الأمم المتحدة و«الأوروبي» طالبا بتحقيق في مجزرة «الرشيد».. و«الإفريقي» أدان بشدة … المفوضية الأوروبية تعلن استئناف تمويل «أونروا» الأسبوع المقبل
| وكالات
بينما أعلنت المفوضية الأوروبية استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» الأسبوع المقبل، طالبت الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي بإجراء تحقيق في المجزرة التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيين عزل تجمعوا أثناء توزيع مساعدات غذائية وإنسانية في شارع الرشيد غرب مدينة غزة الخميس الماضي راح ضحيتها وفق حصيلة أولية 112 شهيداً وأكثر من 760 جريحاً، على حين جدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وفي بيان لها أمس السبت أوردته وسائل إعلام مصرية، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تعتزم استئناف تمويل وكالة «أونروا» الأسبوع المقبل، بنحو 54 مليون دولار، وجاء في بيان المفوضية أنه سيتم إصدار شريحتين ثانية وثالثة بقيمة 17.3 مليون دولار في وقت لاحق.
وأضاف البيان: إنه «إلى جانب دعمها لأونروا، تظل المفوضية ملتزمة تماماً بمعالجة المحنة الإنسانية للشعب الفلسطيني، ولاسيما في قطاع غزة وعلى نطاق أوسع أيضاً في المنطقة»، وتابع: «لهذا الغرض، سنخصص مبلغاً إضافياً قدره 73.5 مليون دولار خلال عام 2024»، كما لفت البيان إلى أنه «تمّ تخصيص 134 مليون دولار إضافية بالفعل للفلسطينيين لعام 2024».
والأربعاء الماضي، أكدت «اونروا» انخفاض المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة في شباط المنصرم 50 بالمئة مقارنة بما كانت عليه الحال في كانون الثاني الماضي، وذلك بعد أن أوقفت 12 دولة من المانحين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والسـويد تمويلهـا للوكالة في ضوء مزاعم إسرائيلية بشأن مشاركة موظفين في المنظّمة في أحداث السابع من تشرين الأول.
في الأثناء، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد أمس أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر بالقتل الجماعي بحق الفلسطينيين، وقال بيان تعقيباً على المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين قبل أيام في شارع الرشيد وراح ضحيتها 112 شهيداً خلال تجمعهم للحصول على مساعدات غذائية: «ندين بشدة هذا الهجوم الذي استهدف فلسطينيين أبرياء يبحثون عن مساعدات إنسانية منقذة للحياة وندعو إلى تحقيق دولي لمحاسبة الجناة»، وجدد فقي محمد الدعوة إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة».
وجاءت تلك المجزرة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بعدما حذر مسؤول في برنامج الأغذية العالمي من أن «المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة إذا لم يتغير شيء».
في السياق، دعت الأمم المتحدة ودول عدة أمس إلى تهدئة لأسباب إنسانية في قطاع غزّة، مطالبةً بإجراء تحقيق فوري بمجزرة شارع الرشيد التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس الماضي.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قوله: إن فريقاً من الأمم المتحدة زار جرحى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وعاين عدداً كبيراً من الجروح نتيجة أعيرة نارية، وأكد بذلك ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي هذه الجريمة الجديدة، لافتاً إلى أن 200 جريح ما زالوا في هذا المستشفى من بين أكثر من 700 تم نقلهم إليه.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وفق دوجاريك إلى تحقيق «مستقل وفعال» بالمجزرة، بينما أكد الاتحاد الأوروبي ضرورة الوصول إلى وقف إنساني لإطلاق النار في غزة وإلى إجراء تحقيق بالمجزرة.
بدوره وفي محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الفظائع التي يرتكبها حليفه الاحتلال الإسرائيلي اكتفى الرئيس الأميركي جو بايدن بالحديث عن مشاركة بلاده في الأيام المقبلة في إنزال مساعدات إنسانية جواً في قطاع غزة الذي تفرض عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً جائراً ومطبقاً منذ بدء عدوانه الوحشي قبل نحو خمسة أشهر في السابع من تشرين الأول الماضي.
وردت لجنة الإنقاذ الدولية «آي آر سي» غير الحكومية على كلام بايدن بالتأكيد أن «عمليّات الإنزال الجوي لا يمكن ولا ينبغي أن تحل محل تأمين وصول المساعدات الإنسانية»، وتحدث بايدن عن سعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بحلول رمضان مشترطاً في الوقت ذاته الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية دون الإشارة إلى آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين مضت عليهم عقود من الزمن.
على ضفة موازية، طالب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإجراء «تحقيق مستقل على الفور» في المجزرة التي وقعت الخميس في شارع الرشيد شمال قطاع غزة.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي، في منشور على منصة «إكس»، عن شعوره «بالصدمة والاشمئزاز إزاء مقتل مدنيين أبرياء في غزة، في حين كانوا ينتظرون بشدة المساعدات الإنسانية»، مشدداً على أن «القانون الدولي لا يسمح بمعايير مزدوجة، وينبغي فتح تحقيق مستقل على الفور ومحاسبة المسؤولين عن ذلك»، وفق موقع «اليوم السابع» المصري.
وقال ميشيل: «نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالات المتخصصة الممولة بشكل مناسب، مثل أونروا للوصول إلى المدنيين»، وبدورها، أعربت فون دير لاين، عن «الانزعاج العميق من الصور الواردة من غزة»، مؤكدة أنه «ينبغي بذل كل جهد للتحقيق فيما حدث وضمان الشفافية، المساعدات الإنسانية هي شريان الحياة للمحتاجين ويجب ضمان الوصول إليها».
في الغضون، انتقد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، سلطات الاحتلال الإسرائيلي واعتبرها «مسؤولة» عن الوضع في غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وقال في تصريحات صحفية أمس السبت: إن «مسؤولية منع وصول المساعدات هي مسؤولية إسرائيلية بشكل واضح»، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني الكارثي «يخلق أوضاعاً لا يمكن الدفاع عنها وغير مبررة يتحمل الإسرائيليون مسؤوليتها».