عربي ودولي

موسكو أكدت تورط الغرب في الصراع وبكين دعت لتفادي التصعيد في الأزمة الأوكرانية … بوتين: التهديدات التي يحاول الغرب خلقها لروسيا يجب أخذها بالحسبان

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين أن التهديدات التي يحاول الغرب خلقها لروسيا ليست من فراغ، لافتاً إلى أنها تؤخذ في الحسبان، على حين دعت الصين جميع الأطراف إلى تفادي مزيد من التصعيد في الأزمة الأوكرانية، وذلك بعد التسجيل الذي نشرته روسيا لضباط ألمان كبار بحثوا كيفية ضرب جسر القرم الروسي، وبقاء برلين خارج الشبهة.
وحسب وسائل إعلام روسية، قال بوتين خلال اجتماعه مع عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين: «ندرك أن التهديدات التي يحاولون خلقها ليست من فراغ، ويجب أن نضع ذلك في الاعتبار على المستويات الحكومية والفدرالية والإقليمية».
وذكر الرئيس بوتين بتعبير معروف يظهر ثقل روسيا الاقتصادي وأهميتها في العالم، وقال: «روسيا تمتلك أصدقاء أكثر من الأعداء، لكن أن تكون صديقاً وعدواً في الوقت نفسه (فذلك) أمر يدعو للفخر».
في السياق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن المحادثة بين الضباط الألمان حول الضربات المخطط لها لاستهداف شبه جزيرة القرم تؤكد التورط المباشر للغرب في الصراع الأوكراني، وقال بيسكوف للصحفيين أمس: «يتعين علينا معرفة ما إذا كان الجيش الألماني يفعل ذلك بمبادرة منه، ثم السؤال هو مدى إمكانية السيطرة على الجيش الألماني، ومدى سيطرة المستشار أولاف شولتس على هذا الوضع، أم إن هذا جزء من سياسة الدولة الألمانية»، معتبراً أن الاحتمالين كليهما سيئان للغاية، لكن ما حصل يؤكد مرة أخرى التورط المباشر لدول ما يسمى الغرب الجماعي في الصراع حول أوكرانيا».
وأشار بيسكوف إلى أن تسجيل المحادثة نفسها يشير إلى أن الجيش الألماني يناقش بشكل موضوعي ومحدد خطط توجيه ضربات إلى الأراضي الروسية، و«هذا لا يتطلب أي تفسير قانوني، كل شيء هنا أكثر من واضح»، لافتاً إلى أن شولتس وعد بإجراء فحص سريع وفعال، وأعرب عن أمله في أن تعرف موسكو على الأقل من خلال وسائل الإعلام، ما أدى إليه هذا الفحص.
من جانبها، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية حول الموضوع: إن «الغرب ملزم بالرد على الأعمال التدميرية التي خطط لها ونفذ العديد منها»، موضحة أن «اجتثاث النازية في ألمانيا لم يكتمل.. وإذا لم يغيروا الوضع فإن العواقب ستكون وخيمة».
وأعلنت الخارجية الروسية استدعاء السفير الألماني لدى موسكو بعد كشف روسيا عن حديث سري بين ضباط ألمان كبار، بحثوا كيفية ضرب جسر القرم الروسي وبقاء برلين خارج الشبهة، وقال مصدر في الخارجية الروسية: «تم استدعاء السفير الألماني ألكسندر لامبسدورف إلى مقر الخارجية الروسية (أمس)»، بينما لم يدل السفير بأي تعليق للصحفيين أثناء وصوله ومغادرته مبنى الخارجية.
جاء ذلك على خلفية تسجيل صوتي حصلت عليه رئيسة تحرير شبكة «RT» مارغريتا سيمونيان مؤخراً يبحث فيه ضباط ألمان كبار كيفية ضرب جسر القرم عبر مضيق كيرتش في البحر الأسود، من دون أن يقود التحقيق إلى وقوف برلين وراء هذا الاعتداء، ووعد المستشار الألماني أولاف شولتس بالتحقيق العاجل في التسجيل، على حين زعم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن الضباط الألمان بحثوا في التسجيل المذكور (سيناريوهات محتملة) وليس خططاً ألمانية ملموسة، ما يؤكد صحة هذا التسجيل.
في الغضون، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ جميع الأطراف إلى تفادي مزيد من التصعيد في الأزمة الأوكرانية، وذلك بعد التسجيل الذي نشرته روسيا لضباط ألمان كبار بحثوا كيفية ضرب جسر القرم الروسي، وبقاء برلين خارج الشبهة.
ونقلت «نوفوستي» عن ماو قولها في مؤتمر صحفي أمس: إن «موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ثابت وواضح، حيث تأمل أن تلتزم جميع الأطراف بالتسوية السياسية، وأن تسهم بشكل مشترك في تهدئة الوضع، وأعربت عن أمل بكين في أن تبذل جميع الأطراف جهوداً لإيجاد حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار».
في السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أمس أن تدريبات «الرد الشمالي» التي أطلقها حلف شمال الأطلسي «ناتو» بالقرب من الحدود الروسية تمثل عملاً استفزازياً، مشدداً على أن موسكو اتخذت جميع التدابير الدفاعية اللازمة.
وحسب «نوفوستي» قال غروشكو في مؤتمر صحفي: إن «القدرة الدفاعية الروسية جاهزة والجيش الروسي يراقب، وأشار إلى أن الموقف السياسي لبلاده معروف تجاه مثل هذه الأعمال، لافتاً إلى أن «الطبيعة الاستفزازية لهذه المناورات القريبة جغرافياً من خط التماس تزيد من خطر وقوع حوادث عسكرية».
وتدريبات «الرد الشمالي» هي جزء من مناورات بدأها حلف «ناتو» في شباط الماضي بالقرب من الحدود الروسية الشمالية، وبدأت أمس في المناطق الشمالية من فنلندا والنرويج والسويد وتستمر حتى الـ15 من آذار الجاري بمشاركة أكثر من 20 ألف جندي من 13 دولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن