زيارة غانتس إلى واشنطن تعزّز الانقسام داخل كيان الاحتلال … بعد فشلها في الحرب.. ليبرمان: حكومة نتنياهو وصلت إلى نهايتها
| وكالات
كشف الإعلام الإسرائيلي، أمس الأحد، أن المواجهة الحادة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وعضو «كابينت» الحرب ورئيس «معسكر الدولة»، بيني غانتس، تتواصل بسبب زيارة الأخير إلى واشنطن، التي لم تُقرّ من رئيس الحكومة، مشيراً إلى أن نتنياهو سينتقم من غانتس على طريقته، على حين أكد وزير الحرب الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، أن حكومة نتنياهو قد انتهى أمرها، بعد أن فشلت في الحرب 5 أشهر.
وأكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، لن يتعامل مع زيارة غانتس إلى الولايات المتحدة، وسيغيب عن الاجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة بتوجيه من نتنياهو، وخلافاً للإجراءات المتبعة عادةً التي تقضي أن تتولى السفارة تنسيق زيارة عمل أي وزير إلى بلد أجنبي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية قولها إن «غانتس يودّ الخروج من الحكومة ولا يستطيع القيام بذلك قبل انتهاء الحرب وعودة الأسرى، خصوصاً في ظل عدم وجود شرعية جماهيرية لديه، لذا يحاول المس بنتنياهو وبمكانته كرئيس للحكومة، على أمل أن يقوم الأخير بالمهمة نيابةً عنه ويقيله من الحكومة ويجعل منه بطلاً».
بدورها، وضعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إعطاء التعليمات لهرتسوغ بتجاهل الزيارة واعتبارها غير رسمية، في إطار «انتقام» نتنياهو من غانتس، مؤكدةً أن نقاشاً حاداً دار بينهما، خاطب فيه نتنياهو غانتس بالقول «إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط».
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى امتناع الحكومة عن تمويل الزيارة لتعارضها مع اللوائح الحكومية التي تتطلّب موافقة رئيس الوزراء على مغادرة الوزير في رحلة دبلوماسية، ما يعني أن تمويلها سيكون على عاتق حزب غانتس، علماً أن الأخير يرافقه حرّاسه في الزيارة.
من جهته، علق وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير على سفر غانتس بالقول: إن الوزير في إسرائيل خاضع لرئيس الوزراء، وإنه كان ينبغي لنتنياهو أن يدعوه إلى الالتزام بالنظام، وانتقد بن غفير ما سماه «قيام حكومة داخل الحكومة»، منتقداً نتنياهو لتفضيله مقاربة «معسكر الدولة» على مقاربة اليمين، ولتساهله و«استسلامه» في موضوع مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالتزامن مع شهر رمضان.
كما انتقد بن غفير وزير الحرب يوآف غالانت، قائلاً: إنه يحاول دائماً أخذ الجميع إلى الانتخابات، وإنه مثّل طوال السنة الماضية سياسة مختلفة، وليس سياسة المعسكر «الوطني»، داعياً نتنياهو إلى إلزامه بالنظام وإعطائه إنذاراً «إما أن تختارنا أو أن تستقيل».
وفي حديثٍ لإذاعة جيش الاحتلال، دافع عضو الكنيست من «معسكر الدولة» ميخال بيتون، عن غانتس، قائلاً: إنه حدّد سفره إلى الولايات المتحدة بسرعة على ضوء وضعٍ معقّدٍ جداً مع الأميركيين، وإنه أبلغ رئيس الحكومة بذلك، معتبراً أنه كان على نتنياهو أن يبارك ذلك.
من جانبه، هاجم الوزير في حكومة الاحتلال وعضو «الكنيست» عن حزب «الليكود» دودي أمسالم، غانتس مخاطباً إياه بالقول: سيد غانتس، دخولك إلى الحكومة كان من أجل خلق الوحدة في حالة الطوارئ وليس كي تكون حصان طروادة، رحلتك هذا الصباح إلى الولايات المتحدة هي انتهاك كامل لقانون عمل الحكومة، أنت الذي تبكي دائماً على انتهاك الاتفاقيات.
وأضاف أمسالم: ربما ينظر إليك الأميركيون على أنك العنوان لقيادة عملية إقامة الدولة الفلسطينية ووقف القتال في غزة، ولتذكيرك، لقد دخلت حكومة الطوارئ لخلق إجماع أثناء الحرب وليس لمنع الجيش الإسرائيلي من الانتصار.
على خط مواز، رأى وزير الأمن الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان أن حكومة بنيامين نتنياهو وصلت إلى نهايتها.
وتوقّع ليبرمان، في حديثه مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، أن يعلن عضو «كابينت» الحرب بيني غانتس و«معسكر الدولة» بزعامة الأخير ذلك، وشدّد على أن الإسرائيليين منحوا الثقة مدّة 5 أشهر لهذه الحكومة خلال الحرب «لكنّ الأمر انتهى»، ويأتي ذلك في ظل إخفاق الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب وعلى رأسها تدمير حماس.
وزادت هذه الإخفاقات الميدانية من الخلافات الداخلية بين المسؤولين الإسرائيليين بشأن العديد من الملفات وتحمّل المسؤولية، تزامناً مع المظاهرات في «تل أبيب» من أجل إبرام صفقة تبادلٍ للأسرى، وتوجّه غانتس أمس إلى واشنطن لعقد سلسلة من الاجتماعات، من دون التنسيق مع «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو»، وهو ما عزّز الخلافات القائمة.
وفي السياق، أكد نائب رئيس مجلس «الأمن القومي» للاحتلال سابقاً، عيران عتسيون، أن حكومة بنيامين نتنياهو «تكذب»، إذ «لا توجد حلول عسكرية لمشكلات الإسرائيليين في الشمال ولا في الجنوب».
وأضاف عتسيون، في تصريحٍ للقناة الـ«13» الإسرائيلية، إنه «ليس مصادفة أن الحكومة لم تحلّ مشكلة حماس في قطاع غزة بعد 5 أشهر من الحرب»، مشدداً على أن ذلك سببه «الإدارة الفاشلة للحكومة».