نتنياهو حاول إلغاء رحلة غانتس إلى أميركا.. ووزراء الحرب يدعمون صفقة الأسرى … إعلام العدو: إسرائيل تعود خالية الوفاض والمخاوف من المراوحة تعزز إحباط الجيش
| وكالات
بدا كيان الاحتلال في نهاية الشهر الخامس من الحرب عالقاً في الجنوب، كما في الشمال أيضاً، في وقت تتخوف فيه وسائل إعلام إسرائيلية من عودة الكيان خالي الوفاض بعد أشهر من العملية البرية في قطاع غزة، في حين كشف إعلام إسرائيلي أن رئيس الوزراء في كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول إلغاء رحلة عضو «كابينت» الحرب بيني غانتس إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكنه لم ينجح.
وأكّد مراسل الشؤون العسكرية في القناة «الـ 13» الإسرائيلية ألون بن دافيد، أنه في نهاية الشهر الخامس من الحرب تبدو إسرائيل عالقة في الجنوب، كما في الشمال أيضاً، واصفاً إياها بأنها «مقامر يصر على وضع كل الرقائق على رقم واحد فقط في لعبة الروليت».
وأضاف بن دافيد: «الجيش الإسرائيلي يستثمر كل موارده- التي لم تُثمر حتى الآن- في ملاحقة السنوار، ومع ذلك، فإن «كومة الرقائق آخذة في التقلص، سواء في الذخيرة أو في استنزاف القوات، وبنحو أساسي في الشرعية الدولية».
في المقابل، تحدث المحلل السياسي الإسرائيلي رافيف دروكر عن حالة «المراوحة» وعدم القدرة على الحسم التي أصابت جيش الاحتلال، وشدد على أن «هذه الكلمة لم تعد مقبولة»، وقال لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنه بعد نحو الشهر- إلى شهرين من المناورة البرية في قطاع غزّة، ظهرت كلمة «مراوحة» مرة أخرى، مطالباً ممثلي جيش الاحتلال الذين أصيبوا بالصدمة بألا يبدؤوا بقول هذه الكلمة.
وبيّن دروكر أن «هذه الصدمة عمرها 18 سنة، لكنها لا تزال موجودة»، موضحاً: «خلال حرب لبنان الثانية 33 يوماً، في مرحلة ما بدأت هذه الكلمة تستحوذ في استوديوهات التلفزيون والصحف.. كم كان صبرنا قليلاً حينها، بعد أسبوعين ونصف أسبوع بدا الأمر بالفعل كأنّه مراوحة».
وأضاف: «هذه المرة، بصبر لا ينتهي، نحن بالفعل نراوح مكاننا، فيما يعترف الجيش بذلك بتردّد»، مؤكداً أن السبب يتعلق بالخطة الأصلية التي قدّمها جيش الاحتلال ووافق عليها «الكابينت» ضمن «مناورة لسنة على ثلاث مراحل»، لافتاً إلى أنه «في المرحلة الثالثة، المرحلة الحالية، تمّ تخصيص حجم قوة لا يمكنه القيام بأكثر مما تفعله حالياً»، مشيراً إلى أن العملية في خان يونس مستمرة منذ ثلاثة أشهر.
وحسب الصحيفة كان الإحباط في الأسابيع الأخيرة على الأرض وفي القيادة العسكرية هائلاً.. هناك جمود، ولا توجد قوات كافية لبدء عمليات في المخيمات المركزية، وبالتأكيد ليس في رفح، ولكن لا توجد أيضاً صفقة لإعادة الأسرى تفرض وقف إطلاق نار.
في غضون ذلك، أكد دروكر أن بيني غانتس وغادي آيزنكوت يعرفان أنّهما ارتكبا خطأً عندما قدما يد المساعدة إلى خطة الجيش الإسرائيلي التي لا تنتهي، معتبراً أن مثل هذه الخطة «ليست مخصصة لدولة غربية حديثة تريد إعادة سكانها إلى الحياة الطبيعية، إنها خطة وتيرتها أكثر ملاءمة لحماس، وأيضاً لرئيس حكومة معني بحرب لا نهاية لها».
كذلك، أشار إلى أنه هناك معركة سياسية داخلية الآن بشأن صفقة الأسرى، في الوقت الذي تتحدث التسريبات عن تصلب موقف حماس، موضحاً أن حماس تطالب بعلاوة على كل بند من بنود إطار باريس، وأضاف: «ليس بنسبة 10 سجناء مقابل كل أسير إسرائيلي يتمّ إطلاق سراحه، بل نسبة أكبر بكثير.. ليس 15 أسيراً «ثقيلاً»، بل أكثر من ذلك بكثير.. ليس فقط انسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن، بل انسحاب أوسع.. ولم تقتصر على مطالبات بعودة النساء والأطفال والشيوخ إلى شمالي قطاع غزة، بل أيضاً عودة الرجال».
وختم المحلل السياسي الإسرائيلي كلامه بأن «بنيامين نتنياهو يدرك نوع الموقف الذي سيجد نفسه فيه، إذا كانت هذه خلاصة المباحثات في القاهرة.. هو يعلم أن كل وزراء كابينت الحرب يدعمون الصفقة»، لكن وحسب دروكر، مثل هذه الصفقة «من شأنها أن تحبط مهمة نتنياهو- بقاء الائتلاف، ولهذا السبب يخترع فجأة شروطاً جديدة»، معتبراً أن نتنياهو «حُشر بالزاوية».
في الأثناء، ووفق وسائل إعلام إسرائيلية يُجري مكتب رئيس الوزراء في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحقيقاً موسعاً في كيفية حصول عضو «كابينت» الحرب بيني غانتس، على تذكرة سفر إلى الولايات المتحدة الأميركية رغم رفض نتنياهو ذلك.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني أن نتنياهو حاول إلغاء رحلة بيني غانتس إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما استدعى مكتب رئيس الوزراء إلى فتح تحقيق موسّع في كيفية حصوله على تذكرة سفر، رغم أن مقربين من غانتس سبق أن ذكروا أن الأخير حصل على موافقة سفر إلى واشنطن بناءً على سماح مكتب نتنياهو نفسه.
ويوم الأحد الماضي ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنه على الرغم من مخالفة زيارة غانتس للوائح الحكومية الإسرائيلية ورفض نتنياهو، فإنّه يُحاول عقد لقاء مع الرئيس بايدن وعدد من المسؤولين الأميركيين الآخرين.
وأوضحت الصحيفة أن زيارة غانتس لواشنطن لا تعتبر رسمية، ولن يتمّ تمويلها من الحكومة الإسرائيلية، على أن يتمّ تمويلها من حزب «معسكر الدولة» الذي يتزعمه غانتس، عضو «كابينت الحرب»، وذلك بعدما أصدر مكتب نتنياهو تعليمات لسفير إسرائيل في واشنطن، مايك هرتزوغ، بعدم مرافقة غانتس خلال زيارته للولايات المتحدة وعدم التعامل مع الزيارة على أنها «رسمية».
وفي وقتٍ سابق، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الخلافات الدائرة بين أعضاء حكومة نتنياهو و«كابينت» الحرب من جهة، وبين رئيسها بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية، التي يبدو أنها بدأت تستميل سياسيي الاحتلال إلى خططها بمعزل عن موافقة نتنياهو.
فيما كشف الإعلام الإسرائيلي أن موفدين من عضو «كابينت الحرب» وزير الحرب السابق بيني غانتس حاولوا تجنيد وزراء وأعضاء «كنيست» في حزب «الليكود» لإسقاط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وتغيير تركيبة حكومته خلال دورة «الكنيست» الحالية.