة العامة للحبوب وتوفير ما يلزم لإحداث هذا المركز الذي يعتبر أهم خدمة تقدمها الدولة للفلاح في محافظة الحسكة الذي يعاني ظروفاً اقتصادية قاهرة لاسيما أن مراكز التسويق الثلاثة الموجودة في مدينة القامشلي وريفها من أصل 42 مركزاً، لا تخدم الفلاح ولا تتيح له التسويق عبرها لأنها تبعد عن مواقع الإنتاج الزراعي في المناطق الجنوبية لمسافة تصل إلى أكثر من 200 كم، وبالتالي فإن افتتاح مركز لتسويق الحبوب في محيط جبل كوكب إذا توافرت له الشروط والظروف المناسبة يوفر تغطية كامل مساحة الرقعة الجغرافية في مناطق الاستقرار الزراعي الثالثة والرابعة والخامسة، كما يغطي العمل الإداري في الدوائر الزراعية لمدينتي «الحسكة والشدادي» وفي بلدات «مركدة وتل براك وتل تمر»، التي سيجد الفلاحون فيها حاجتهم بعيداً عن المراكز الموجودة في مدينة القامشلي وريفها. فهل تستجيب الجهات المعنية المركزية لمطالب الفلاحين؟