أبو عبد اللـه لـ«الوطن»: الغاية أن يتحول الحوار إلى أمر منظم لإنتاج أفكار وآليات تنتج الحلول … الرئيس الأسد خلال حواره مع أكاديميين ومفكرين بعثيين: منظومات العمل بمؤسسات الدولة القائمة حالياً قديمة وهناك حاجة لتطويرها
| سيلفا رزوق
بَيَّنَ مدير مدرسة الإعداد الحزبي بسام أبو عبد اللـه أن الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس بشار الأسد ركز في لقائه الخميس مع مفكرين وأكاديميين بعثيين، على أهمية الحوار لإنتاج مرجعيات وأدوات عمل بهدف الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الناس وإنتاج الحلول عبر تحويل الأفكار إلى خطط تنفيذية من خلال الإطار المؤسساتي.
وفي حوار مع «الوطن» لفت أبو عبد اللـه إلى أن إحدى النقاط المهمة التي طرحها الرئيس الأسد هو إشارته إلى تجربة الانتخابات الحزبية الأخيرة والتي اعتبر بأن علينا أن لا نبالغ بنجاح هذه الانتخابات ولا أن نقلل من شأنها وما نحققه اليوم هو نجاح جزئي لأن الانتخابات هي خطوة من مسار إصلاحي، وهي ليست النهاية وإنما البداية، وعلينا الاستمرار بالمعايير التي اتبعناها بغض النظر عما أنتجته، لأنه وبرأي السيد الرئيس فإن مشاركة القواعد هي الأهم، وهذا النجاح الجزئي بكل الأحوال هو جزء من مسار وليس كل المسار.
وبالنسبة لعلاقة الحزب بالحكومة أشار أبو عبد اللـه إلى أن المطلوب حسب ما تطرق إليه الأمين العام للحزب هو وضع سياسات فوق حكومية معلنة من قبل الحزب فدور الحزب هو وضع السياسات العامة ودور الحكومة هو تنفيذ هذه السياسات.
كذلك ركز الرئيس الأسد على أن منظومات العمل بمؤسسات الدولة والبنى المؤسساتية القائمة حالياً قديمة، وهناك حاجة لتطويرها فعدم تطوير هذه المنظومات سيعني بأننا لم نقم بأي تطوير ونحن اليوم ندفع ثمن عدم التغيير فالتغيير يجب أن يكون حالة دائمة ومستمرة، ويجب القيام بالتغيير التدريجي وبشكل إيجابي.
مدير مدرسة الإعداد الحزبي الذي كان حاضراً إضافة إلى 36 شخصية بعثية في الحوار مع الرئيس الأسد والذي استمر لنحو ثلاث ساعات، كشف أن الرئيس الأسد اعتبر بأن استعادة ثقة السوريين تتم من خلال أربعة عناوين: وهي التمثيل الأوسع للناس عبر استحضار شخصيات تمثل وتلقى قبول الشريحة الأوسع منهم، كذلك عبر البرامج التي تخدم الناس، وعبر عمل الحكومة، وأخيراً من خلال الآليات الداخلية للحزب، بمعنى علاقته بالحكومة وبأنه يجب أن يتحول الحزب إلى جزء من الحالة الوطنية ليصبح جامعاً للوطنيين السوريين عبر كسب ثقتهم، فكلما كسب الحزب ثقة الناس لن يكون ممثلاً لشريحة محددة من السوريين بل سيصبح نقطة جذب وجامعة للوطنيين.
وفيما يلي الحوار كاملاً مع مدير مدرسة الإعداد الحزبي:
• ما هي الغاية المرجوة من هذا الحوار الذي أجراه الرئيس الأسد مع عدد من المفكرين والأكاديميين البعثيين؟
الرئيس الأسد يؤكد دائماً على أهمية الحوار وأن يكون هذا الحوار منظماً ومنهجياً لإنتاج مرجعيات وأدوات عمل وهذا يحتاج لتنظيم ومنهجية ستتم لاحقاً.
الهدف من الحوار عموماً هو الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها الناس بهدف إنتاج الحلول، وتحويل الأفكار إلى خطط تنفيذية عبر إطار مؤسساتي، فبرأي الأمين العام أن أي فكرة فردية تموت إذا لم تطرح بشكل جماعي ومؤسساتي، فالفكرة إذا لم تتحول إلى عمل ستموت وتنتهي، وهناك نقاط يجب التخلص منها في منهجية التفكير وهي التخلص من السلبية لنتمكن من الإنتاج، لأن الشخص السلبي لا ينتج، كذلك التخلص من الماضوية والنقاش في الحاضر والمستقبل، وأيضاً التخلص من الرومانسية في الطرح والتخلص من الرغبوية، فالرئيس الأسد دعا إلى مواجهة الواقع وحقائقه من خلال زيادة المشاركة والحوار ووضع إطار مؤسساتي لحواراتنا، فالغاية أن يتحول هذا الحوار إلى أمر منظم لإنتاج أفكار وآليات معينة.
وهذا الحوار بداية لمنهجية قادمة لطرح الرؤى والاستفادة منها وإنتاج مرجعيات متفق عليها والإجابة عن أسئلة الناس لإنتاج الحلول، تحويل الأفكار لخطط تنفيذية عبر إطار مؤسساتي وصولاً للبدء بطرح سياسات عامة تلتزم بها الحكومة لاحقاً.
• البعض تساءل حول آليات العمل هل تم التطرق إلى هذه النقطة لاسيما أن بعض هذه الآليات الجديدة جرى اعتمادها مؤخراً في الانتخابات الحزبية من خلال تشكيل اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات؟
هذه النقطة مهمة وحازت على مساحة من الحوار الذي جرى مع السيد الرئيس فالبعض تساءل عن المعايير التي جرى اعتمادها لمعرفة مدى نجاح تجربة الانتخابات الحزبية من عدم نجاحها، والرئيس الأسد اعتبر أن الحوار الدائر حالياً هو أحد أسباب النجاح، إذ لم يكن لدينا سابقاً حوار وبالتالي المعيار المباشر لتقييم نجاح الانتخابات هي الآليات الواضحة وهذه التجربة كأي تجربة بحاجة إلى تصويب، لأنه كلما عززنا الانتخاب بالانتخاب نتجه نحو الأفضل لكن دائماً يجري تقييم المعايير والإشارة إلى نقاط الضعف في التجربة لكن كلما عززنا الانتخابات نسير نحو الأفضل.
الرئيس الأسد شدد على أن أهمية زيادة مشاركة القواعد ووضع المعايير لهذه الانتخابات
وقال: «لا يجب أن نبالغ بنجاح هذه الانتخابات ولا أن نقلل من شأنها وما نحققه اليوم هو نجاح جزئي لأن الانتخابات هي خطوة من مسار إصلاحي وهي ليست النهاية وإنما البداية، وعلينا الاستمرار بالمعايير التي اتبعناها بغض النظر عما أنتجته، لأنه وبرأي السيد الرئيس فإن مشاركة القواعد هي الأهم فلا حزب من دون قواعد ولا قواعد من دون مشاركة».
• هل ستتم الاستفادة إذا من الآليات التي جرى اتباعها في الانتخابات الحزبية للاستحقاقات القادمة؟
بالتأكيد فاللجنة العليا للانتخابات ستقدم تقييمها من نقاط قوة أو نقاط ضعف وكيفية ترميم هذه النقاط التي ظهرت وهذا النجاح الجزئي بكل الأحوال هو جزء من مسار وليس كل المسار.
وكما أشار الرئيس الأسد ففي الانتخابات علينا تقييم الناخب أيضاً فهو المسؤول أيضاً عن خياراته.
• ماهي رؤية الرئيس الأسد التي ظهرت خلال الحوار حول علاقة الحزب بالحكومة؟
المطلوب حسب ما تطرق إليه الأمين العام للحزب هو وضع سياسات فوق حكومية معلنة من قبل الحزب، فدور الحزب هو وضع السياسات العامة ودور الحكومة هو تنفيذ هذه السياسات، فالحزب يضع خطوطاً عامة ولا يتدخل بتفاصيل العمل الحكومي وهو يراقب الأداء الحكومي ويتابع معها عبر مؤسساته سواء اللجنة المركزية للحزب والتي هي بمثابة برلمان بالحزب أو من خلال مجلس الشعب.
المشكلة الآن هل الحكومة تنفذ سياسة الحزب أم الحزب ينفذ سياسة الحكومة وهذه نقطة تحتاج لتوضيح ولذلك الرئيس الأسد دعا لوضع منهجية محددة.
فالحزب يضع أولويات بناء على الحوارات، والرئيس الأسد ركز بشكل كبير على هذه النقطة لاسيما الحوارات مع القواعد الحزبية فالحوار ونتائجه يجب أن تمثل رأي الأغلبية.
كذلك شدد الرئيس الأسد على موضوع منظومات العمل فالكفاءة الجيدة إذا وضعت في بيئة غير سليمة لن تنتج ولن تكون قادرة على العطاء فالعمل المؤسساتي يحدد آليات العمل فقوة الفرد من خلال مؤسسته.
وهناك نقطة مهمة جداً تطرق إليها الرئيس الأسد مرتبطة بمنظومات العمل بمؤسسات الدولة والبنى المؤسساتية القائمة حالياً فهذه المنظومات قديمة وهناك حاجة لتطويرها فعدم تطوير هذه المنظومات سيعني بأننا لم نقم بأي تطوير ونحن اليوم ندفع ثمن عدم التغيير، فالتغيير يجب أن يكون حالة دائمة ومستمرة ويجب القيام بالتغيير التدريجي وبشكل إيجابي.
• هناك سؤال يتردد كثيراً حول كيفية استعادة ثقة السوريين والبعثيين بقياداتهم وهذه إحدى النقاط التي جرى التطرق لها خلال الحوار مع الرئيس الأسد؟
يعتبر الرئيس الأسد أن استعادة الثقة تتم من خلال أربعة عناوين: وهي التمثيل الأوسع للناس عبر استحضار شخصيات تمثل وتلقى قبول الشريحة الأوسع منهم.
كذلك عبر البرامج التي تخدم الناس، وعبر عمل الحكومة، وأخيراً من خلال الآليات الداخلية للحزب بمعنى علاقته بالحكومة وشدد على أنه يجب أن يتحول الحزب إلى جزء من الحالة الوطنية ليصبح جامعاً للوطنيين السوريين عبر كسب ثقتهم، فكلما كسب الحزب ثقة الناس لن يكون ممثلاً لشريحة محددة من السوريين بل سيصبح نقطة جذب وجامعة للوطنيين.
ولابد من الإشارة إلى نقطة مهمة تطرق إليها الرئيس الأسد وهي إدارة التنوع في المجتمع، إذ يجب أن يكون الحزب عاملاً جامعاً للسوريين، فلماذا يجب أن تثق الناس بالحزب لأنه حزب وطني يمثل فكرياً أغلبية السوريين.
وخلال الحوار لفت الرئيس الأسد إلى أن الحزب يجب ألا يتدخل في كل التفاصيل وعليه التخلي عن التدخل في كل التفاصيل، كذلك من المهم أن يتحالف مع القوى المجتمعية التي تحظى بأرضية شعبية ولها تأثير مجتمعي وتحقيق التوافق بين رغبات الحزب والحالة الشعبية.
بحيث يتم التوازن بين الحالة الشعبية وسياسة الحزب، فحزب البعث عندما دخل في السلطة أخذ سلبياتها وعمل في السلطة من دون آليات ورقابة واضحة وبالتالي لابد من الفصل بين الحزب والسلطة ولكن بناء على وضع أسس وبناء على وضع آليات لهذا العمل، من خلال سياسات فوق حكومية معلنة يضعها الحزب وتنفذها الحكومة من دون التدخل بتفاصيل العمل الحكومي اليومي.