عربي ودولي

أكد ونظيره الإيراني على موقف بلادهما المشترك بشأن ضرورة دعم فلسطين … فيصل بن فرحان لـ«التعاون الإسلامي»: الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطين

| وكالات

حذر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من التداعيات الخطيرة لأي عدوان إسرائيلي على رفح، مشدداً على رفض أي تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة، على حين أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه أن المنظمة مع الشعب الفلسطيني في الحصول على كامل حقوقه المشروعة ومنها دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وعقدت أمس في مدينة جدة السعودية أعمال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة «التعاون الإسلامي»، والذي جاء بدعوة من السعودية رئيس القمة الإسلامية الحالية، ودولة فلسطين، والأردن، وإيران، لبحث عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وذلك في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة.

وفي كلمة له خلال الاجتماع قال فيصل بن فرحان: «هناك تزايد في عدد الدول التي تدعو لوقف إطلاق النار في غزة فوراً، مشيراً إلى أن الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطين والقبول بحل الدولتين»، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك».

وأوضح أن المجتمع الدولي لا يزال يقف عاجزاً أمام الانتهاكات ضد الإنسانية بغزة، ولفت إلى أن فرض عقوبات ضد المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية أمر إيجابي، وأكد ضرورة مساءلة المسؤولين عن العنف في الضفة الغربية.

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية السعودي على دعم وكالة «أونروا»، محذراً من محاولات إلغاء دورها المهم، مشيراً إلى أن استهداف الوكالة سيفاقم معاناة المدنيين في قطاع غزة، داعياً الدول التي علقت دعمها لأونروا إلى العدول عن قرارها.

وعلى هامش الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التقى فيصل بن فرحان نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وخلال اللقاء، جرى مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطه، والجهود المبذولة بشأنه، إضافة إلى بحث سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين، في شتى المجالات، واتفقا على بذل الجهود لتحقيق الخطط والأهداف المشتركة.

وفي هذا السياق، أكد عبد اللهيان أهمية اتخاذ موقف «متماسك وقوي دعماً لفلسطين في القمة، وأهمية الجهود الفاعلة لإنهاء جريمة الحرب بحق الفلسطينيين»، وخلال اللقاء، أكد عبد اللهيان أن «فلسطين تُمثّل القضية المحورية لدى العالم الإسلامي»، مشيراً إلى أنه «على الدول الإسلامية إرسال رسالة حاسمة ورادعة وقوية من أجل وقف الحرب على غزة، عبر اتخاذ خطوات جادة خلال الاجتماع».

وحسب موقع «الميادين»، أشار عبد اللهيان إلى الموقف المشترك لإيران والسعودية، بشأن ضرورة دعم فلسطين، مضيفاً: إن بلاده «تتوقع اتخاذ خطوات فاعلة في هذا الإطار، وإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة»، وأعرب عن ارتياحه لوتيرة التعاون بين البلدين، مُبدياً استعداده لدفع هذه العملية قدماً، من خلال اقتراح بعض القضايا والأولويات المشتركة للتعاون.

بدوره، أشار فيصل بن فرحان إلى «الوضع الصعب الذي تعيشه فلسطين والأوضاع الإنسانية المزرية في غزة»، مؤكداً أهمية قمة جدة في اتجاه مواصلة الجهود لإنهاء الحرب.

من جهةٍ ثانية، أعرب فيصل بن فرحان عن ارتياحه لتطور العلاقات بين البلدين، مؤكداً إرادة السعودية في اتخاذ خطوات جديدة في اتجاه دفع العلاقات إلى الأمام.

بدوره، قال وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية رياض المالكي في كلمة خلال الاجتماع الوزاري: إن اجتماع أمس يأتي والوضع في فلسطين يزداد تدهوراً ومأساويةً أكثر، حيث فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الحقائق الكارثية على 2 مليون و300 ألف فلسطيني في قطاع غزة، بما في ذلك، استخدام سياسة التجويع المتعمدة كوسيلة حرب، والتي أودت بحياة ما يقرب من 20 طفلاً ألماً وجوعاً في الأيام القليلة الماضية.

وحسب ما نقلت عنه وكالة «وفا» أشار المالكي إلى أنه في غضون أربعة أشهر، قتلت إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، ما لا يقل عن 30 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأصابت أكثر من 80 ألف شخص، ودفنت ما يقرب من 10 آلاف تحت الأنقاض، وأخفت الآلاف قسراً في ظروف مروعة. وأمام أعيُننا وبالبث الحي، دمرت إسرائيل 85 بالمئة من قطاع غزة، وقتلت الأطفال قصفاً ومرضاً وجوعاً، وحرمت الجرحى والمرضى من أبسط حقوقهم بالنفاد إلى العلاج وأبسط أنواع الأدوية، بما فيها الأنسولين وأدوية التخدير والتي تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع المحاصر والمدمر.

وناشد المالكي المجتمعين استخدام كل الوسائل المتاحة لوقف الإبادة الجماعية، لافتاً إلى أن الإبادة الجماعية التي ترتكب في فلسطين تهدد العالم أجمع، وإذا سمحنا لها بالاستمرار، فإن إسرائيل وداعميها سينجحون في إعادة تعريف عالمنا لأجيال مقبلة، حيث يسود حكم العنف والوحشية على حكم القانون والإنسانية.

من جانبه، جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه الدعوة لهدنة إنسانية فورية تفضي إلى وقف إطلاق النار، واستنكر استخدام الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن أكثر من مرة ضد ذلك، مؤكداً أن منظمة التعاون الإسلامي مع الشعب الفلسطيني في الحصول على كامل حقوقه المشروعة ومنها دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

أعرب عن امتنانه لموقف طهران القوي في دعم فلسطين، وكذلك مشاركة وزير خارجية البلاد في هذا الاجتماع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن