شارك في «قمة الدول المُصدّرة للغاز» ويلتقي الرئيس تبون اليوم ويوقعان عدداً من الاتفاقيات الثنائية … رئيسي من الجزائر: على أميركا الكف عن دعم الإبادة الجماعية في غزة
| وكالات
اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن ما يجري في غزة حالياً صراع بين «محور الشر ومحور الشرف» وأكد أن على الولايات المتحدة الاستماع إلى صوت مواطنيها الرافضين للإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ومن جانب آخر رأى أن المشاركة الكثيفة للإيرانيين في الانتخابات أحبطت مؤامرات الأعداء.
وافتتحت قمة الدول المُصدّرة للغاز أعمالها في الجزائر، أمس السبت، بمشاركة العديد من القادة بينهم الرئيس الإيراني وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
واعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمته أن قمة «منتدى الدول المصدّرة للغاز تشكل فرصة لرسم رؤية مشتركة للحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين للغاز في آن واحد».
ويضمّ المنتدى 12 عضواً دائماً: الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، الإمارات، فنزويلا، إضافة الى أعضاء مراقبين.
من جهته، أكد رئيسي أمام المنتدى أن على أميركا الاستماع إلى صوت مواطنيها الرافضين للإبادة الجماعية في غزة والكف عن دعم الكيان الصهيوني، وقال: «تُعدّ فلسطين اليوم قضية مهمة للعالم الإسلامي والبشرية جمعاء، إن نظام الهيمنة الغربي الذي تأسس على أساس استعمار الشعوب أصبح اليوم أضعف من أي وقت مضى وفقد معناه»، وذلك وفق ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية.
وأضاف: إن «تأسيس الكيان الصهيوني كان مشروعاً استعمارياً للحفاظ على هيمنة ونفوذ الغرب في منطقتنا، لكن بفضل مقاومة الفلسطينيين، تهاوت الأعمدة الزجاجية لهذا المشروع»، مبيناً: «أنّ الحرب الحالية في فلسطين هي صراع بين محور الشر ومحور الشرف، وليعلم الذين يلتزمون الصمت اليوم أمام جرائم الصهاينة أنهم سيُلاقون حتماً صفعة قوية غداً، لأن فلسطين تعد اليوم معياراً للإنسانية والأخلاق والضمير على مستوى البشرية».
وتابع رئيسي: «اليوم، يفشل مجلس الأمن الدولي في تحقيق وقف إطلاق النار بسبب دعم الولايات المتحدة غير المحدود لآلة الحرب الصهيونية، لقد بذلت أميركا قصارى جهدها لدعم الإرهاب المنظم للكيان الصهيوني، وإن كانت الولايات المتحدة وأوروبا تسعيان حقاً إلى السلام والأمن الدوليين، فعليهما التخلي عن الكذب والنفاق ووقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني».
وأردف رئيسي: «الاغتيال المتواصل للفلسطينيين والحصار المستمر لقطاع غزة يجريان في ظل الدعم الأميركي للكيان الصهيوني وإن هذا الكيان لا يلتزم بأي مواثيق دولية»، وأشار إلى أن «الصيحات التي تطالب بتحقيق العدالة للشعب المظلوم في غزة ترتفع من جميع أنحاء العالم، من أميركا الجنوبية إلى إفريقيا وأوروبا». وقال: «إنّ كارثة قتل العشرات من الناس الأبرياء والجائعين الذين تجمعوا للحصول على الطعام من قبل جيش الكيان الصهيوني الإرهابي، تتطلب ردّاً رادعاً على المستوى الدولي، لقد مضى الآن ما يقارب الـ5 أشهر، ولا يزال أحرار العالم في مختلف البلدان يخرجون إلى الشوارع احتجاجاً على جرائم الكيان الصهيوني ودعم الولايات المتحدة له، ولم يفقدوا الأمل».
ومضى رئيسي إلى القول: «إنّ صرخة أحرار العالم المستمرة والتي لا تعرف الكلل، تنادي وتقول أوقفوا قتل الأطفال، ارفعوا الحصار عن شعب غزة، لا تمنعوا الماء والغذاء والدواء عن شعب غزة المظلوم، أوقفوا الأعمال المناهضة لحقوق الإنسان المتمثلة في قصف المستشفيات، امتنعوا عن مهاجمة مراكز الإغاثة الدولية ومكاتب الأمم المتحدة والصليب الأحمر، لا تقتلوا الصحفيين، اعلموا أن صوت الشعب الفلسطيني المظلوم والقوي لا يمكن إسكاته».
ووصل رئيسي في وقت سابق أمس إلى الجزائر في أول زيارة لرئيس إيراني إلى هذا البلد منذ 14 عاماً وشارك في اليوم الأول من زيارته في الاجتماع المذكور ومن المقرر أن يلتقي اليوم الأحد نظيره الجزائري عبد المجيد تبون الذي سيستقبله رسمياً في القصر الرئاسي لإجراء محادثات ثنائية وعقد اجتماع مشترك لوفدي البلدين رفيعي المستوى والتوقيع على العديد من وثائق التعاون المشترك.
وقبيل مغادرته إلى الجزائر فجر أمس، قال الرئيس الإيراني: إن الشعب أحبط مرة أخرى مؤامرات أعداء البلاد ورفع رأس الوطن الإسلامي عبر مشاركته الواسعة في الانتخابات بيقظة وبصيرة، وفي رسالة وجّهها إلى الشعب الإيراني عقب الانتخابات التي جرت في البلاد، أكد رئيسي أن أعداء إيران حشدوا كل قوتهم من أجل إفشال عمليتي انتخاب مجلس الشورى وخبراء القيادة وإجرائهما من دون حضور شعبي لافت.
وأضاف: إن مشاركة الشعب الإيراني المكثّفة في التصويت مثّلت «لا» كبيرة في وجه جبهة الاستكبار، وأفشلت كلّ مخططاتها التي أنفقت مئات المليارات من أجل تحقيقها، وتوجّه الرئيس الإيراني بالشكر لشعب بلاده، قائلاً: «أقدّر جهود الأحزاب والتيارات والقوات الأمنية والكوادر التنفيذية كلها، وكلّ من جهد على مدار الساعة بمسؤولية لتوعية الشعب وإجراء الانتخابات بصورة سليمة».
وحسب موقع «الميادين» فإن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية تشير إلى خسارة «كبيرة» للإصلاحيين في العاصمة الإيرانية طهران، وتشير إلى تقدّم كبير لجبهة «الصمود» في الانتخابات البرلمانية، في حين تواصلت عملية فرز أصوات الناخبين في انتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة.
وحسب المعلومات التي تمّ الحصول عليها من وزارة الداخلية الإيرانية، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت أكثر من 40 بالمئة وتمكّن «المبدئيون» من الفوز في الاستحقاقين، ووفق المعطيات الأولية، فإن مرشحي جبهة «الصمود» المبدئية يتقدّمون في العاصمة طهران على منافسيهم من «تحالف قوى الثورة» المبدئي أيضاً برئاسة محمد باقر قاليباف الذي جاء في المرتبة الرابعة في طهران ما شكّل مفاجئة انتخابية، في حين فاز التيار المبدئي في عموم المحافظات في البلاد.
وأول من أمس، أغلقت مراكز الاقتراع في إيران أبوابها منتصف الليل في انتخابات الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة وبدء فرز الأصوات.