عربي ودولي

مؤكداً أن شعبيته باتت «خارقة» في الانتخابات الرئاسية الأميركية … ترامب: ناخبي لن يتخلى عني حتى لو «أطلقت النار في حشد من البشر»

أعلن دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية أن شعبيته باتت خارقة ولن يخسر أصوات ناخبيه حتى لو اقترف بحقهم أفظع المعاصي. ونقلت شبكة «CNN» الإخبارية عن ترامب قوله إن دعم ناخبيه لترشحه للرئاسة «لن يهتز حتى لو راح يطلق النار في حشد من البشر».
وبخلاف معظم المرشحين الذين يحاولون أن يكونوا حذرين في تصريحاتهم يطلق ترامب بين الفينة والأخرى تصريحات مثيرة للجدل، من أبرزها تعهده ببناء جدار على الحدود الجنوبية للبلاد لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، وترحيل ملايين المهاجرين، وإباحة الماريجوانا. كذلك دعا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من أفغانستان وزجها في معركة الدفاع عن إسرائيل وزيادة الوجود العسكري في بحر الصين.
ويرى عدد متزايد من المحللين أن من المحتمل أن يفوز ترامب في الانتخابات التمهيدية ويحصل على تمثيل الحزب الجمهوري ليخوض الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني في مواجهة هيلاري كلينتون التي يرجح أن تمثل الحزب الديمقراطي.
وباغت اكتساح رجل الأعمال الثري الساحة الجمهورية، «واضعي إستراتيجية» الحزب وكبار أساتذة العلوم السياسية الذين يسعون لفهم العوامل خلف ظاهرة «ترامب».
وكان حاكم تكساس السابق ريك بيري الذي انسحب في وقت مبكر من السباق وصف المرشح الجمهوري الأبرز بأنه «مزيج سام من الخساسة والهراء». لكن لا بد من الاعتراف بأن هذا المزيج المدهش يأتي حتى الآن بنتيجة لافتة في الحملة الانتخابية.
ويثير دونالد ترامب حماسة الجماهير بنمطه الخطابي الخاص، حيث يطلق الهجمات والاستفزازات رافعاً سبابته في الهواء ليتوعد أو يؤكد نقطة ما، وقد وجد أسلوباً يتفرد به ونبرة لا تشبه سواها.
وهو يطرح نفسه في موقع الداعي إلى الحس المنطقي، مندداً بمراعاة «اللباقة السياسية» التي هي بنظره السبب خلف كل مشكلات أميركا.
وهو يتبنى خطاً شعبوياً واستفزازياً، مخاطباً شريحة من الأميركيين قلقة على مستقبلها، تنظر إلى واشنطن بريبة، وإلى نخب الحزب الجمهوري بغضب إذ تتهمها بالابتعاد عن القاعدة والسعي فقط لتحسين علاقاتها مع حفنة من الممولين الأثرياء.
وفي المناظرات التلفزيونية، يسخر من خصومه المتخلفين في استطلاعات الرأي، وحين ترتفع أصوات لانتقاد عدم امتلاكه برنامجا فعليا، أو لاتهامه بطرح اقتراحات فارغة، لا يعيرها أي اهتمام، شاهرا نتائج استطلاعات الرأي مثل راية يتفوق بها على خصومه، ومردداً يوماً بعد يوم العبارة ذاتها: «أرقام ممتازة، شكراً». وتكمن إحدى نقاط قوة ترامب في أنه لم ينشط سابقاً في السياسة، خلافا لخصومه الرئيسيين، باستثناء جراح الأعصاب بين كارسون.
وحين أورد تيد كروز خلال المناظرة الأخيرة احتمال اتخاذه نائباً له في حال فوزه بالرئاسة، رد ترامب ساخراً «إذا لم تجر الأمور على ما يرام (بالنسبة للرئاسة)، أعتقد أنني سأعود إلى عقاراتي».
ويبقى سؤال شائك مطروح على الجمهوريين الذين تتركز مخاوفهم على بقاء الديمقراطيين في البيت الأبيض لولاية ثالثة: فهل يمكن لهذا المرشح الخارج عن التصنيفات الاعتيادية الفوز أمام مرشح ديمقراطي؟
بالإضافة إلى تساؤلات أخرى عما سيكون موقف الملياردير في حال هزم في الانتخابات التمهيدية. فهل يقرر الترشح كمستقل؟ أم يختار تأييد المرشح الجمهوري؟ يبقى هذا السؤال مفتوحاً على جميع الاحتمالات، وهو ما لا يساهم في طمأنة الحزب الجمهوري الشديد التخوف.
(روسيا اليوم – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن