سورية

أدانت محاولات النيل من «أونروا» وأكدت أنه لا يمكن الاستغناء عن دورها … سورية: استخدام أميركا الفيتو ضد وقف إطلاق النار في غزة هو لحماية إسرائيل ومواصلة جرائمها

| وكالات

أكدت سورية أمس، أن استخدام أميركا الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، يهدف إلى حماية إسرائيل وتوفير الحصانة لها، وتمكينها من مواصلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية، من دون خشية من مساءلة أو عقاب، رافضة الذرائع التي تسوقها واشنطن للدفاع عن جرائم الاحتلال، مشددة على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مساعدة الشعب الفلسطيني، ومدينة المحاولات الرامية للنيل من الوكالة خدمةً لأجندة الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتصفية حق العودة والقضية الفلسطينية.
وخلال اجتماع للجمعية العامة أمس، قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك: تجتمع الجمعية العامة مجدداً للتعبير عن موقفها حيال استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بهدف حماية إسرائيل وتوفير الحصانة لها، وتمكينها من مواصلة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني من دون خشية من مساءلة أو عقاب حسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وأعرب الضحاك عن إدانة سورية بأشد العبارات لاستخدام الإدارة الأميركية المتكرر للفيتو لشل مجلس الأمن ومنعه من الاضطلاع بمسؤولياته الأساسية، ورفض سورية جملةً وتفصيلاً الذرائع التي تسوقها واشنطن للدفاع عن جرائم إسرائيل في استخفافٍ سافرٍ بإرادة شعوب ودول العالم، موضحاً أن هذه الجرائم لم تقتصر على أهلنا في فلسطين المحتلة، بل امتدت إلى الأراضي السورية واللبنانية من خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت المدنية ومنازل المدنيين الآمنين.
وأشار الضحاك إلى أن الإدارة الأمريكية حالت من دون اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر وحظي بدعم الأغلبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن، لكونه يستجيب لمطالب جل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في إنهاء ما نشهده منذ خمسة أشهر من عدوان إسرائيلي وحشي وجرائم همجية كشفت مجدداً الوجه الحقيقي للاحتلال أمام أعين العالم وعرت الأكاذيب التي روج لها هو ورعاته في الغرب على مدى سنواتٍ طويلة.
وأوضح أن تقديم الوفد الأميركي مشروع قرار مضاد ليس إلا محاولة يائسة لحرف الأنظار عن منعها مجلس الأمن من النهوض بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والمماطلة ومنح المزيد من الوقت للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة جرائمه وحصاره وتجويعه للشعب الفلسطيني.
وبين الضحاك أنه إلى جانب الدعم في مجلس الأمن، فتحت الإدارة الأميركية مخازن أسلحتها وقدمت شتى أشكال العتاد والذخائر والخبرات للاحتلال الإسرائيلي في انخراط مباشر في قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وأغلبيتهم من النساء والأطفال، وتشريد أكثر من مليونين، وتدمير المشافي والمدارس، لا بل وحتى استهداف وكالات الأمم المتحدة ومقارها والطواقم والقوافل الإنسانية.
ولفت الضحاك إلى أن ما شهده العالم على مدى الأشهر الماضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجاوز كل ما يقال عن الإنحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل وعن سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها الإدارات الأميركية وعدد من حلفائها، وفضح نفاقها، إذ حالت على مدى أشهر من دون تشكيل أي لجنة تحقيق أو آلية دولية تضمن توثيق جرائم الاحتلال، وخلت بياناتها من أي حديث عن المساءلة، لا بل واصلت تشويهها لأحكام الميثاق، واستخفت بالرأي العام الدولي ومواقف الدول الأعضاء، لا بل وحتى مطالبة الأمين العام لمجلس الأمن بالتحرك وفقاً للمادة الـ99 من الميثاق.
وشدد الضحاك على وقوف سورية الدائم إلى جانبِ الشعبِ الفلسطينيِ الشقيق في نضالِهِ لتحريرِ أرضِهِ المحتلّة وإقامةِ دولتهِ المستقلة وعاصمتُها القدس، ووضع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين والأراضي العربية المحتلة موضع التطبيق، ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكد الضحاك ضرورة الوقف الفوري للإبادة وأعمال القتل والتدمير التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، ومحاسبة متزعميه ومنع إفلاتهم من العقاب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، والحيلولة من دون أي عدوان على رفح أو محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وقال: «لا يزال العدوان الإسرائيلي الوحشي وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني متواصلاً وتستمر معه المعاناة الإنسانية الهائلة التي يعيشها الفلسطينيون منذ خمسة أشهر، والتي تفاقم من آثارها محاولات الاحتلال تصفية وكالة «أونروا»، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وشدد الضحاك على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه لـ«أونروا» في مساعدة الشعب الفلسطيني الذي عانى على مدى نحو ثمانية عقود، وما زال يعاني من الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، معرباً عن إدانة سورية المحاولات الرامية للنيل من وكالة الأونروا خدمةً لأجندة الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتصفية حق العودة والقضية الفلسطينية.
وقال الضحاك: «تحث سورية الدول المانحة التي علقت تمويلها للوكالة على العدول عن قرارها، واستئناف تمويلها للأونروا بالسرعة الكلية، بما يضمن توفير الموارد الكافية والمستدامة والقابلة للتنبؤ، ومواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في وطنه وفي الدول المضيفة، بما فيها سورية التي تستضيف مئات الآلاف من الأشقاء الفلسطينيين».
وجدد الضحاك التأكيد على موقف سورية بضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إليه بصورة كافية ومن دون عوائق، ومنع أي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين، محذراً من التداعيات الكارثية لأي اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح، ومن مغبة التصعيد في المنطقة جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية ولبنان والتي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن