مندوبا روسيا والسعودية طالبا باستمرار دعم «أونروا» وإندونيسيا زادت مساهماتها … لازاريني أمام الأمم المتحدة: الوكالة وصلت إلى الانهيار وتفكيكها يعني التضحية بجيل كامل من الأطفال
| الوطن- وكالات
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني من أن الفظائع التي تنتظر أهالي غزة أسوأ من تلك التي شهدوها حتى الآن منبهاً إلى أن «اونروا» وصلت إلى نقطة الانهيار، على حين أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، أن الوضع في القطاع «كارثي وغير معقول ومخجل».
وفي كلمة له أمام اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول عمل وكالة «أونروا»، تلقت «الوطن» نسخة منها، قال لازاريني: إنه على الرغم من كل الفظائع التي عاشها أهالي غزة فربما ينتظرهم ما هو أسوأ مما مضى، وأكد أن وكالة «أونروا» وصلت إلى نقطة الانهيار، وأصبحت قدرة الوكالة على الوفاء بتعهداتها مهددة بشكل خطير».
وأضاف إن عدد القتلى في غزة «صاعق.. تفيد التقارير بمقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في 150 يوماً فقط، هذا يعني أن 5 بالمئة من السكان ماتوا، أو أصيبوا، أو فقدوا، ومن المستحيل وصف المعاناة في غزة بشكل كاف، ويقوم الأطباء ببتر أطراف الأطفال المصابين دون مخدر، ينتشر الجوع في كل مكان، وتلوح في الأفق مجاعة من صنع الإنسان».
وتابع: «ذبح أكثر من 100 شخص قبل بضعة أيام عندما كانوا يبحثون يائسين عن طعام، يموت الأطفال الذين يبلغون من العمر بضعة أشهر فقط، بسبب سوء التغذية والجفاف، إنني ارتجف بمجرد التفكير بما قد يتكشف من فظائع حدثت في هذا الشريط الضيق من الأرض».
وأردف «ماذا سيكون مصير ما يقرب من 300 ألف شخص من سكان غزة المعزولين في الشمال، وقد قطعت عنهم إمدادات الإغاثة الإنسانية؟! كم من الناس ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في جميع أنحاء قطاع غزة؟ وماذا سيحدث لنحو 17 ألفاً من الأطفال الذين أصبحوا يتامى، والذين تم التخلي عنهم في مكان تزداد فيه الخطورة وينعدم القانون؟».
وحذر لازاريني من أن «الهجوم على رفح التي يكتظ فيها ما يقدر بنحو 1.4 مليون نازح، قد أصبح وشيكاً.. ليس هناك من مكان آمن يذهبون إليه»، وأكد أن ادعاءات إسرائيل بمشاركة موظفين في «أونروا» بعملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي لا تدعمها أي أدلة.
وقال «نعمل بالحد الأدنى وبالكاد نتدبر يومنا، إن مصير الوكالة والملايين من الناس الذين يعتمدون عليها معلق في مهب الريح، تواجه أونروا حملة متعمدة ومنسقة لتقويض عملياتها وإنهائها في نهاية المطاف، وعلى المدى القصير، ستنهار الاستجابة الإنسانية بأكملها في غزة».
وقال: إن «مسألة توفير التعليم لنصف مليون طفل أصيبوا بصدمات نفسية عميقة ويعيشون وسط الأنقاض غائبة بشكل واضح عن المناقشات المتعلقة بتسليم وتوفير الخدمات في غزة»، وأضاف: «إننا نضحي بجيل كامل من الأطفال، ونزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع للمستقبل».
وفي وقت سابق، اتهمت «أونروا» إسرائيل بتعذيب موظفين لديها اعتقلتهم في قطاع غزة وتحدثوا عن أمور مروعة أثناء اعتقالهم واستجوابهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي شملت التعذيب وسوء المعاملة الحاد والاعتداء والاستغلال الجنسي، ومنذ 26 كانون الثاني الماضي، قررت الولايات المتحدة ودول غربية عدة تعليق تمويلها لأونروا بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية «طوفان الأقصى».
بدوره، وصف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، الوضع في غزة بأنه «كارثي وغير معقول ومخجل»، معبراً عن «الصدمة والفزع»، إزاء مقتل وإصابة مئات الأشخاص خلال هذا الشهر «الأسوأ» بالنسبة للإمدادات الغذائية، غرب مدينة غزة، الأسبوع الماضي.
ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة، عبر «فرانسيس» عن القلق العميق إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على رفح، جنوب القطاع، بما في ذلك المناطق السكنية، مردداً ما قاله منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بأن أي عملية برية في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان من شأنها أن تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل «على حافة الموت».
وجدد المطالبة بتطبيق وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وتوقف القصف الآن، وامتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين والمرافق المدنية، وإطلاق سراح جميع الرهائن فوراً ومن دون قيد أو شرط، وضمان الوصول الكامل من دون عوائق إلى المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ودعا إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل إنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا أكد في كلمة خلال الجلسة أن وقف المساعدات لملايين الفلسطينيين المحتاجين، من خلال إيقاف تمويل عمل «اونروا» أمر غير أخلاقي وتسييس لقضية إنسانية، وقال وفق «تاس» إن «موظفين من أونروا تمت إقالتهم فقط على أساس اتهامات من إسرائيل وقبل إجراء أي تحقيق، ونحن ندعو إلى إعادة النظر في هذه الخطوة حتى التأكد من كل الملابسات.
من جانبه، حذر ممثل السعودية، من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وأدان استمرار العدوان الذي أدى لاستشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، وقال: «لا يمكن أن نتصور ما يتعرض له المدنيون من عدوان شامل، وتهجير قسري في تجاهل للقوانين والأعراف الدولية»، وشدد على اهتمام المملكة باستمرار تقديم الدعم لوكالة «أونروا»، وفق وكالة «وفا».
في السياق، أكد مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مباني «أونروا» بشكل مباشر من دون أي احترام للقوانين الدولية، وذلك لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة وإنهاء عمل «أونروا»، وجدد دعوة بلاده إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات بشكل سريع، والاستمرار في دعم «أونروا» حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
من جهته أشار مندوب تونس لدى الأمم المتحدة إلى خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ نحو 5 أشهر وارتكابه مجازر يومية بحق الفلسطينيين، وأدان الصمت الدولي تجاه استهداف الاحتلال وكالة «أونروا»، وعدم توفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجازر وتهجير قسري، داعياً الدول المانحة للعودة والرجوع عن قرارها القاضي بوقف التمويل عن «أونروا».
ممثل إندونيسيا أشار خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن بلاده زادت من مساهمتها لأونروا حتى تقدم الخدمات بشكل أفضل للاجئين الفلسطينيين لأن الوضع صعب جداً في قطاع غزة ويتدهور بشكل كبير، وقال: الوكالة لا تحظى بتمويل كبير، رغم أنها موجودة لعدم وجود حل سياسي، واستمرار الاحتلال، داعياً الدول التي أوقفت دعمها للتراجع عن قرارها.
من جانبها عبرت ممثلة كولومبيا عن تضامن بلادها مع ضحايا العدوان، وخاصة من موظفي «أونروا»، وأشادت بعمل الوكالة وضرورة تقديم الدعم لها حتى تواصل عملها وتقدم المساعدات للاجئين الفلسطينيين.