إن غايات التأمل هي التحكم بالنفس الذاتية الدنيا وتطوير ملكات العقل العليا لرؤية وحدة الحياة وتوحيد هذه العملية الثنائية في هذا التجلي الروحي المتواصل للفرد.
والتأمل فيه الشفافية والإحاطة بكل شيء حتى تصبح الرؤية أمامك واضحة جلية، وتزداد ثقة بنفسك ويتعمق فهمك لها، فالتأمل في أثناء تمرين المشي يحقق تأثيرات إيجابية، فهو يجليّ العقل دائماً، فعندما يكون العقل صافياً يستطيع الإنسان الرياضي أن يفكر بعقلانية أكبر.
ويستطيع أن يسلط الضوء على المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما يتيح التأمل التركيز على النواحي المهمة في حياتنا. كما يحفّز أيضاً التفكير الخلاق، فالأفكار الجديدة تنساب وتتدفق في الرأس وتنهمر كالمطر، وفي نهاية المشي يصبح الرأس يعج بالأفكار، ومن المفيد عند وصولك إلى المنزل القيام بتدوينها ولعل أعظم فوائد التأمل في أثناء الحركة أنه يريح كثيراً، ويثير الإنعاش بالجسم والعقل على حد سواء، ويعتقد العلماء أن التوتر يقتل سنوياً آلاف الأشخاص بطريق مباشر أو غير مباشر. فالأشخاص شديدو التوتر لا يقبلون على التمرين كفاية ويقلقون كثيراً. وبدلاً من اتخاذ خطوات تساعدهم على تنفيس التوتر يلجؤون للشرب وأمور أخرى وكم يكون أجدر بهم لو يسترخون مدة 15 دقيقة في التأمل أثناء الحركة بدل الشرب وهناك خطوات مصحوبة ببرنامج المشي تساعد على تخفيض التوتر أو منعه وهي:
– وازن بين العمل والمرح، وخصص الوقت للقيام بنشاطات تحبها.
– خذ قسطاً جيداً من النوم والراحة للحفاظ على صحتك.
– الابتعاد عن الإجهاد في التمرين، فالمشي هو الأسلوب الملائم لتحقيق ذلك.
– لا تقم بالكثير دفعة واحدة، إذ إن هناك حدوداً للطاقة في كل شخص.
– تعلم أن تتقبل ما لا تستطيع تغييره، ومن الغباء أن تغضب لظروف خارجة عن إرادتك.
– انظر إلى حسنات الآخرين، قد يبدو ذلك تواضعاً إلا أنه عادة جيدة لتقبل الأخطاء، فما من أحد معصوم عن الخطأ.
التأمل أثناء الحركة
لا يوجد أحد بيننا يملك مناعة ضد الضغوط والهموم المالية والعملية والمشاكل العائلية والمرض والطوارئ الصغيرة منها والكبيرة، وتظهر هذه الضغوط بأشكال كثيرة. تشمل التوتر والغضب والإحباط والخوف. وغالباً ما تحدث هذه العواطف مجتمعة فتنهك الجسم والعقل في آن معاً، إن المشي يخفف التوتر حيث يوفر حساً قوياً من الراحة البدنية والعاطفية وهذا ناتج عن التأمل أثناء الحركة.
يمكن أن تختلف طبيعة التأمل وتركيزه من شخص إلى آخر فبعض الأشخاص يحاولون إفراغ عقولهم في البداية ثم التركيز على شيء بسيط جداً مثل نمط التنفس أو السماء أو البيئة المحيطة أو غير ذلك. ويحاول آخرون التركيز في البداية على بعض الأمور الممتعة. ثم التفكير في أشياء أكثر أهمية وبغض النظر عن الأسلوب الذي نتبعه، فإن أساس التأمل واحد: هو أن تكون قادراً على السيطرة على عقلك ومع الممارسة تجد أنك تستطيع توجيه أفكارك، وتنظيمها إلى أي موضع تقريباً أثناء ممارستك للمشي.