عربي ودولي

الاحتلال صعّد حربه على الجوعى في غزة واستهدف شاحنة مساعدات في دير البلح … عدد الشهداء إلى أكثر من 30400.. ومقررة أممية تحذر من «جحيم» تواجهه النساء

| وكالات

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ149 ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، بالتزامن مع استهداف النازحين وشاحنات مساعدات وارتكاب مجازر دامية، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان، جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 30410 شهداء إضافة إلى 71700 جريح.

ونقلت وكالة «سانا» عن الصحة الفلسطينية قولها في بيان لها أمس: إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 9 مجازر في قطاع غزة المنكوب راح ضحيتها 90 شهيداً و177 جريحاً، وأوضحت أن الاحتلال واصل عدوانه على مختلف مناطق القطاع بأشكال متعددة ما بين إعدامات ميدانية ومجازر وإبادة جماعية ومسح لأحياء سكنية بمن فيها، ما أدى إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 30410 شهداء و71700 جريح حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم.

وأشارت الوزارة إلى ارتفاع عدد الأطفال المتوفين في مشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة إلى 15 شهيداً، بسبب سوء التغذية وعدم توافر العلاج والوقود بالمستشفى، مبينة أن 6 أطفال في العناية المركزة مهددة حياتهم بالخطر نتيجة سوء التغذية.

في الغضون، ذكرت وكالة «وفا» نقلاً عن شهود أن ثمانية فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، على دير البلح وسط قطاع غزة، وقال الشهود: إن طائرات الاحتلال استهدفت شاحنة صغيرة تحمل مساعدات إنسانية لتوزيعها في مدينة دير البلح وذلك بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الخميس الماضي باستهداف آلاف الفلسطينيين قرب دوار النابلسي كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد 118 فلسطينياً وإصابة المئات، على حين نقلت وكالة « الأناضول» عن مصادر طبية أن عملية استهداف الشاحنة في دير البلح أسفرت عن استشهاد تسعة فلسطينيين.

في السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن «إسرائيل بيتت النية للانقضاض على الجماهير الغفيرة المحتشدة لانتظار المساعدات الإنسانية في شمال قطاع غزة»، وأضاف في تصريحات لـ«سبوتنيك»: إن «هناك 700 ألف نسمة يتضورون جوعاً في شمال القطاع، بيد أن المجاعة باتت تفقد يومياً عشرات المواطنين حياتهم، معظمهم من الأطفال والنساء والمرضى المزمنين».

وتابع: «عند تجمع المواطنين فجر الخميس الماضي عند الشريط الساحلي في شارع الرشيد تحديداً في دوار النابلسي، قام الاحتلال بقنص المواطنين، وإمطارهم برشقات كبيرة من الرشاشات والآليات العسكرية، ما أدى إلى استشهاد 118 فلسطينياً حتى اللحظة، إضافة إلى 760 جريحاً، ولا يزال عدد من الإصابات في حالة الخطر، وربما يزيد عدد الشهداء إلى أكثر من ذلك بكثير لعدم توافر الإمكانات الطبية في مستشفيات شمال قطاع غزة».

ومضى قائلاً: «حسب شهود عيان، هناك عدد كبير من الجثامين لا تزال ملقاة على الأرض، والآليات العسكرية الإسرائيلية تحيط بها، فيما لم يتمكن المواطنون أو الطواقم الطبية من الوصول لهم وانتشال جثامينهم باتجاه مستشفى الشفاء وغيرها من المستشفيات».

جاء ذلك فيما شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية في مدينة حمد شمال خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد أن حاصرها بالدبابات، وقصف محيطها على مدار عدة ساعات جواً وبراً، فيما بات يعرف بالأحزمة النارية، وذكر سكان في المنطقة أن جيش الاحتلال أطلق تهديدات عبر مكبرات صوت تحملها طائرات مسيرة، لإجبار أهالي المدينة على الخروج منها إلى مناطق يزعم أنها «آمنة»، في المواصي ودير البلح، في حين كانت دباباته تنتشر على تلال مقابلة للمباني السكنية بعد أن أقامت في المكان سواتر ترابية، حسب «وفا».

بالتزامن، حذرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة ريم السالم من «جحيم حقيقي» يواجه النساء في قطاع غزة وقالت قتل في غزة أكثر من 30 ألف فلسطيني، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، ومن غير المقبول السماح باستمرار هذه الإبادة الجماعية ضد النساء والأطفال.

ووفق وكالة «الأناضول» التركية أضافت: إن النساء في غزة يتعرضن لمعاملة «غير إنسانية ومهينة»، معربة عن قلقها «العميق» إزاء ذلك، متحدثة عن الصعوبات التي تواجهها النساء والفتيات في قطاع غزة والعنف الذي يتعرضن له، إلى جانب هجمات مكثفة وحصار تفرضه إسرائيل على القطاع.

وشددت السالم على أن العديد من العاملين الميدانيين «لا يجدون الكلمات المناسبة لوصف ما يواجهه الفلسطينيون في غزة، ومستوى الألم والرعب الميداني الذي لا يوصف»، ووصفت غزة بأنها «جحيم حقيقي»، وأكدت أن الهجمات الإسرائيلية في غزة طالت النساء والأطفال، وقالت: «قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، ومن غير المقبول السماح باستمرار هذه الإبادة الجماعية ضد النساء والأطفال الفلسطينيين»، مضيفة: «إنهم يتعرضون لجرائم حرب، لأنهم فلسطينيون، ولأنهن نساء».

المقررة الأممية ذكرت أن النساء في غزة يواجهن أيضاً «تهديدات بالاعتداء الجنسي والاغتصاب»، مشيرة إلى تقارير «مروعة» تتحدث عن «تجريد نساء فلسطينيات من ملابسهن وتصويرهن في أوضاع مُهينة، وخاصة أثناء الاستجواب».

الهلال الأحمر الفلسطيني قال بدوره: إن الاحتلال يواصل حصاره واستهدافه لمستشفى الأمل في خان يونس جنوب قطاع غزة لليوم الـ42 على التوالي، وأضاف: مخزون الطعام في مستشفى الأمل لا يكفي أكثر من أسبوع وكمية مياه الشرب المتبقية لا تكفي إلا ثلاثة أيام، وذلك حسب موقع «اليوم السابع» المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن