وزير الصحة: قدرتنا على السمع لا تقدر بثمن … البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة يتم برعاية السيدة أسماء الأسد
| محمود الصالح
أكد وزير الصحة حسن محمد غباش أنه تم إجراء الكشف لـ11785 طفلاً منذ انطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في آب الماضي من العام الماضي.
وفي كلمة له خلال الاحتفالية التي أقامتها أمس الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للسمع بالتعاون مع الشركاء في البرنامج الوطني، أضاف غباش إنه تمت إحالة 148 منهم لإجراء الاستقصاءات الإضافية وتم إثبات نقص السمع لدى 15 طفلاً ومنذ إطلاق البرنامج بدأنا بـ43 مركز مسح واليوم وصلنا إلى 64 مركزاً.
وأشار إلى أنه من الثمار الأولى لإطلاق البرنامج، تم في 11 كانون الثاني من هذا العام تركيب أول 3 معينات سمعية لأطفال مستفيدين من البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة.
وقال: في اليوم العالمي للسمع نؤكد أن قدرتنا على السمع لا تقدر بثمن، وهذا يعني ضرورة استمرار الجهود للوقاية من نقص السمع وتدبيره، حيث يُعتبـر الكشفُ المُبْكرُ عن نقصِ السمعِ نقطةَ البدءِ الصحيحة التي عليها تُبنى خدمات التدخل المُبْكر والتأهيل، للتخفيف أو إزالة العقابيل المرتبطة بنقص السمع وضمان التطور الطبيعي اللغوي والمعرفي والنفسي للطفل والتواصل الطبيعي للبالغ.
وأضاف غباش: إن سورية وبرعاية السيدة الأولى أسماء الأسد أطلقت البرنامج الوطني للكشف والتدخل المُبْكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الذي يقوم جوهرهُ على ضمانِ المسح والكشف والتشخيص المُبْكر لنقص السمع لدى جميع المواليد الجدد في الجمهورية العربية السورية، حيث يحصل كل المواليد على هذا المسح والتشخيص الضروري لمستقبل حياتهم أينما كانوا وفي أي محافظة سورية.
وبيّن أن البرنامج يهدف إلى إجراء المسح لجميع حديثي الولادة قبل بلوغ شهرهم الأول من العمر، وتشخيص نقص السمع في حال وجوده قبل عمر الأشهر الثلاثة، وبالتالي إتاحة الفرصة للتدخل المُبْكر والصحيح قبل عمر الأشهر الستة.
وأضاف غباش: إننا في الوزارة ومع شركائنا جميعاً في البرنامج الوطني للكشف والتدخل المُبْكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، في (وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، ومنظمة آمال الشريك الأول في هذا البرنامج)، نعمل ليكون المسح السمعي لحديثي الولادة شأنه شأن برنامج اللقاح الوطني الذي يقدم اللقاحات الضرورية، التي يلتـزم بها الوالدان تجاه طفلهما الرضيع.
وأشار إلى أنه رغم تعاظم التحديات وتعدد الجبهات التي تواجه القطاع الصحي وعلى رأسها الحصار غيـر الإنساني على الشعب السوري، تستمر الوزارة بأدوارها في توفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية الاستقصائية والعلاجية والوقائية للمواطنين، حيث وصل مجموع الخدمات الطبية المقدمة في مشافي وزارة الصحة ومشافي الهيئات المستقلة خلال العام المنصرم أكثر من23 مليون خدمة مجانية وشبه مجانية، والعمل مستمر وسيبقى.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق إيمان الشنقيطي: إننا في مكتب منظمة الصحة العالمية في سورية ملتزمون بتعزيز الشراكة والتعاون مع وزارة الصحة والجهات الوطنية لدعم الرعاية المتكاملة للأذن والسمع وتقديم ما يمكن في إطار خطة وزارة الصحة والشركاء الوطنيين.
وفي كلمة لها بينت الشنقيطي أنه وفق توصيات المنظمة لفحص السمع لحديثي الولادة يجب أن يخضع جميع الأطفال الرضع لفحص السمع خلال الشهر الأول من العمر وأن يُجرى تقييم سمعي مناسب في موعد لا يتجاوز 3 أشهر من العمر الرضع الذين يتطلب فحصهم الأولي ذلك للتأكد من حالة السمع لدى الرضيع.
ولفتت إلى أنه بمجرد تشخيص فقدان السمع، يجب أن يحصل الرضيع والأسرة على خدمة التدخل المبكر في أقرب وقت ممكن بعد التشخيص، وفي موعد لا يتجاوز 6 أشهر من عمر الرضيع، ويعد الكشف المبكر عن فقدان السمع وأمراض الأذن ضرورياً للتدبير العلاجي الفعال.
وأكدت أنه بهذا الصدد تم دعم مشاركة مندوبي وزارة الصحة في التدريبات والمنتديات العالمية المتعلقة بهذا الموضوع وتأمين 17 جهاز بث صوتي وتخطيط سمع لدعم حملات المسح السمعي خلال العام الحالي، كما قدم الدعم المطلوب للتدريب الفني لـ100 مشارك من وزارة الصحة في 16 مركزاً صحياً.
وأشارت إلى أنه حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن من المتوقع بحلول عام 2050 سيعاني نحو 2،5 مليار شخص من درجة معينة من فقدان السمع، وسيحتاج 700 مليون منهم على الأقل إلى خدمات إعادة تأهيل السمع.
وبيّن ممثل مجلس أمناء منظمة آمال علي تركماني أن المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة آمال منذ نشأتها تبنت المقاربة الشاملة والمتكاملة لنقص السمع بدءاً من الكشف المبكر والتشخيص وصولاً للتدخل والتأهيل وانتهاءً بالدمج.
وأضاف: توج هذا الجهد بإطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر عن نقص السمع عند حديثي الولادة برعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد التي كانت مواكبة وداعمة لعمل المنظمة من اليوم الأول.
وتابع: لقد كانت المنظمة تسعى دوماً لاستدامة تقديم الخدمات على المستوى الوطني فكانت البرامج الأكاديمية التي دعمتها المنظمة عبر السنوات بالتعاون مع جامعة دمشق على مستوى الماجستير لدعم المؤسسات بالكوادر وصولاً لإحداث كلية العلوم الصحية بدعم من آمال، وتم احتضانها في المنظمة في البدايات وحتى الآن نقوم بدعم الاختصاصات التأهيلية، وسنواصل ذلك حتى عام 2030.