مهرجان للشعر وآخر للقصة ضمن أيام الثقافة الفلسطينية في الثقافي الروسي … سوخوف لـ«الوطن»: للثقافة دور مهم في معركة السلاح
| مصعب أيوب- ت: مصطفى سالم
إيماناً منهم بأحقية الشعب الفلسطيني واستعادة ما اغتصب من أرضه وانطلاقاً من واجبهم الذي يحتم عليهم المناداة بذلك الحق، فقد اجتمع عدد من الشعراء والأدباء في المركز الثقافي الروسي بدمشق ضمن أيام الثقافة الفلسطينية في مهرجان للشعر يوم الأحد ٣ آذار ومنهم صالح هواري وراتب سكر ونزار بريك هنيدي وجهاد بكفلوني ورضوان قاسم وأحمد عموري وقاسم فرحات، وكذلك مهرجان للقصة القصيرة في يوم الإثنين ٤ آذار والذي شارك فيه عدد من القاصين والقاصات منهم: رسلان عودة ورياض طبرة ومحمد حسين وعماد النداف وناديا إبراهيم وسوسن رضوان وسوزان الصعبي.
هدف ورسالة
في تصريح لـ«الوطن» أوضح الشاعر صالح الهواري أن الشعر ليس ترفاً وإنما هو مسؤولية كبرى في نفس المبدع ورسالة يحملها إلى كل العالم، ولو كتب القصيدة التي تحمل الترف البلاغي وتوسع في الصورة والمعنى، إلا أن هناك معنى وهدفاً للقصيدة يؤديه لخدمة المجتمع والوطن ويعبر عن مكنونات العالم بأسره.
وقد توجه هواري برسالة إلى الشعراء الفلسطينيين في الشتات منوهاً بأن على عاتقهم تقع مسؤولية كبرى ولاسيما في ظل الظرف الراهن الذي تكابده أمتنا العربية وخاصةً الشعب الفلسطيني.
تبادل ثقافي
وفي كلمة لمدير المركز الثقافي الروسي د. نيكولاي سوخوف قال: الثقافة هي أساس الخليط البشري ونحن بشر يميزنا عن الحيوان وجود العقل والأحاسيس والعاطفة والأدب والكتب والشعر والقصة وغير ذلك ولهذا أهمية كبيرة بالطبع، وأنا أذكر تماماً عندما كنت شاباً وكنت أتلقى تعليمي ودرسنا الشعر العربي قبل الإسلام وفي العصر العباسي وشعر الثورة الفلسطينية وقد كان ذلك مترجماً إلى اللغة الروسية ومعظم الزملاء كان لديهم إمكانية القراءة والاطلاع على تلك الثقافة والأشعار وهذا التبادل يتيح الفرصة للتبادل الثقافي والتقارب فيما بعد.
كما نوه سوخوف بضرورة إقامة أنشطة كهذه وفعاليات ذات طابع صمودي وتحمل معاني ورسائل كثيرة، لأنه إن وجدت الإرادة وجد النصر لا محال وهذه اللقاءات لا بد لها من أن تكون إحدى الطرق المؤدية إلى ذلك.
وشدد على أن الأدب والثقافة حتماً سيكونان مجديين في معركة السلاح ولا يمكننا تنحيتهما جانباً، ولعل المثال الفلسطيني أبرز تلك الأمثلة وأهمها الشهيد الأديب غسان كنفاني والشهيد ناجي العلي الشهير بحنظلة وقد خشيت السلطات الإسرائيلية من أدبهما وفنهما ولجأت إلى التخلص منهما وهو ما يؤكد أن الأدب لا يقل شأناً عن السلاح، إضافة إلى كم الأسلحة الموجودة على الأرض فإن الأدب والشعر سلاح مهم جداً لأنه يؤثر بشكل أوسع وأكبر على أدمغة العالم.
غالية فرحات
بدوره د. راتب سكر أفاد بأنه في هذه الأمسية يقدم مع الزملاء الشعراء مختارات مما يكتبون عن الموضوع الفلسطيني، وهو ليس وليد اليوم في القصيدة السورية والعربية ولا يوجد شاعر عربي يخلو ديوانه من مثل هذه الموضوعات والإشارات، وأنا اخترت اليوم أن أقدم ثلاثة مقاطع من قصائد معنية بالموضوع الفلسطيني بنظرة ما يجري اليوم في غزة وفي فلسطين عامةً وانتهاكات جيش العدو الإسرائيلي، ومنها: ابن العسكري الذي خدم في جيش الإنقاذ، وغالية فرحات بعنوان أمي وهي الأم التي استشهدت في الجولان المحتل، والقصيدة الثالثة التي أخذنا مقطعاً منها هي القرار الأخير وموجزها أن قرار الإنسان العربي الأخير هو المقاومة وليس أمامه أي حلٍّ سوى الصمود ومواجهة المصير مهما كانت الدروب صعبة ووعرة.
جسارة وبسالة
من جانبه الكاتب حسن حميد أفاد بأن الفرصة ملائمة أن يتنادى الشعراء والأدباء بمناسبة أيام الثقافة الفلسطينية والتي جعلت من ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش عيداً للثقافة الوطنية الفلسطينية وربيعاً متجدداً بحضور الشعر وأحلامه ليجعل من هذه المناسبة نافذة للإبداع الأصيل.
والفلسطينيون اليوم وأمس يكفكفون الدمع بيد ويواجهون العدو المتوحش مثل خنزير بري بيد ثانية سواء بسواء في الوطن الفلسطيني المحتل أو في المنافي البعيدة والقريبة.
وأشار إلى أن الفلسطينيين أثبتوا خلال أكثر من سبعة عقود أنه ما من شيء يعيد الحق الفلسطيني المنهوب سوى الجسارة الوطنية التي تشبه ملاقاة العين بالمخرز وأن ما من شيء يوقف دوي المقابر الفلسطينية سوى التحدي والمقاومة التي غدت أفعالها حديث كل بيت في العالم، وقد سيطر عدونا على كل المنافذ وأغلق الطرق المؤدية إلى الحق أو حيدها أو عزلها، لكن الإيمان الحقيقي بالحق الفلسطيني لا يمكننا أمامه إلا أن ننحني لمعانيه النبيلة.