رياضة

جماهير تستحق الفرح

| بسام جميدة

رغم خسارته على أرضه أمام باريس سان جيرمان فقد قدمت جماهير ريال سوسيداد مثالاً رائعاً في تشجيع فريقها وهو يودع بطولة دوري أبطال أوروبا من دون أن تصدر أي تصرفات خارج النص من شأنها أن تشوه جمالية المباراة، بل إن الجماهير لم تشأ أن تخرج من الملعب قبل أن تحتفل وتحيي اللاعبين على ما قدموه وهم يحملون الأعلام واللافتات وتحول المكان إلى كرنفال رائع وكأن الفريق فائز، وعلى الطرف الآخر كانت الجماهير الفرنسية تبادل اللاعبين التحية والفرح في مشهد مثير للتعاطف ما جعلنا نتحسر كمتابعين لكرة القدم المحلية أن نرى مثله في ملاعبنا.

التشجيع والاستمتاع بمباريات كرة القدم بات ثقافة وتنم عن رقي الحضور وشغفهم المتنامي من أجل قضاء ساعات من المتعة دفعوا ثمنها لمتابعة فريقهم في أجواء باردة حتى يقدموا شحنة تشجيع له وطاقة إيجابية لأنفسهم مع أن يومي الثلاثاء والأربعاء ليس عطلة في أوروبا.

تكمن متعة الرياضة في التنافس والرضى بالفوز والخسارة والتعادل، ولا بأس من الخروج من روتين الحياة اليومية وصرامة العيش ومتاعب العمل ورزانة الشخصية بالتشجيع والهتاف والفرح وحتى الغضب ووضع اليدين على الرأس لفرصة جميلة ضاعت، ولا داعي للشتم والتكسير والغضب الساحق على اللاعبين ولا على كراسي المدرجات، فما هي سوى مباراة، ومن يقف في مسرحها المعشب هم أناس من لحم ودم أيضاً، وكل شيء وارد خلال دقائق اللعب.

خسارة الفريق أو أخطاء الحكام أو تواضع أداء اللاعبين مثلاً ليس سبباً كافياً لأي شغب أو تصرف خارج النص، ومن غير المقبول أن تظهر سخافات البعض وتفاهاتهم عبر وسائل التواصل وبأسماء وهمية تعبر عن سذاجة من يكتبون وهم يتخوفون وراء أقنعة!

كرة القدم وجدت للتسلية وليس للتعصب والغضب، لذلك نقول: رفقاً بهذه اللعبة وبجماهيرها العريضة، وحفنة من المتهورين يجب ألا تعكر صفوها وجماليتها، ولكم في جماهير ريال سوسيداد مثال جميل ومعبر ويمكن الاقتداء به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن