في 12 كانون الأول الماضي عرضت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عشر أفكار، هي أقصى ما يمكن تصوره للحلول الممكنة لحل الوضع في قطاع غزة بعد عملية «طوفان الأقصى» وحرب إبادة الشعب الفلسطيني التي شنتها إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول الماضي، وجاء في هذه السيناريوهات أو الأفكار العشر:
1- تستمر حرب الإبادة وتتصاعد بقوة عسكرية لتحقيق هدف إسرائيلي لا يمكن تحقيقه، وهو أن يحكم الجيش الإسرائيلي القطاع إذا نجحت خطة (رئيس حكومة كيان العدو) بنيامين نتنياهو في استعادة سمعة الجيش وتدمير الفصائل الفلسطينية، وترى الصحيفة أن هذه النتيجة مستحيلة لأن الولايات المتحدة بكل قدراتها العسكرية لم تنجح في إنهاء وجود المقاومة في أفغانستان ولا في العراق، ويضيف هذا السيناريو إن إسرائيل قد تفكر بإخراج مروان برغوثي بعملية تبادل للأسرى مع حماس فينافس حركة حماس على شعبيتها لمصلحة حركة فتح, أو أن تقبل إسرائيل انضمام حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية أو أن تسقط حكومة نتنياهو وتتولى أحزاب المعارضة الإسرائيلية إدارة الحكم بما يتناسب مع خطة أميركية جديدة.
2- سيناريو رئيس حكومة إسرائيل السابق إيهود أولمرت ويرى أن يرسل حلف شمال الأطلسي قوات إلى القطاع على شكل قوات دولية تحل محل الجيش الإسرائيلي ويُعدّ حكاماً جدداً للقطاع، وإذا رفض نتنياهو فسوف يتوجب على تل أبيب تغييره.
3- يفرض الغرب دوره بعد إيقاف إطلاق النار في تشجيع حل اقتصادي يبدأ بتخصيص 5 مليارات دولار فورية وتقديم 200 دولار شهرياً لكل فرد في القطاع لشراء حاجاته الأساسية على مدى ثلاثة أشهر وإعطاء إسرائيل هبة بقيمة 14 مليار دولار للتعويض عن خسائرها ودعم قواتها.
4- تستند الولايات المتحدة والغرب إلى التأكيد على حل الدولتين وتعزيز محركاته على مختلف المستويات لتخفيض شعبية حماس ودعوة بعض الدول العربية إلى تشكيل إطار تحالفي يتعهد بنشر قواته في القطاع وفي الضفة الغربية لإنشاء قوة أمنية جديدة فيهما.
5- يتم إنشاء مجلس وصاية دولي تحت إشراف مجلس الأمن الدولي لإعداد القطاع نحو إقامة الدولة مع الضفة الغربية على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وأوروبا حين أنشأت البوسنة والهرسك وكوسوفو وشرق تيمور عام 1999.
6- وضع مشروع مرحلي تجريبي مدته ثلاث سنوات لتحويل قطاع غزة إلى دولة بعد نزع أسلحة الفصائل الفلسطينية وموافقة الشعب الفلسطيني.
7- إنشاء مجلس حماية منبثق عن الأمم المتحدة باسم حماية الشعب الفلسطيني والقطاع وهو ما طلبته السلطة الفلسطينية عام 2014.
8- تبني فكرة إنشاء اتحاد كونفدرالي بين دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع وبين إسرائيل.
9- تبني مشروع لبناء ثقافة السلام تشارك فيه دول كثيرة تمهيداً للحلول المقبلة.
10- يرى السيناريو الأخير أن يمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وفي مستقبل وجوده في قطاع غزة والضفة الغربية واختيار ما يتفق مع ذلك.
هذه السيناريوهات أعدت بعضها مؤسسات في الأمم المتحدة وفي الولايات المتحدة ويبدو أن الصحيفة الأميركية اختارت عرض السيناريو العاشر في آخر الأفكار التي يمكن طرحها بعد أن تبين موضوعياً أن السيناريوهات التسعة قد جرى تجريب بعضها أو بعض أجزاء من أفكارها لكنها فشلت في الالتفاف على حق الشعب الفلسطيني بحرية اختيار طريق وشكل ومستقبل تقرير مصيره الوطني فوق ترابه، ففي البوسنة وغيرها فرضت واشنطن وعواصم أوروبية في حلف الأطلسي حلولها لأهداف إستراتيجية تتعلق بالصراع ضد روسيا ومن يتحالف معها في أوروبا، ويتبين من مختلف هذه الأفكار حقيقة ما أشارت إليه الصحيفة الأميركية حين أكدت أن كل القدرات العسكرية الأميركية التي استخدمت في العراق وأفغانستان لم تهزم المقاومة في الدولتين ولم تحقق الأهداف الأميركية وأجبرتها المقاومة في النهاية على الانسحاب من أراضي الدولتين.