أكد أن غزة جزء من الموضوع الفلسطيني.. وأن الضغط الغربي لصالح إسرائيل موجود في القرارات العربية … الرئيس الأسد: الموضوع الوطني يجمع الناس وعندما نتمسك بمبادئنا سوف نربح على المدى البعيد
| الوطن
أكد الرئيس بشار الأسد أن الفلسطيني هو صاحب الأرض، وهو الذي احتلت أرضه، وهو الذي يُقتل منذ نحو ثمانين عاماً تقريباً، فلا نستطيع أن نتحدث عن غزة وحدها، فهي جزء من الموضوع الفلسطيني.
وفي مقابلة مع الصحفي الروسي فلاديمير سولوفيوف شدد الرئيس الأسد على أن إسرائيل محتلة ومعتدية، وهي تقتل الفلسطينيين لأنهم يدافعون عن أنفسهم، موضحاً أنه لا يوجد أدنى مبرر سابقاً ولا حالياً، لاستخدام إسرائيل القوة ضد الفلسطينيين، بخلاف الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه، فهو يستطيع أن يستخدم القوة لكي يحمي أرواح أبنائه.
وقال: إن الشعب الفلسطيني ليس دولة، بل هم مجموعات من المدنيين لديهم سلاح كمقاومة، ولا يوجد لديهم لا دولة ولا جيش، فلا يمكن المقارنة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في هذه الحالة.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن الضغط الغربي لصالح إسرائيل موجود في القرارات العربية، وهذه حقيقة تعرفها كل الشعوب العربية، وبالتالي لا نستطيع ونحن نقف مع الفلسطينيين أن نأمل كثيراً من الوضع العربي، معتبراً بأن أهل غزة ذهبوا باتجاه الحرب لأنهم يعرفون بأنه لا توجد دولة عربية أو غير عربية أو دولة مسلمة أو غير مسلمة، ستدافع عنهم، فكان لا بد من أن يدافعوا عن أنفسهم بأيديهم.
وفيما يخص الانتخابات الرئاسية الروسية، أكد الرئيس الأسد أن روسيا هي دولة يتوقف اليوم مصير العالم عليها شئنا أم أبينا وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه لو نظرنا لروسيا على أنها دولة تقف معنا في سورية بحربنا ضد الإرهاب فنحن نتأثر بهذا الموقف ولا نستطيع أن ننظر للوضع بروسيا على أنه شأن داخلي، وهذا شيء مؤكد، فبالنسبة لنا فإن وجود أو غياب الشخص الذي أخذ قرار الوقوف ضد الإرهاب في سورية، له تأثير كبير، وبكل تأكيد سنتأثر بكل تغيير، وبالتالي لا داعي للسؤال من هو الشخص المفضل في هذه الحالة.
وأضاف: «أما لو نظرنا إلى روسيا في إطار التوازن الدولي فأيضاً لا نستطيع أن نفصل دور روسيا عن قراراتها، فالقرارات التي أخذها الرئيس بوتين هي التي تعيد روسيا إلى الساحة الدولية، وهي بالنتيجة تعيد التوازن للساحة العالمية».
الرئيس الأسد بين أن الرؤساء بالنسبة للغرب وتحديداً الولايات المتحدة، هم مديرون تنفيذيون ولكنهم ليسوا المالكين، فإذا تحدثت مع الرئيس سوف يعود لمجلس الإدارة لكي يأخذ الرأي والقرار أما الرؤساء الأوروبيون فهم مديرون فرعيون ينفذون ما يريده المدير الأكبر، وليس لهم القرار، معتبراً أن الحصار الغربي على الدول الأخرى يقوض ويضعِّف الدولار ويحقق مصالحنا على المدى البعيد، وقال: «أنا لا أراه سيئاً أراه أحمق من وجهة نظرنا، ولكن من الأفضل أن يستمروا به لأنه يخدم مصالحنا العالمية، ولا أقصد سورية وروسيا بل يخدم مصالح معظم العالم على المدى المتوسط والبعيد».
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه عندما تتمسك بمصالحك الوطنية وبمبادئك فربما تدفع ثمناً وتتألم، وربما تخسر على المدى القريب، لكن على المدى البعيد سوف تربح، معتبراً أن تجارب الدروس الموجودة من خلال العلاقة مع أميركا، كلها نماذج تدل على أن العلاقة مع الغرب هي علاقة مؤقتة، فإذا قدمت للغرب كل ما يريد فهو سيستخدمك وسيدعمك، ولكن عندما ينتهي دورك سوف يلقي بك في سلة المهملات.
وأضاف: «الموضوع الوطني هو الذي يجمع الناس وهذا هو الدرس الأول، ألا تُبادل أو لا تتنازل عن مصالحك الوطنية مقابل دعم خارجي غربي ولا غير غربي، والمصالح الوطنية أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً وبعدها تأتي العلاقات الخارجية».
وبخصوص الانتخابات الأميركية القادمة لفت الرئيس الأسد إلى أن الشكل الإعلامي والإحصائيات تقول إن الرئيس الأميركي السابق دونالد «ترامب سيفوز، أما بالنسبة لنا دائماً فنقول الرؤساء الأميركيون متشابهون، كلاهما مدير تنفيذي، ولا واحد منهما يصنع السياسة»، وقال: «علينا أن نسأل من هو صانع السياسة الحقيقي الذي يعمل خلف الستار، ومن سيفوز هو نفسه اللوبيات والإعلام والمال أي المصارف، والسلاح والنفط، وهؤلاء هم الذين سيفوزون بكل الأحوال».