قضايا وآراء

في «ربيعة» سورية تنتصر… وأحلام الأعداء إلى السقوط

| ميسون يوسف

كثيرة كانت الأحلام الشيطانية للسلطان العثماني أردوغان، فقد حلم بالسيطرة على كامل سورية من خلال الإخوان فخيبت سورية ظنه وأجهضت حلمه، وحلم بالمناطق الآمنة ومناطق الحظر الجوي ليقتطع من سورية حلب مع منطقة تمتد من البحر إلى جرابلس شرقا فلم يجد إذناً دولية تصغي إليه، ولكن الأهم كان ما وجده في الميدان السوري من بأس وعزم وطني على الدفاع عن كل ذرة تراب من أرض سورية، ولما لبت روسيا الطلب السوري للمساعدة في الحرب الدفاعية عن سورية حاول أردوغان أن يوجه رسالة نارية إلى روسيا يفهمها فيها أن الاقتراب من حدود تركيا ممنوع وأن جبل التركمان في ريف اللاذقية الشرقي هو جزء من الأمن القومي التركي وليس لأحد بما في ذلك روسيا أن تقترب منه، ومن أجل ذلك أسقط الطائرة الروسية وهي تحلق في المنطقة فوق الأرض السورية في مهمة ضد الإرهاب الذي يرعاه أردوغان ويستثمر فيه.
ظن أردوغان أنه بفعلته سيخيف روسيا وسورية ويمنع الاندفاعة العسكرية لقواتهما المتوجهة شمالاً لتطهير المنطقة من إرهابييه المتعددي العناوين والأسماء. لكن ظن أردوغان خاب مرة أخرى وتشددت روسيا أكثر في عملها واشتدت سورية أكثر في عملياتها البرية التي لم تتوقف عند التهديد التركي، وكانت معارك التطهير تتوالى وكانت الإنجازات تتراكم، حتى كانت الصدمة الكبرى استعادة مدينة سلمى أحد أهم معقلين للإرهابيين في المنطقة والتي سجل تحريرها من الإرهاب انقلابا للمشهد الميداني بشكل صعق المتابعين.
بعد سلمى بقيت ربيعة كأهم معقل للإرهابيين في جبل التركمان الذي يحرص أردوغان على إبقائه بيد إرهابييه لكن الجيش السوري مع حلفائه ومدعوما بالقوات الجوية الروسية سفه أحلام أردوغان مرة إضافية ووضع لربيعة خطة عسكرية محكمة بدأت بالتطويق البعيد ثم تضييق الطوق والعزل وقطع طرق الإمداد نهائياً ثم استغل الطقس العاصف وانقض على الإرهابيين في البلدة فصعقهم ببأسه واحترافه، ما حملهم على الفرار الجماعي والاستسلام، واستعاد البلدة بكاملها إلى حضن الوطن في مشهد جعله يحقق التماس لأول مرة مع حدود الإسكندرون المغتصب في مواجهة القوات التركية التي كبلت يدها وهالها المشهد.
إن استعادة ربيعة اليوم يوجه رسالة قوية قاطعة للإرهابيين ومن خلفهم بأن سورية عازمة على إخراجهم أو الإجهاز عليهم ولن تنفعهم حضانة تركية أو سعودية وإذا تحققت اليوم أول عملية تماس مع الحدود التركية منذ 3 سنوات فإن الأيام المقبلة ستحمل البشرى لمنطقة تماس أخرى انطلاقاً من مدينة الباب شرق شمال حلب التي تنتظر التحرير والتطهير.
سورية تنتصر بقيادتها وجيشها وحلفائها وشعبها، إنها حقيقة بات ينطق بها حتى الذين خرجوا على دولتهم وعملوا مع العدوان عليها هذا ما كتبه أحدهم في صحيفة الحياة اللندنية في مقال نقلته معظم المواقع المؤيدة للحكومة السورية عنوانه: «بئسنا… انتصر الأسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن