سورية

الجيش يخرج ريف اللاذقية الشمالي من المعركة.. وأحلام أردوغان في مهب الريح

| الوطن – وكالات

أخرج الجيش العربي السوري ريف اللاذقية الشمالي من المعركة مع التنظيمات الإرهابية والمسلحة بعدما دحرها من آخر معقلها هناك، وضيق الخناق على طرق إمدادها عبر الحدود التركية إلى الشمال.
وقال مصدر عسكري بحسب وكالة «سانا» للأنباء: إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عمليات مركزة اتسمت بالدقة والسرعة مستخدمة تكتيكات تتناسب مع المنطقة الجبلية والحراجية «أحكمت خلالها السيطرة على قرية الروضة وبلدة ربيعة» بريف اللاذقية الشمالي والتي كان يتحصن بها منذ العام 2012 عدة تنظيمات أبرزها تنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«لواء أحرار الساحل» و«لواء السلطان عبد الحميد». وتتلقى تلك التنظيمات الدعم التسليحي واللوجستي والاستخباري من أنظمة بني سعود وآل ثاني وأردوغان.
وبين المصدر أن وحدات الهندسة «تعمل على تمشيط المنطقة وتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها الإرهابيون الذين وقع العديد منهم قتلى ومصابين» قبل فرار من تبقى منهم باتجاه الأراضي التركية.
وتعد بلدة ربيعة أحد أكبر مراكز تجمع التنظيمات الإرهابية والمسلحة بحكم وقوعها على بعد 13 كم عن الحدود التركية التي تشهد تسللا كثيفا للمقاتلين بدعم من نظام أردوغان.
وجاءت سيطرة أمس بعد أن أحكمت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية خلال اليومين الماضيين سيطرتها على قرى التفاحية وحلوة الغربية وحلوة الشرقية والأمليك وبيت عرب وبيت أبلق وتل أشولن وكل التلال المحيطة وعلى جبال السويدة وسرقل والكالوكسي وبرجسلية والمران وأكثر من 16 قرية ونقطة حاكمة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وتأتي السيطرة على هذه البلدة، بعدما سيطر الجيش العربي السوري في 12 كانون الثاني الجاري على بلدة سلمى الإستراتيجية التي كانت في يد التنظيمات الإرهابية والمسلحة في ريف اللاذقية منذ العام 2012.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض رامي عبد الرحمن، أن وحدات الجيش خلال الـ48 ساعة الماضية، حاصرت بلدة الربيعة من ثلاث جهات الجنوبية والغربية والشمالية، بعدما سيطرت على 20 قرية، مضيفاً: إن «الطائرات الروسية لعبت دوراً أساسيا في المعركة».
ولفت إلى أنه بالسيطرة على الربيعة، تضيق قوات الجيش الخناق على طرق إمداد التنظيمات الإرهابية والمسلحة عبر الحدود التركية إلى الشمال.
وشارك في معركة السيطرة على الربيعة التي كانت تعتبر خزان المسلحين القادمين من تركيا «الفيلق الرابع» الذي يضم نخبة قوات الجيش العربي السوري المعززة بوحدات من «نسور الزوبعة» التابعة للحزب السوري القومي، ووحدات من «قوات الدفاع الوطني» و«صقور الصحراء» وأخرى من «كتائب البعث».
وبدأ الجيش عبر الفليق الرابع عملياته نحو ربيعة من 3 جهات بعد قطع معظم خطوط إمداد المسلحين إليها، في وقتٍ عمل على إسقاط قرى ومرتفعات طورس والروضة ودروشان نارياً وهي آخر الخطوط الدفاعية للمسلحين في محيط البلدة وهو ما سهل اقتحامها من الجهتين الشمالية والغربية، لكن الدخول الأبرز كان عبر محور بلدة الريحانية جنوب شرق بلدة ربيعة.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن عملية الدخول إلى الربيعة تمت دون وجود خسائر بشرية في صفوف وحدات الجيش والقوى الرديفة، وذلك على خلفية التأسيس الميداني الذي تم من خلال تطويق القرى المحيطة بالربيعة، الأمر الذي منح الجيش إمكانية التحكم الناري والزج بقوات المشاة في المسارات الميدانية المطلوبة للاقتحام، دون أن تكون عرضة لخطر الكمائن.
كما عمد عدد من المقاتلين الشيشانيين إلى الفرار نحو الشريط الحدودي مع تركيا، عند شعورهم بالخطر نتيجة السيطرة على بلدة الربيعة.
ومع السيطرة على الربيعة يكون الجيش العربي السوري والقوى الرديفة قد أتموا مهمتم الميدانية على جبهة ريف اللاذقية، وأنهوا حلم تركيا، من جهة، والتنظيمات الإرهابية والمسلحة من جهة أخرى، الذي دام مدى خمس سنوات، بأن يكون جغرافيا الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، منطقة عازلة تابعة لتركيا.
من جهة ثانية تحولت انتهاكات مسلحي «النصرة» بحق مقاتلين من حركة «أحرار الشام الإسلامية» إلى اشتباكات بين الطرفين في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي وفق ما ذكرت مواقع معارضة.
وأفادت مصادر ميدانية بحسب المواقع بأن التصعيد بين الطرفين أتى بعد اقتحام مسلحي «النصرة» على مكتب الخدمات التابع لـ«أحرار الشام» في مدينة سلقين وأسر عناصر من الحركة، ما اضطر «أحرار الشام للمسارعة بالرد».
وأفادت المصادر «بسقوط قتيلين من مسلحي «النصرة» ومقتل أحد عناصر «أحرار الشام»، بالإضافة لعمليات أسر متبادلة بين الطرفين من بينهم «بدر غزال» القيادي في «أحرار الشام».
وفي أقصى شمال شرق البلاد تدور اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في ريف الحسكة الجنوبي، وسط تقدم للتنظيم ومعلومات عن سيطرته على قرية فيها على ما ذكر المرصد المعارض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن