ما بين رمضان ورمضان ارتفعت الأسعار إلى الضعف… في الشهر الفضيل طرطوس تتجهز لحملة «رمضان.. تشارك بالخير»
| طرطوس- ربا أحمد
مع بداية شهر رمضان ومنذ سنوات مضت والناس تحاول اللحاق بميزانية متواضعة للشهر الفضيل بسبب ارتفاع الأسعار المتكرر ولكن النتيجة دوماً واحدة وهي أن ميزانية العام الماضي كانت أرحم على العباد.
ففي جولة على أسواق طرطوس تجد أن أسعار اللحم الأحمر كانت 70 ألفاً العام الفائت ولكن اليوم يصل إلى 200 ألف، والفروج كان بـ 18 ألفاً والسنة أصبح بـ40 ألفاً، والرز كان بـ6500 ليرة وأصبح بـ 18 ألف ليرة، والبرغل كان بـ 8 آلاف واليوم بـ11 ألفاً.
ارتفاع تجاوز الضعف لدى الكثير من الحاجات الأساسية لوجبة رمضان وحتى صحن السلطة، فالارتفاع الأخير بالخضر أوصل سعر البندورة إلى 8 آلاف والخسة إلى 4 آلاف والفاصولياء إلى 30 ألفاً والكوسا إلى 18 ألفاً، فأي طبق رمضاني سيفطر عليه الناس؟ وأي لمة عائلة سيجرؤ عليها أحد؟ حسبما تساءل بعض التجار.
أما بعض المواطنين فكان كلامهم أقسى وأكثر تعجباً للحالة التي وصلوا إليها، حيث تساءلت أم مهند لماذا لا تتذكرها الفعاليات التجارية والاجتماعية في الشهر الفضيل وهي أرملة ولديها جريح حرب وولدان مريضان ولا أحد يستطيع العمل في المنزل إلا هي لتعيل عائلتها؟ مطالبة أن يكون الإحسان في شهر الخير لأهله الضعفاء.
كما طالبت إحدى السيدات من قرى طرطوس بدعم الجمعيات الخيرية الموجودة في تلك القرى لتساعد الناس خلال الشهر الفضيل، حيث يوجد العشرات من العائلات فيها بحاجة للعون مع بداية شهر رمضان.
على حين أكدت السيدة أم رامي أنه في السنة الفائتة لغت الحلويات من قائمة الموائد ويبدو هذا العام ستلغي الكثير من الوجبات الأساسية، مشيرة إلى أنها لم تستطع أن تقيم سفرة رمضان لكامل عائلتها منذ ثلاث سنوات.
أما أبو أحمد الذي أوضح أن أيام الشهر الفضيل ليست كما تربى عليها الأجيال الماضية والتي كانت تعني الجمعات والصلاة والتراويح وقضاء أول أسبوع من رمضان بتناول الفطور لدى أحد الإخوة بشكل متتابع، موضحاً أن الجميع أصبح يحمل هموم وجبة الإفطار لعائلة مكونة من ثلاثة أشخاص فما بال عائلة أفرادها عشرون شخصاً؟
أما السيدة رانيا أكدت أن اللحوم لم تدخل منذ ثمانية أشهر إلى منزلهم، وإفطارهم سيكون كبقية الأيام وفق قدرتهم المحدودة، معربة عن تخوفها من ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، ومتمنية أن تكون الصدقات في شهر رمضان لمن يستحقها فقط.
من جهتها أكدت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس ولادة جلب لـ«الوطن» أن محافظة طرطوس بدأت بالتجهيز لإطلاق وتنفيذ حملة «رمضان.. تشارك بالخير»، التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتنسيق مع مديرية أوقاف طرطوس وغرفة التجارة والصناعة إضافة إلى عدد من الجمعيات الخيرية، لافتة إلى أنه تم التنسيق والتجهيز لتوزيع سلل غذائية ومبالغ مالية، وسيقام مطبخ رمضان الخيري إضافة إلى سوق رمضان الخيري الذي ستكون منتجاته بأسعار مقبولة تعين الناس في الشهر الفضيل.
بدوره مدير فرع السورية للتجارة في طرطوس محمود صقر أكد أن الفرع بدأ بتجهيز سلة رمضان وستتضمن مادتين بقيمة منخفضة عن السوق، ولكن لا تزال قيمة السلة غير محددة وهي غير موحدة بكل الفروع وإنما سيقوم كل فرع بتحديد موادها وقيمتها.