سياحة «الأسنان» إلى سورية … تكلفة تجميل الأسنان في سورية أقل بنحو 70 بالمئة من الدول الأخرى
| نورمان العباس
تنشط «السياحة العلاجية» في سورية مع اتجاه العرب والأجانب لتلقي العلاج فيها، كاسرة كل أشكال الحصار والعقوبات الجائرة على الشعب السوري، ولا تقتصر الزيارة على الحالات الضرورية بل تتوسع لتشمل القيام بعمليات التجميل وزراعة الأسنان، فالفارق الكبير في الفاتورة الطبية يشجع السياح العرب والمغتربين للمجيء.
وأكد طبيب الأسنان نوري زهرة لـ«الوطن» أن سمعة الطبيب السوري والفارق الكبير في تكاليف الخدمات الطبية مع بقية الدول جعلا سورية مقصداً للعرب والأجانب، وبين أن الفرق وسطياً في التكاليف يصل إلى 50 بالمئة وبعض الأحيان الفرق يكون بنسبة 60 بالمئة إلى 70 بالمئة.
وأشار إلى أن تكلفة زراعة السن في سورية وسطياً من 5 إلى 6 ملايين حسب حالة المريض، أما في الخارج فهي من 12 إلى 15 مليوناً وأشار إلى أن أكثر الدول العربية قدوماً لتلقي العلاج العراق ولبنان والأردن.
وأوضح زهرة أهمية السياحة العلاجية وإمكانية الاستفادة منها في دعم الاقتصاد وأضاف: أي سائح يأتي اليوم سواء كان سورياً مغترباً أم عربياً يقوم بتشغيل الفندق والمطعم والألبسة والتكسي، ويجب أن يكون هناك تعاون من الشركات السياحة للاستفادة من وجودهم وتسليط الضوء على الأماكن السياحية.
ورأى زهرة أن عمليات التجميل لم تعد حكراً على الطبقة الغنية فقط والتجميل اليوم للبعض أهم من الطعام بحيث تستقبل المراكز التجميلية جميع الطبقات.
في حين أكد مدير أحد مراكز السياحة العلاجية عمر التيناوي لـ«الوطن» أن 40 بالمئة من القادمين إلى سورية لتلقي العلاج والتجميل عرب و60 بالمئة أجانب، فالسائح يأتي للعلاج والقيام بسياحة ومع ذلك تبقى التكلفة أقل من الخارج، وبين أن تكلفة زراعة السن في ألمانيا أكثر بـ20 ضعفاً من سورية.
وبين التيناوي أن الرجال اليوم يرغبون بالتجميل أكثر من النساء، وأشار إلى أن الأعمار الأكثر طلباً للتجميل تكون من 45 إلى 70 سنة، وبين أن أكثر العمليات المطلوبة في سورية هي تجميل الأسنان، وأوضح أن السياحة العلاجية تشغل المكاتب السياحية والفنادق والنقل لذلك يجب استغلالها بشكل جيد.
وأكد الأستاذ في كلية الاقتصاد إسماعيل بطرني أن السياحة العلاجية تساهم برفد الاقتصاد الوطني، ويجب على القائمين على الاقتصاد الاستفادة من هذا القطاع وخاصة أنه اليوم لا توجد حركة وتشغيل في جميع القطاعات بسبب انخفاض الدخل والقوة الشرائية، لذلك يجب أن يكون هناك تنسيق من جميع الوزارات: سياحة، نقل، ثقافة، كهرباء، لتشجيع السياحة من خلال تحسين صورة البلد أمام السائحين لتتحول السياحة العلاجية إلى ترفيه واستجمام. وأضاف: سورية بلد يملك حضارة وتاريخاً ومعالم أثرية وطبيعة ساحرة، لذلك يجب أن نسلط الضوء عليه، وأشار إلى أن السائح المريض عندما يأتي إلى البلد ليس فقط للمراكز الطبية التي تستفيد بل على الصعيد العقاري تزداد الإيجارات وحجوزات الفنادق، والمطاعم، والمتاجر، ولفت إلى أن دولة قطر استغلت الرياضة لتكون معلماً سياحياً لذلك يجب استغلال الزيارات بقصد العلاج إلى سورية لتسليط الضوء على المعالم السياحية.