قضايا وآراء

هل انتقلت العلاقات الإيرانية المصرية من مرحلة الشك إلى التعاون؟

| معتز خليل

عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري اجتماعاً الأسبوع الماضي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وهو اجتماع تم خلاله الاتفاق على عدد من النقاط ومنها توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم التعاون المشترك.

غير أن هناك الكثير من التساؤلات الدقيقة المتعلقة بهذه الخطوة، ومنها مثلاً:

1- التصريحات الرسمية المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كانت متشككة بقوة في مصداقية التوجهات الإيرانية للسلام الكامل مع مصر.

2- تبع ذلك تشكيك سياسي وأمني مصري من إمكانية تدشين تعاون شامل مع إيران.

3- سعت بعض الأطراف السياسية في مصر وإيران إلى الحفاظ على ما يمكن وصفه بـ«شعرة معاوية» في العلاقة مع إيران وهو ما تمثل في:

أ-‌ افتتاح بنك مصر- إيران الاستثماري في القاهرة.

ب-‌ تدشين مكتب لرعاية المصالح السياسية لإيران في مصر، ولمصر في إيران أيضاً.

غير أن النية الصادقة لبناء علاقات وثيقة بين مصر وإيران ظلت كما هي دون تغير، حتى جاء المجلس العسكري للسلطة في مصر عقب تخلي الرئيس مبارك عن الحكم عام 2012، ووقتها بات واضحاً أن المجلس العسكري ينتهج بعضاً من السياسات التي لم تعتدها مصر تجاه إسرائيل وإيران.

وعلى سبيل المثال وبالنسبة لإسرائيل نجح العديد من الشباب المصري في اقتحام مقر السفارة دون تدخل من الأمن الذي حضر متأخراً لمقر السفارة، وهو حدث سياسي ودبلوماسي لم تعتده مصر في هذا الوقت.

وبجانب هذا أخذت العلاقة مع إيران توجهاً جديداً يمكن وصفه بالإيجابية، حيث سمحت مصر للسفن الإيرانية العسكرية العبور من قناة السويس، ومن هنا كان هناك روح جديدة في العلاقة المصرية مع إيران.

غير أن دقة ما يجري حالياً على الساحة وتواصل الاجتماعات يدفعنا للسؤال: هل مصر صادقة في الترابط مع إيران، وهل إيران جدية في بناء علاقات لهذا التعاون؟

هناك نقطة تشير إليها الرؤية الخاصة بمضمون التحليلات الأمنية الغربية لهذا التقارب المصري الإيراني، والتي تتمثل في شخصية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي لا يرى أي ضرر من التقارب مع إيران، بل بالعكس فإنه يرى أن التقارب معها سيحقق لمصر مكاسب جيدة فقط حال أخذ الضمانات اللازمة، وللعلم فهذه رؤية قيادات جهاز المخابرات العسكرية المصري في الأغلب، وهي الرؤية التي انتقلت بدورها لمؤسسة الرئاسة المصرية الآن.

من الواضح تماماً أن النظام المصري حالياً يسعى إلى بناء أفق تعاون إستراتيجي مع إيران، ومع جميع الدول العربية، وهناك توجهات متميزة تتسم بها حالياً العلاقة المصرية مع أكثر من طرف،

وبات هذا ملحوظاً بقوة في ظل قيادة الرئيس السيسي للبلاد، غير أن القضية الرئيسة الآن هي: هل تمتلك إيران مفاتيح السعادة لمصر أو العكس؟

من الواضح أن التطورات الإقليمية بالمنطقة تدفع في سبيل هذا التقارب، ولكن دوماً سيكون تقارباً حذراً وخاصة مع طابع الندية في منظومة العلاقات المصرية مع إيران.

صحفي وكاتب مصري مقيم في لندن

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن