أرقام محبطة لحالة السوريين (الصحية).. زادت سوء التغذية ونقص الوزن وأصبحنا أقل طولاً … طرابيشي: 6 ملايين سوري بحاجة ماسة و14,3 مليوناً يحتاجون المساعدة الإنسانية
| راما العلاف
أظهرت نتائج المسح التغذوي الأسري الوطني «سمارت 2023» التي أعلنتها وزارة الصحة زيادة انتشار حالات سوء التغذية العام بمعدل 3 أضعاف مقارنة بنتائج 2019 حيث بلغت النسبة4.8 بالمئة مقابل 1.7 في 2019، على حين بلغ معدل انتشار نقص الوزن 8.1 بالمئة بمعدل زيادة نحو الضعف مقابل 4.9 بالمئة، وبلغت نسبة التقزم 16.9 بالمئة على حين كانت 12.6 بالمئة، بينما غاب مؤشر فقر الدم واليود.
وأعلنت الوزارة الخميس الماضي نتائج المسح لمنهجية سمارت (الرقابة والتقييم القياسي للإغاثة والظروف الانتقالية) برعاية وزير الصحة حسن الغباش وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات والمؤسسات المعنية، وذلك خلال فعالية نظمتها في فندق الشام بدمشق يوم الخميس الماضي.
ووفقاً لرئيسة دائرة التغذية في الوزارة هلا داوود فإن الدراسة رصدت 8339 أسرة على مستوى سورية ضمت 11296 سيدة بعمر الإنجاب و7422طفلاً، وقد أظهرت النتائج زيادة انتشار حالات سوء التغذية العام بمعدل 3 أضعاف مقارنة بنتائج مسح سمارت 2019.
وبلغت نسبة انتشار سوء التغذية بين النساء في سن الإنجاب 6.6 بالمئة في الوقت الذي شهدت فيه معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية تحسناً ملحوظاً حيث بلغت 45.5 بالمئة مقارنة بـ28.5 بالمئة في سمارت2019.
وكشفت الدراسة عن معدلات استهلاك الغذاء وإستراتيجيات التأقلم حيث بلغت 45.3 بالمئة بدرجة منخفض و26.1 بالمئة بدرجة منخفض جداً.
وتعود أسباب تراجع الوضع التغذوي في سورية وفقاً لمديرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة رزان طرابيشي إلى التضخم الاقتصادي العالمي وفقدان سبل العيش الأساسية ومصادر الدخل وزيادة انتشار انعدام الأمن الغذائي وصعوبة الوصول إلى الخدمات المعيشية الأساسية مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والتغذية وخدمات الحماية الحيوية وسوء المآوى والظروف المعيشية والتي تفاقمت بعد وباء كوفيد19 حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 13.4 مليون شخص يحتاجون إلى الحماية والمساعدة الإنسانية مع وجود 6 ملايين شخص هم في حاجة ماسة.
ووفقاً لمديرة الرعاية الصحية فإن تنفيذ المسح التغذوي الوطني سمارت 2023 بعد مضي 3 إلى 4 سنوات حيث تم تنفيذ أخر مسح وطني سمارت2019 يهدف إلى تحديد الاحتياجات والتدخلات اللازمة بهدف نمو صحي وسليم وخاصة للأطفال والنساء في سن الإنجاب ورفق قاعدة البيانات عن الحالة التغذوية لهذه الفئات بهدف وضع الخطة الشاملة متعددة القطاعات للوقاية من سوء التغذية بالتعاون مع الشركاء والمنظمات الدولية الداعمة.
وأوضحت مسؤولة قسم التغذية في برنامج الغذاء العالمي ياسمين لبابيدي أن دعم البرنامج وتوزيع السلل الغذائية لم يتوقف إنما تعاد برمجته بهدف التوجه إلى فئات جديدة لم يتم دعمها سابقاً خلال الشهر الرابع أو الخامس من هذا العام، حيث يدعم البرنامج ما يقدر بـ5.5 ملايين نسمة شهرياً في سورية على مستوى 14 محافظة وقد ينخفض العدد إلى النصف بعد إعادة برمجة الدعم لأسباب تتعلق بقلة التمويل في ظل دعم البرنامج للعديد من البلدان مثل السودان واليمن وفلسطين.