رياضة

وفاء..

| مالك حمود

كانت واحدة من أحلى وأروع محطات الوفاء، فعند الانتصار يظهر الكبار، وفي اللحظات السعيدة يتذكر المرء أحبابه وأصحابه والأغلى إلى قلبه. فكيف لو كانوا أصحاب فضل وعطاء.

ما قامت به المدربة الوطنية ريم صباغ بعد فوزها مع فريق شباب نادي الأهلي ببطولة دوري تحت 21 سنة لكرة السلة كان بمنزلة درس في الوفاء والعرفان.

وهل هناك أروع من أن تقوم الكوتش ريم بزيارة خاصة للمهندس باسل حموي الأب الروحي لكرة السلة الأهلاوية في منزله الذي بات ملعبه الوحيد بعد المرض القاسي الذي ألمَّ به وآلمه مؤخراً.

المدربة الأهلاوية عبرت عن أصالتها كابنة بارة لمدرسة السلة الأهلاوية بتذكرها الأب والمرجع السلوي الكبير لكرة السلة الأهلاوية وصانع المرحلة الذهبية من تاريخها كي تهديه كأس البطولة. وتؤكد له أن الدنيا لا تزال بخير. وأن الغياب بسبب المرض لن يغيبه من ذاكرة وقلوب محبيه وأبنائه الذين تتلمذوا على يديه ونهلوا الكثير من معارفه وخبرته وحكمته وأخلاقياته.

زيارة المهندس باسل حموي درس بسيط في تفاصيله، وعظيم في جوهره في مرحلة غابت فيها هذه الزيارة عن أذهان الكثيرين وخصوصاً من القيادات الرياضية الذين تناسوا من أعطى للرياضة السورية بشكل عام. وكرة السلة بشكل خاص لأكثر من خمسين عاماً. عمل خلالها مدرباً في الأندية والمنتخبات، ومشرفاً للعبة في النادي ورئيساً للنادي لأكثر من مرة. وبقي وفياً لناديه خلال فترات ابتعاده عن التسميات، ليقابل بالوفاء من أبنائه الأوفياء.

فكم من رياضيين وأبطال غادروا الساحة بصمت دون أن يجدوا من يقول لهم ولو كلمة شكر.

نجوم كبار اعتزلوا بلا حفل اعتزال أو تكريم أو تقدير.

أين إدارات الأندية؟

بل أين اتحادات الألعاب؟

وأين اللجان الفنية والتنفيذية؟

المسؤولية مشتركة بين هؤلاء وأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي.

وسواء أكانت المبادرة خاصة أم عامة المهم أن تأتي ولا يمنع من أن تكون تقليداً سنوياً يقام على هامش المناسبات الرياضية. وأن تكون شاملة دون النظر إلى العلاقات الشخصية وحسابات الأندية.

فاللهفة مطلوبة من أهل الرياضة للرياضيين بمختلف ألعابهم وأتعابهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن