الأردن نفى إقامة جسر جوي لنقل البضائع إلى الكيان الإسرائيلي عبر حدوده … عبد اللـه الثاني: استمرار الحرب على غزة خلال رمضان يزيد خطر توسع الصراع
| وكالات
حذر ملك الأردن عبد اللـه الثاني خلال لقائه أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان من استمرار الحرب على غزة خلال شهر رمضان، واعتبر أن ذلك سيزيد من خطر توسع الصراع، على حين أكد عباس ضرورة إدامة التنسيق والتشاور بما يخدم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات في المدينة المقدسة.
وحسب وكالة «عمون» الإخباربة الأردنية أكد عبد اللـه الثاني ضرورة بذل أقصى الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين الأبرياء، مشيراً إلى أن الأردن سيواصل توفير المساعدات الإنسانية والإغاثيـة والطبيـة إلى الأهــل في القطـاع.
وحذر من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وما يمارسه المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأعاد التأكيد على رفض الأردن أي محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، اللتين تشكلان امتداداً للدولة الفلسطينية الواحدة، كما شدد على إدامة التنسيق العربي خلال الفترة المقبلة لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
بدوره، استعرض الرئيس الفلسطيني التطورات التي تشهدها الضفة الغربية والقدس، مشدداً على إدامة التنسيق والتشاور الوثيقين بين الجانبين، بما يخدم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات في المدينة المقدسة، وأعرب عن تقديره لمواقف الأردن في التأكيد على ضرورة وقف الحرب على غزة، وحماية المدنيين، ودعوة العالم أجمع لتحمل مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني.
في السياق، نفى رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، وجود أي جسر بري أو بحري ينقل البضائع إلى الاحتلال الإسرائيلي عبر الأردن، وقال في كلمة له أمس في رئاسة الوزراء عن الأداء الاقتصادي وتحديات المرحلة: إن الحديث عن جسر بري أو بحري هو من وحي الخيال، لن نقف صامتين أمام توريات تتحدث عن قصص من وحي الخيال تشير إلينا وإلى مواقفنا من خلال نسج قصص لا أساس لها من الصحة، حسب «عمون».
وأكد رئيس الوزراء أن وصمة العار هذه مرتدة على من يحاول التشكيك بالموقف الأردني الرسمي والشعبي المتمازج والملتحم والمساند لأهلنا في فلسطين، وبين أن ترتيبات النقل من وإلى وعبر الأردن لم يطرأ عليها أي تغيير عما كانت عليه في آخر 25 سنة، وقال «في هذا اللقاء لست بصدد تفصيل موقفنا السياسي، لأن النهار لا يحتاج إلى دليل، ومن المخجل أن نرى أي تجليات بمحاولة المزايدة على موقف الأردن».
وأضاف: إنه لا توجد دولة في العالم، قام بها رأس الدولة شخصياً بركوب طائرة عسكرية، فوق منطقة فيها عمليات عسكرية شرسة، ليسهم شخصياً بجهد إنزال مساعدات إنسانية لأهلنا الصامدين في قطاع غزة، وأردف إنه لا توجد دولة، قامت بإدامة جسر من التواصل والدعم الإنساني عبر المساعدات الإنسانية المسقطة عبر طائرات سلاح الجو، منفردة بداية وبعد ذلك بالتشارك مع الدول الصديقة والشقيقة.
في الأثناء، أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز أن الأردن يسعى لتنفيذ هدنة في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، بحيث تتخطى شهر رمضان دون المزيد من المآسي، وقال خلال مداخلة تلفزيونية، إن الخطاب السياسي الأردني «عنيف وقوي وواضح» على المستويين الإقليمي والدولي، إذ إن جهود الأردن تنصب على إيقاف الحرب وإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، عبر وقف إطلاق النار.
وحول الحراك الأردني، شدد الفايز على عدم وجود فجوة بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي في الأردن رغم وجود جهات داخلية وخارجية تحاول زرع الفتنة والمزايدة على الموقف الأردني الذي لا يستطيع أحد المزايدة عليه باعتباره الأكثر وضوحا والأقرب إلى فلسطين.
وأشار الفايز إلى توافق 80 بالمئة من أعضاء الكونغرس الأميركي مع آراء ملك الأردن حول «حل الدولتين» والاعتراف بالدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن معظم دول الاتحاد الأوروبي أصبحت تفكر بشكل جدي بالاعتراف بفلسطين رغم أن إسرائيل لا تريد السلام.
وبما يتعلق بالتهجير، أكد الفايز رفض الأردن ومصر التهجير «جملة وتفصيلاً» لأنه يشكل خطراً كبيراً على البلدين وعلى أمنهم الوطني، مبيناً أنه في حال تم التهجير فإن رقعة الحرب ستتوسع إذ أكد جلالة الملك أن التهجير هو إعلان حرب على الأردن.