غيَّب الموت يوم أمس الممثل اللبناني فادي إبراهيم، في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت عن عمر ناهز 67 عاماً، جراء المضاعفات المرضية التي أصابته، إثر معاناته منذ أشهر من داء السكري وغسيل الكلى، والتي أدت سابقاً إلى بتر ساقه وإصبعين من يده اليمنى.
وقبل أيام، استقرت حالته، واستقبل الزوار من أصدقائه، قبل أن تسوء حالته الصحية، ويتم نقله إلى وحدة العناية المركزة؛ ما أدى بعائلته إلى إصدار بيان صحفي، أكدت فيه تدهور وضعه الصحي، وجاء فيه: بعد طول المدة التي أمضاها الفنان فادي إبراهيم في فترة العلاج، ونظراً للمضاعفات التي حدثت معه أخيراً، تم نقله إلى العناية المركزة، ومُنعت عنه الزيارات.
ودعت العائلة حينها، كل محبي فادي إبراهيم إلى رفع الصلوات على نية شفائه، كي يتخطى أزمته الصحية التي داهمته، كما أكدت العائلة أنها الجهة الوحيدة المخولة بإصدار أي بيان يتعلق بتطور وضعه الصحي.
الدراما السورية
يعد الراحل أحد أهم نجوم لبنان الحاضرين دائماً في الدراما السورية، فعاصر معظم مراحل تطور درامانا منذ نشأته ومروراً بنجوميته التي اكتسبها من هذه الدراما بمشاركته بأهم الأعمال في العصر الذهبي للدراما السورية.
له في درامانا ما يقرب من خمسة عشر مسلسلاً نذكر منها: «الموت القادم إلى الشرق، البحث عن صلاح الدين، شركاء يتقاسمون الخراب، مدرسة الحب، عطر الشام، حكم الهوى، هوا أصفر، السنونو».
ضبع الشاشة
يعد الراحل من أبرز الوجوه الفنية التي بصمت في عالم الدراما والمسرح في لبنان، وله في المجالين العشرات من الأعمال.
وتربّع نجماً على عرش الدراما والمسرح اللبناني على مدار عشرات السنوات.
الراحل من مواليد عام 1956 في منطقة الحدث في الجنوب الشرقي لمنطقة بيروت، متزوج ولديه ولدان هما ستيفاني وعمر.
ويحمل النجم الملقب «ضبع الشاشة اللبنانية» الجنسية الأسترالية إلى جانب جنسيته اللبنانية لأنه ولد من أب لبناني وأم أسترالية.
كانت رغبته في أن يصبح ضابط طيران في المدرسة الحربية، لكن والدته رفضت أن يدخل ابنها الشاب الوحيد إلى جانب أربع فتيات في هذا المجال، ما دفعه إلى الذهاب للعمل في الطيران المدني لكن ظروفاً خاصة أبعدته عن الطيران ودفعته باتجاه عالم الفن.
كانت المصادفة سبباً رئيسياً في دخوله عالم الفن، فقد كان الفنان الراحل إيلي صنيفر صديقاً لوالده وجارهم بمنطقة الحدث، فعرض على فادي في عام 1980 أن يشارك في مسلسل «الوحش» الذي جسد فيه شخصية شاب أميركي.
بعد هذا العمل أحب الممثل الشاب أجواء الفن وقرر الاستمرار بها وقد جاءته فرصة المشاركة في مسلسل «حكاية كل بيت»، لكن شهرته الحقيقية بدأت بعد مشاركته بإعلان تجاري ناجح جعل الجميع في لبنان يعرفونه ويشيرون بأصابعهم عليه.
وقبل ذلك كانت بدايته في فرقة الكشافة المدرسية التي كان تنظم مسرحيات واسكتشات، وفي عام 1979 انخرط في فرقة ناصر مخول الفولكلورية.
تلقى على يد المخرج رشيد علامة الإلقاء ومخارج الحروف وأعطاه دور البطولة في مسلسل «وأمطرت ذات صيف» عام 1982، أما شهرته فجاءت بعد مشاركته في مسلسل «العاصفة تهب مرتين» بدور «نادر صباغ».
توالت أعماله في التلفزيون والمسرح والسينما وشارك في أعمال عربية مشتركة بين عامي 1980 و1986، وكان يعمل إلى جانب التمثيل كمترجم لأفلام وثائقية لتلفزيون لبنان، وعمل أيضاً كخبير تجميل بعد أن سافر إلى برلين للمشاركة في دورات للتجميل للمحترفين، كما خاض تجربة الإخراج في عملين، أجاد الرسم بالفطرة رغم أنه لم يدرسه أكاديمياً، كما أنه يجيد النحت الذي اتخذه هواية.
من مسلسلاته في الدراما اللبنانية والعربية نذكر: «الفاتحون، آخر الليل، الكوخ القديم، نهاية الطريق، نساء في العاصفة، الينابيع، أبناء الرشيد، ورود ممزقة، أسمهان، الأدهم، البوابة الثانية، جود، كيد النسا، أبواب الغيم، فرقة ناجي عطا الله، روبي، تحت الأرض، جذور، ياسمينة، ولاد البلد، علاقات خاصة، قصة حب، بنت الشهبندر، الحرام، الزيبق، كل الحب كل الغرام، عروس بيروت، ممالك النهار، موجة غضب، ميادة وولادا، النحات، رصيف الغرباء، للموت، الساحر، لا حكم عليه، للموت، قارئة الفنجان، شتي يا بيروت، خرزة زرقة، بارانويا، 2020».
ومن أفلامه نذكر: «مستر غولد، الانتفاضة، فتيات للقتل، الجزيرة المحرمة، القربان، راشد ورجب».
رثاء الكتروني
بشار إسماعيل: «اليوم عرفت ليش ما عم ترد على اتصالاتي، يلي كنت خايف منه وقع، بدي افتقدك يا صديقي».
محمد خير الجراح: «بعد معاناة وتعب يغادرنا الفنان جميل الروح والخلق، أتقدم من عائلته الكريمة وأصدقائه وجمهوره ومحبيه بأحر عبارات التعزية والمواساة».
قصي خولي: «الممثل فادي إبراهيم في ذمة الله، وداعاً يا أبو عمر، الله معك يا خيي».
رغداء هاشم: «الفنان الجميل فادي إبراهيم وداعاً، لروحك الطمأنينة والسلام».
كارمن لبس: «ما قادرة اكتب وعبّر، صعبة كتير».
رابعة الزيات: «لم يكن عادياً، كان استثنائياً في حضوره وابتسامته وموهبته، صنع ذاكرة لن تُنسى، حزينة هذا الخبر».
زاهي وهبي: «نجم الدراما اللبنانية وعلامتها الفارقة، فتى الشاشة الوسيم وصانع اللحظات المدهشة، الضاحك أبداً، فادي إبراهيم وداعاً».
نيشان: «خبر حزين جداً، فادي إبراهيم نجم الدراما اللبنانية في ذمة الله، البقاء لله».
باسم مغنية: «النجم الأول صار بالسما».
داليدا خليل: «نجمنا الغالي، الله يرحمك وتكون نفسك بالسما».
أحلام: «نجم الدراما اللبنانية والعربية فادي إبراهيم في ذمة الله، رحمة الله عليه».