رياضة

إعلام بلا مشروع

| غانم محمد

مع وجود استثناءات قليلة، وجهود شخصية مقيّدة إلى حدّ كبير، فإن واقع الإعلام الرياضي في بلدنا ليس على ما يرام، وقد انزلق في معظمه إلى خطابات (ناديوية)، وليته امتلك الحدّ الأدنى من مقوّمات الإقناع!

أعتذر من (زملاء) أفنوا عمرهم في محراب هذه الرسالة النبيلة، وقضوا جلّ وقتهم بحثاً عن حقيقة هنا، وعن أمل هناك، وعن رافعة عمل في مكان ثالث، لتحريك رياضتنا التي غالباً ما تأخرت عن مجاراة هذا الإعلام، إلا في العقد الأخير، الذي شهد تحولات خطيرة، انتقلت فيها الكلمة إلى باحثين عن (لايكات) وإلى (مسبقي قبض)، ومن الخطأ بمكان أن أعمّم، لكن المشهد يكاد يكون صارخاً في هذا الشأن!

هنا، لا نستطيع أن نحمّل الاتحاد الرياضي مسؤولية (التردي) في الإعلام الرياضي، وإنما نشير بإصبعنا إلى اتحاد الصحفيين، والجهات التي تدور في فلكه أو تعمل بموافقته، ونتحدث عن دورات إعلامية لمدة يومين أو ثلاثة، يخرج بعدها شباب في مقتبل العمل، يعتقدون أن قدرتهم على شراء ميكرفون أو كاميرا تخوّلهم أن يطلقوا على أنفسهم (إعلاميين)، بل يزاحمون على الصفوف الأولى، وقد فعلوا ذلك في مطارح عديدة، ليكون الناتج الإجمالي من المضمون ذاته (أنا مع اللاعب الفلاني، وأنا في المكان الفلاني، و…)!

لا نشكك في قدرة بعض الذين تعبوا على أنفسهم، وامتلكوا مقدرات العمل الإعلامي بشروطه المختلفة عن شروط زماننا، ولا ننكر أيضاً أن هذا الجيل (الإعلامي) خُلق لزمان غير زماننا، ولخطاب غير خطابنا، لكنَّ هناك (أصولاً وأدبيات) لا يصحّ أن نتخلى عنها، أو نسمح بتجاوزها، وليس مسموحاً بأي شكل من الأشكال أن يكون الصحفي جزءاً من منظومة أي فريق، وإن جاهر بمحبته والانتماء إليه، فهذا شيء، والتوجه إلى الرأي العام بخطاب إعلامي شيء آخر.

ربما يحقّ لي بعد أكثر من ثلاثة عقود في الإعلام الرياضي أن (أنظّر)، ومع هذا أعتذر عن ذلك، متمنياً أن يعود الإعلام الرياضي إلى امتلاك مشروعه الحقيقي، والمساهمة في صنع القرار الرياضي بشكله الصحيح، لا بالتهديد بـ (الشرشحة والفضائح).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن