أعلن وزير الخارجية في الإدارة التركية هاكان فيدان أمس، أن على تركيا وروسيا إجراء حوار أوثق وأكثر تفصيلاً بشأن سورية، وذلك عقب يوم من اعتبار وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن اتخاذ خطوات «عملية» في مسار تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا «غير ممكن حالياً» بسبب العدوان الذي يشنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وتعليقاً على المباحثات التي أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي اختتم أعماله أمس، قال فيدان: «هناك العديد من التساؤلات المتعلقة بسورية، وفي هذا الصدد، نحن بحاجة إلى إجراء حوار أوثق وتبادل وجهات النظر، وهناك حاجة لتخصيص الوقت لهذه المناقشات، وقد اتفقنا (مع لافروف) على تنفيذ هذا العمل، لأن كلا من قضية عودة اللاجئين وإعداد الدستور الجديد ومكافحة الإرهاب في حالة جمود»، حسب ما ذكرت وكالة «تاس» الروسية.
وأضاف فيدان: «نحن بحاجة إلى تسريع وتيرة العمل بشأن هذه القضايا، فهي تتعلق بالأمن القومي لتركيا بشكل مباشر».
وحسب فيدان، فإن تركيا «ستواصل مناقشة هذه الموضوعات مع روسيا ودول أخرى»، وتابع: إنه خلال مباحثاته مع لافروف «تمت مناقشة القضايا الإقليمية، وتطرقنا إلى عملية السلام في القوقاز، وناقشنا مسألة الأمن في البحر الأسود، كما أن الحوار بشأن هذه القضية يجري عبر قنوات مختلفة وتشارك فيه تركيا أيضاً»، وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن فيدان، قوله: «إنه اتفق خلال لقائه مع لافروف على بحث الملف السوري بالتفصيل، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج إلى وقت».
من جهة ثانية قال فيدان: إنه «حان الوقت لبدء الحوار بين روسيا وأوكرانيا من أجل وقف إطلاق النار».
وأول من أمس جدد لافروف دعم بلاده مسار تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، لكنه اعتبر أن اتخاذ خطوات «عملية» بهذا الشأن «غير ممكن حالياً» بسبب العدوان الذي يشنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في وقت من المعلوم أن دمشق تتمسك بمطالبها بشأن إنهاء وجود القوات التركية في الأراضي السورية التي تحتلها أنقرة.
وفي تصريحات للصحفيين على هامش «منتدى أنطاليا الدبلوماسي» قال لافروف: «حالياً هناك الكثير من الأفكار التي تظهر في وسائل الإعلام، نؤكد من جديد رغبتنا في الإسهام بتطبيع العلاقات بين سورية وتركيا».
وأضاف وزير الخارجية الروسي: «الخطوات العملية غير ممكنة الآن لأن ما يحدث في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى يؤثر تأثيراً مباشراً في جميع الجهات الفاعلة في هذه العملية»، وأشار في هذا الصدد إلى عمليات القصف التي تنفذها القوات الأميركية على بعض المواقع في سورية والعراق واليمن، وتابع: «هذا بالطبع لا يمكن إلا أن يصرف الانتباه عن العملية الطبيعية لبناء العلاقات بين سورية وتركيا، وهو يؤثر في قدرتنا مع إيران على مساعدة هذه العملية».