ثقافة وفن

تكريماً للمرأة الفنانة في يومها العالمي والراحلتين لجينة الأصيل وليلى نصير … وزيرة الثقافة: المعرض يحتوي على نفائس مقتنيات الوزارة ونقوم بإعادة تفعيل المتحف من جديد

| مصعب أيوب - تصوير طارق السعدوني

المرأة صاحبة دور محوري وجوهري في المجتمع، وعنصر مهم في العلاقات الاجتماعية الناجحة وتسهم بشكل كبير في نجاح الأسرة وتوطيد أواصر المحبة فيها وتزويد الأبناء بالعلم والمعرفة، وبالتزامن مع يوم المرأة العالمي ووفاء للمرأة ولدورها المهم في العائلة والمجتمع على حد سواء فقد أقامت وزارة الثقافة ظهر أمس معرضاً استعادياً لروح الفنانتين ليلى نصير ولجينة الأصيل في متحف الفن في دمر.

درس علمي

في كلمة لوزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أفادت بأن الثقافة السورية فقدت في الفترة الأخيرة فنانتين عزيزتين لهما مكانة فنية كبيرة، وهما الفنانة ليلى نصير والفنانة لجينة الأصيل ولكل منهما موقعها وأثرها وبصمتها في الحياة الفنية، لكنهما سيدتان لن يغيب أثرهما في الحياة التشكيلية السورية.

وركزت مشوح على أن المعرض له أهمية خاصة في وزارة الثقافة بغض النظر عن الاحتفاء بالفنانتين الكبيرتين، وتأتي هذه الأهمية من أننا نعيد الألق لمتحف دمر للفن التشكيلي الذي بني ليكون صالة عرض ومتحفاً يليق بالفن السوري لكنه أُهمل لفترة من الزمن لأسباب كثيرة أهمها الحرب التي شنت على سورية وعزوف المدارس عن إرسال الطلبة إلى هذا المتحف الذي هو أساساً متحف تربوي ويفترض بالمدارس السورية أن ترسل أطفالها وتصطحبهم برحلات إلى هنا لاكتشاف الفن ولمعرفة رواد الفن التشكيلي السوري وجعله درساً عملياً في التربية البصرية الجمالية، واليوم له إدارة جديدة وفي مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، والإدارتان تتكاملان والجهود كبيرة لإعادة بناء وظيفة هذا المتحف وكما نرى فإنه اليوم يظهر بحلة جديدة ويستعيد ألقه وأتمنى على كل محبي الفن التشكيلي أن يزوروا هذا المعرض الذي يحتوي على نفائس من موجودات ومقتنيات وزارة الثقافة، وهو معرض استعادي نرى فيه أعمالاً لكبار الفنانين السوريين الذين يشكلون ذاكرة بصرية مهمة جداً يجب أن نستعيدها من وقت لآخر.

طاقة جبارة

من جانبه أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أوضح لـ«الوطن» أن الفن التشكيلي فقد مؤخراً فنانتين لهما دورهما المهم في الساحة التشكيلية وهذا المعرض اليوم يأتي بمناسبة يوم المرأة العالمي للاحتفاء بهما وإلقاء الضوء على أعمالهما وأعمال عظماء الفن السوري.

وتابع: لابد من تخليد ذكرى المرأة لأن لذلك أهمية كبرى في مختلف الميادين وحيثما وجدت سواء في المنزل أم الحقل أو المجتمعات العلمية والثقافية والأكاديميات البحثية، فهي تحمل عبئاً كبيراً وعلى عاتقها مسؤولية بناء الإنسان الناجح والفعال وترشده نحو الصواب.

وبين غانم أن اللقاء اليوم يعد بمنزلة تحية تقدير للأم ولجهودها، فهي حملت وأنجبت وعلّمت وربّت ونظّفت وتخرجت، وكانت من أهم العناصر صاحبة البصمة في المجتمع الذي يطالب جميع أبنائه بالوقوف بعضهم إلى جانب بعضٍ للنهوض به، فسلط المعرض الضوء على الأم القروية التي تملك طاقة جبارة وتقدم دون مقابل وتبقى الابتسامة على وجهها برغم الألم والفراق والتعب وبعد عصارة العمر الطويل.

المرأة الأم والوطن

الفنانة أسماء فيومي التي ركزت في جل أعمالها على الأطفال والأمومة أكدت أن المعرض مهم جداً لأن جوهره المرأة، والمرأة هي الأم والوطن والأرض وعندما نحتفي بها فإننا نحتفي بالوطن كله، مشيرةً إلى أنها لا تكترث أين تعرض لوحاتها أو من يقتنيها بحجم ما يعنيها أنها قدمت ما تريد وهي راضية عن منتجها الثقافي والتشكيلي.

من الأعمال التي عرضت أيضاً في التصوير للفنانين: أدهم إسماعيل وأسعد عرابي وخالد العز وسارة شمعة وعمر حمدي ولؤي كيالي وممدوح قشلان ونعيم إسماعيل ونذير نبعة ولجينة الأصيل وليلى نصير وفاتح المدرس وغسان السباعي وخزيمة علواني، وفي النحت كان هناك أعمال للفنانين: أكثم عبد الحميد وبطرس الرمحين وزكي سلام ومؤيد أبو عساف ومصطفى علي وفؤاد دحدوح ولطفي الرمحين وعبد اللـه مؤقت وعدنان الرفاعي.

ليلى نصير

ليلى نصير مواليد 15 آب 1941 في مدينة اللاذقية وتحديداً بلدة الحفة، حملت إجازة في التصوير الزيتي 1963، عملت أستاذة محاضرة في كلية العمارة بجامعة تشرين وقد اقتنى أعمالها كل من وزارة الثقافة والمتحف الوطني ووزارة السياحة، وكان لها مشاركات عدة في دول عربية وغربية منها لبنان والعراق ومصر والأردن والجزائر وفرنسا وروسيا والصين، وقد كانت المرأة هي محور معظم ما قدمته مقدمة إياها بصورة المرأة الصامدة والمقاومة التي تبقى شامخة مهما عصفت بها المصائب، وتفضّل أن تنادى بفنانة التجربة ولكن محبوها يلقبونها بالرائدة وقد حازت جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون في نسختها الثالثة، وتوفيت في شهر آب العام الفائت عن عمر ناهز 82 عام.

لجينة الأصيل

لجينة الأصيل مواليد دمشق 1946 وحصلت على إجازة اتصالات بصرية وعمارة داخلية في كلية الفنون الجميلة بدمشق 1969، وقد اشتغلت بالرسوم والمؤلفات التي تعنى بشؤون الأطفال، وحصلت الراحلة على عدة جوائز أبرزها الجائزة الأولى في مهرجان السينما العربية في مدينة فاميك بفرنسا، وميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية في القاهرة، وميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال في اليابان، وجائزة أفضل كتاب للأطفال في معرض بيروت الدولي للكتاب، كما كرمتها وزارة الثقافة في سورية مرتين متتاليتين في مجال كتاب وصحافة الطفل وكفنانة تشكيلية، وقد غادرتنا قبل عدة أيام بعد أن أمضت نحو 78 عاماً من عمرها لصيقة بحكايات الأطفال وقصصهم ومؤلفاتهم، مخلفة إرثاً كبيراً للأطفال على مستوى الوطن العربي كله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن