عازف البزق اليوناني ميخاليس باوريس في أوبرا دمشق … السفير اليوناني لـ«الوطن»: هذه الأمسية تؤكد أن العلاقات بين الشعبين السوري واليوناني راسخة في التاريخ ومستمرة حتى الآن
| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني
برعاية وزارة الثقافة وضمن إطار شهر الثقافة اليونانية، أقامت السفارة اليونانية حفلاً موسيقياً لعازف البزق والمؤلف الموسيقي اليوناني العالمي ميخاليس باوريس بمشاركة المغني نيكوس كيركينيس ومجموعة من الموسيقيين السوريين، وذلك في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بحضور رسمي حاشد ضم عدداً من الدبلوماسيين وسفراء صربيا وفنزويلا والبرازيل وبلغاريا ورومانيا ومصر.
وافتتح الموسيقي باوريس الأمسية بمعزوفة حملت عنوان «دمشق» ألفها خصيصاً لهذا الحفل، ليأخذ الحضور بعدها في رحلة إلى عالم الموسيقا الإغريقية من خلال خمس عشرة مقطوعة موسيقية وأغنية أبدع بأدائها على آلة البزق الساحرة، ومنها «على الهواء»، «ملاك الليل»، «قبيل أن تغرب الشمس»، «مدينتي الجميلة»، «لا تسائل السماء»، «بحر من دموع»، «يوم أحد غائم»، «السريانية المتفرنجة».
علاقات عريقة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح السفير اليوناني نيكولاس بروتونوتايروس أن هذه الأمسية تندرج ضمن جهود المبادرة اليونانية التي تؤكد أن العلاقات بين الشعبين السوري واليوناني راسخة في التاريخ ومستمرة حتى الآن، منوهاً بأن هذه التظاهرة الثقافية دليل على أن الثقافة عنصر تقارب بين الشعوب فيما يتعدى الخلافات وهي خطوة مهمة في سبيل المصالحة وتندرج ضمن الجهود الوطنية والدولية في سبيل السلام والازدهار في سورية.
وأكد أن هذه الاحتفالية جزء من خططهم المستقبلية لإبراز التعاون بين الموسيقيين السوريين واليونانيين.
كما قال السفير نيكولاس في كلمة ألقاها قبيل الحفل: «يشرفني أن أستقبلكم اليوم في إطار الشهر الثقافي اليوناني في سورية الذي يشتمل على ثلاث فاعليات أساسية وهي عروض أفلام في دمشق وحلب وطرطوس واللاذقية، وحفلان موسيقيان في دار الأوبرا بدمشق لعازف البزق المنفرد والمؤلف الموسيقي اليوناني ميخاليس باوريس، وتذوق أشهى مأكولات المطبخ اليوناني في فندق غولدن مزة».
وأضاف: «ينبع تأسيس الشهر الثقافي اليوناني من رغبتنا العارمة في إعادة تفعيل العلاقات الثقافية العريقة مع سورية تلك العلاقات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، علاوة على ذلك فإننا نعتبر التلاقح الثقافي يشكل مكوناً أساسياً للجهود الوطنية والدولية المتواصلة لتحقيق السلام والازدهار والمصالحة في سورية، وقد يكون مدار السياسة والدبلوماسية حول إيجاد حلول وسطى وتقديم بعض التضحيات لكن تقاسم الثقافة أمر مربح لجميع الأطراف، حيث إنه يبني جسور تفاهم مشترك وصداقة ويشكل قوة موحدة بين الشعوب».
وتابع: «في هذا السياق من المهم الإشارة إلى أن الموسيقي الحائز العديد من الجوائز العالمية ميخاليس باوريس والمغني نيكوس كيركينيس تعاوناً مع نخبة من الموسيقيين السوريين مستخدمين لغة الموسيقا العالمية لإظهار كيف يمكن لثقافتنا الموسيقية المتوسطية أن تقربنا من بعضنا بعضاً، وأتوجه بالشكر الخاص للموسيقي والملحن السوري إياد الريماوي الذي قدم مساعدة لا تقدر بثمن».
تأثر عميق
وأعرب عازف البزق اليوناني ميخاليس باوريس لـ«الوطن» عن سعادته البالغة وتأثره العميق لأنه استطاع أن ينقل موسيقاه إلى سورية، حيث شعر بصدق وقوة تأثر الحاضرين، ولهذا هو سعيد جداً، منوهاً بأنه ألّف مقطوعة بعنوان: «دمشق» خصيصاً لهذه المناسبة.
وقال: «وصلتني رسالة دعوة للمشاركة في هذه الفاعليات الثقافية من مدير مكتب السفير بعنوان «الطريق إلى دمشق» وعندما تحادث هاتفياً معه وشرح لي الفكرة وكيف أن هذه الفاعليات مهمتها التقريب الوجداني بين الشعبين السوري واليوناني شعرت بتأثر عميق وذهبت مباشرة إلى الاستديو وكتبت هذه المقطوعة، وهناك مقطوعة أخرى سأقدمها لاحقاً عندما يتحقق المشروع المشترك بيني وبين المؤلف الموسيقي إياد الريماوي».
معجزة حقيقية
بدوره أفاد الموسيقار السوري إياد الريماوي لـ«الوطن»: «ميخاليس باوريس هو صديق عزيز التقيت به في اليونان وبيننا مشروع وعمل مشترك من تأليفي وهو سيعزف فيه سولو بزق يوناني، وبحكم هذه الصداقة أحببت أن أكون داعماً له بحفله اليوم في دمشق من خلال حضوري بالبروفات واختيار الموسيقيين، كما لم يقصر عازفونا السوريون الذين كانوا على مستوى عالٍ وكان هو سعيد بالعمل معهم».
وأضاف: أتمنى من الناس أن يأتوا ليستمتعوا بموسيقا ميخاليس لأنه أحد أسرع عازفي الآلات الوترية في العالم والسرعة المذهلة التي يعزف بها إلى جانب إحساسه الرائع والجميل جعلته يخلق معجزة حقيقية على المسرح.