المقاومة الفلسطينية أسقطت طائرة إسرائيلية من دون طيار من نوع هيرمس 900 … الجبهة الشعبية: الاكتفاء بعمليات الإنزال الجوي تكريس لمخططات الاحتلال
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة في اليوم الـ148 لعملية «طوفان الأقصى»، في ظل ضوء أخضر أميركي مستمر للعدو الإسرائيلي لارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في القطاع المحاصر، في حين اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات تسهم في تقليص عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، ورأت أن من يستطع تنسيق هذه العمليات يستطع تنسيق مهام قوافل المساعدات التابعة للوكالة.
وحسب موقع «المنار»، أعلنت سرايا القدس أنه بالاشتراك مع كتائب المجاهدين تم إسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار من نوع هيرمس 900 بصاروخ سام سبعة المضاد للطائرات في سماء بيت لاهيا شمال القطاع، على حين نشرت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد من استهداف لجنود العدو في «قلبة 22» شرق المقبرة الشرقية في جباليا بصاروخ موجه 107.
وأعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت عسقلان ومستوطنات محيط غزة برشقات صاروخية مكثفة مساء أول من أمس الجمعة، على حين، أعلنت كتائبُ القسام الجناح العسكري لحركة حماس مقتلِ سبعةٍ من الأسرى الصهاينةِ لديها في القصفِ الصهيوني الذي يستهدف قطاعَ غزة.
وفي تغريدةٍ له، أشار الناطق باسم القسام أبو عبيدة إلى أن الاتصالَ انقطعَ منذُ فترةٍ مع المجاهدين الذين يحرسون عدداً من الأسرى، وبعدَ الفحصِ والتدقيقِ خلالَ الأسابيع الأخيرة تم التأكد من مقتل سبعةٍ من الأسرى معَ نشرِ أسماءِ ثلاثةٍ منهم.
وأضاف أبو عبيدة: إنه نتيجة عملياتِ الاحتلال العسكرية في القطاع فقد تجاوزَ عددُ الأسرى الصهاينة القتلى السبعينَ قتيلاً، موضحاً أن المقاومة حريصة طوال الوقتِ في المحافظة على حياتهم ولكنْ بات واضحاً أن قيادةَ العدوِ تتعمدُ قتلَهم للتخلصِ من ملفهم.
من جانب آخر، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيانٍ لها، أمس السبت، أن التجاهل الدولي لدور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» يسهم في تحقيق مخططات الاحتلال في إنهاء عملها وتصفية حق العودة.
ورأت الجبهة أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات ساهمت في تقليص عمل «أونروا» التي تمتلك إمكانيات مساعدة المحاصرين شمال القطاع، لافتةً إلى أن من يستطع أن ينسق عمليات الإنزال يستطع أن ينسق مهام قوافل المساعدات التابعة للأونروا.
وحذّرت الجبهة الشعبية من أن تكون عمليات الإنزال الجوي للمساعدات بديلاً من إدخالها عبر المعابر الرسمية، مؤكدةً أن اقتصار إدخال المساعدات على الجو تكريس لمخططات الاحتلال بفصل وتقسيم القطاع، وتشديد الحصار على شعبنا، وتغطيةً لجرائم ومجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الجبهة في بيانها، أن تجاهل الجهات الدولية مهام «أونروا» له أبعاد سياسية تتقاطع مع مخططات الاحتلال الساعية لوقف عمل الوكالة.
وكان موضوع تقليص عمل «أونروا» محل شجب وإدانة من المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، الذي طالب إسرائيل بوقف «جنونها» الذي يمنع الوكالة من المشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزّة.
وقال لازاريني: إن حصيلة شهداء قطاع غزّة، والتي تجاوزت الـ30 ألفاً منذ بدء العدوان، وصلت «أرقاماً غير مسبوقة»، لافتاً إلى أن الشهداء في قطاع غزّة، الخميس الماضي، كانوا «يُحاولون بيأس الحصول على مساعداتٍ إنسانية مُنقذة للحياة».
والخميس الفائت، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في شارع الرشيد، غرب مدينة غزة، بعد إطلاق قذائف حارقة تجاه فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات، نتج عنها ارتقاء أكثر من 112 شهيداً وإصابة المئات، وأفاد مصدر ميداني في المقاومة الفلسطينية أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي داست على أجساد الفلسطينيين.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال ادّعى أن 10 من موظفي الأمم المتحدة شاركوا في عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي ما أدى إلى تعليق 16 جهة مانحة رئيسة مساهماتها التي يبلغ مجموعها 450 مليون دولار، وجاء التعليق في وقت يواجه أكثر من مليون سكان غزة المجاعة في ظل عدوان الاحتلال المستمر.
ومع تجميد الجهات المانحة مساهماتها، صرّحت «أونروا» أنها تقترب من «نقطة الانهيار»، وليست لديها أموال كافية لمواصلة عملها للشهر المقبل على الأكثر.
وأكدت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أول من أمس الجمعة، أن إسرائيل لم تقدّم بعد أكثر من شهر أدلة تدعم مزاعمها بشأن «أونروا»، ونقلت عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قوله إن التحقيق لم يتلق بعد مواد داعمة من الكيان الإسرائيلي في تلخيصه للنتائج.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس: إن الولايات المتحدة الأميركية تتصرف كدولة «هامشية ضعيفة»، لا تقوى على تأمين دخول المساعدات للجياع في قطاع غزة.
وحسب وكالة «وفا»، رأت الوزارة في بيان، صدر أمس السبت، أن تصرفات الولايات المتحدة لا تليق بدولة عظمى قادرة إن أرادت أن تجبر إسرائيل على حماية المدنيين الفلسطينيين، وتأمين احتياجاتهم الإنسانية، وأنه لا يوجد مبرر لتصرفاتها وكأنها دولة هامشية لا حول لها ولا قوة، إزاء صلف وجبروت وتطرف حكومة حليفتها إسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بتأمين دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكدت أن إسرائيل وقادتها يستخفون بجميع القرارات والمناشدات والمطالبات الدولية بحماية المدنيين وإدخال المساعدات، ويرسمون في سجل العالم والإنسانية أبشع أشكال المجازر، ووصمة عار لا يمكن أن تُمحى.