متقدمةً على الولايات المتحدة.. الصين هي القوة الدبلوماسية الأولى في العالم … بكين تحثّ واشنطن على لعب دور بنّاء لإنهاء الحرب على قطاع غزة
| وكالات
أكدت وزارة الخارجية الصينية، أن على الولايات المتحدة «اتخاذ إجراءات للعب دور بنّاء لإنهاء الحرب» على قطاع غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية، في حين أكد مؤشر الدبلوماسية العالمية» لعام 2024 تفوّق الصين على الولايات المتحدة بامتلاكها أوسع شبكة دبلوماسية في العالم.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أكدت الخارجية الصينية، أمس الإثنين، أنه على الولايات المتحدة «اتخاذ إجراءات للعب دور بنّاء لإنهاء الحرب» على قطاع غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية.
وفي وقتٍ سابق، دعا وزير الخارجية الصينية، وانغ يي، في كلمة في المؤتمر الستين للأمن في ميونخ، إلى تسريع الجهود لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وأشار إلى أن فلسطين لم تحقّق قط حقوقها الوطنية المشروعة ولم تنشئ دولة مستقلة، وأكد أن «هذا هو أصل كل المشاكل وجوهر مشكلة الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أنه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تعمل بجدية على تعزيز وقف إطلاق النار وحل الدولتين.
وقبل أيام، أكد المستشار القانوني لوزارة الخارجية الصينية، ما شين مين، خلال مرافعته أمام محكمة العدل الدولية، أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية «غير قانوني»، معقّباً أن «من حق الفلسطينيين اللجوء إلى الكفاح المسلح في مواجهة إسرائيل».
وقال شين مين إنه «في السعي لتحقيق حق تقرير المصير، يحق للشعب الفلسطيني استخدام القوة لمقاومة القمع الأجنبي واستكمال إقامة دولة فلسطينية»، وأكد أن «العديد من القرارات الأخرى تعترف بشرعية النضال بجميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك الكفاح المسلح من الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية أو الاحتلال الأجنبي لتحقيق حق تقرير المصير»، مشدداً، في هذا السياق، على أن ما يقوم به الفلسطينيون «ليس إرهاباً، بل هو كفاح مسلح مشروع».
من جانب آخر، أظهر «مؤشر الدبلوماسية العالمية» لعام 2024، الصادر عن معهد «لوي» الأسترالي، أن الصين تمتلك أكبر شبكة دبلوماسية في العالم، متقدّمةً على الولايات المتحدة، وذكر المعهد أن «الصين هي أكبر قوة دبلوماسية في العالم، وأنها تتمتع بحضور أوسع من الولايات المتحدة في الساحات الدولية».
ويُصنّف مؤشر الدبلوماسية العالمية 66 دولة ومنطقة وفق عدد المناصب الدبلوماسية التي تمتلكها في العالم، وفي التصنيف الصادر حديثاً، جاءت الصين في المركز الأول بامتلاكها 274 منصباً في شبكتها الدبلوماسية، تلتها الولايات المتحدة في المركز الثاني بعدد 271.
وفي تفاصيل التقرير، أظهرت النتائج أن بكين تتقدم في إفريقيا وشرق آسيا ودول جزر المحيط الهادئ وآسيا الوسطى، بينما لا تزال واشنطن تتمتع بالتفوق في أوروبا وأميركا الشمالية والوسطى وجنوب آسيا، وهما تتساويان في الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، وسلّط التقرير الضوء على نتاج جهود بكين لتوسيع نفوذها وسط منافسة جيوسياسية مكثفة مع واشنطن.
بدوره، قال مدير برنامج الرأي العام والسياسة الخارجية في معهد «لوي» رايان نيلام: غالباً ما يتمّ التغاضي عن الدبلوماسية كمقياس للتأثير، لكنها من أكثر العناصر أهمية في فن الحكم، وأضاف إن مؤشر الدبلوماسية العالمية يُظهر أن الحكومات تواصل الاستثمار في الدبلوماسية لإظهار القوة وتحقيق مصالحها.
وفي وقتٍ سابق، قال موقع «Modern Diplomacy» الأميركي إن الصين اكتسبت في السنوات الأخيرة قوة حاسمة في مناطق جنوب شرقي آسيا وإفريقيا، ووفق الموقع الأميركي، فإن نهوض الصين في الشرق الأوسط ليس بالأمر الجديد، وإنه ساهم، إلى جانب تأثيرها المتزايد في الاقتصاد والسياسة وتحولها إلى شريك موثوق، في دعم صعود الصين على المستوى السياسي في الشرق الأوسط.
وأضاف الموقع إن «الصين تعد شريكاً جديراً بالثقة من جانب دول الشرق الأوسط، إذ تركز معظم المصالح الصينية على المنظور الاقتصادي، ولم تنحَز الصين إلى أي من النزاعات الإقليمية»، وحسب الموقع، ظلّت الصين ثابتة في دعوتها لاتخاذ إجراءات دولية، مثل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمعالجة القضايا الأمنية، وعدّ الموقع الأميركي العلاقة المتغيرة بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط عاملاً سمح للصين بالتألق في الشرق الأوسط.