عربي ودولي

وصلت إلى منعطف خطير يهدد إمكانية نجاحها … «حماس»: سنواصل التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف النار مع الاحتلال

| وكالات

أكدت حركة «حماس» في بيان لها أمس، أنها ستواصل التفاوض عبر «الإخوة الوسطاء» للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه، في حين لفت قيادي في المقاومة الفلسطينية إلى أن المفاوضات وصلت إلى «منعطف خطير يهدد إمكانية نجاحها والتوصل لاتفاق نهائي»، جاء ذلك فيما واصلت المقاومة الفلسطينية تصدّيها للاحتلال على أكثر من محور في قطاع غزة.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أكدت حماس في بيانها أنها أبدت المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان على الشعب الفلسطيني، متهمة إسرائيل بـ«التهرب من استحقاقات هذا الاتفاق، وخاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني».
في الغضون، لفت قيادي في المقاومة الفلسطينية لـ«الميادين» أمس، إلى أن المفاوضات وصلت إلى «منعطف خطير يهدد إمكانية نجاحها والتوصل لاتفاق نهائي»، موضحاً أنه بعد جولات من الحوار في القاهرة بمشاركة الوفدين المصري والقطري، فإن حركة حماس باتت «موقنة» بأن الاحتلال لن يعطي إجابات واضحة حول المسائل الرئيسة التي طلبتها الحركة.
وأشار إلى أن مطالب حماس الرئيسة لم تتغير، وهي وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة النازحين، موضحاً أنه «على هذا الأساس فإن حماس لم تقدّم أي بادرة جديدة بخصوص أعداد الأسرى، وهي القضية الأهم بالنسبة لإسرائيل».
وأضاف: «واضح أن الوسطاء حاولوا طمأنة حماس بأن مطالبها مقبولة لدى الجانب الإسرائيلي، لكن حماس تريد أن يكون ذلك منصوصاً عليه في الاتفاق، وليس مجرد إعطاء ضمانات شفهية».
وبشأن موضوع الانسحاب من غزة، لفت القيادي إلى أن حماس تؤكد أن الاتفاق «غير واضح وملتبس»، موضحاً أن كيان الاحتلال يعرض أن يكون الانسحاب شرق قطاع غزة من دون تحديد الأماكن، فيما حماس تطالب بأن يكون من خلال خرائط واضحة.
وفيما يخص قضية وقف النار، أكد أن الاحتلال لم يقدّم أي ضمانات حول هذا المطلب الرئيس إلى حماس وجميع فصائل المقاومة، مشيراً إلى أنه «في المرحلة الأولى حماس تطالب بتعليق العمليات العسكرية كاملة، على أن تشمل المرحلة الثانية بحث وقف نهائي للنار»، كذلك أفاد بأن العقبة في قضية الأسرى هي في الأعداد التي تطلبها حماس ويرفضها كيان الاحتلال.
وفي وقتٍ سابق أمس الأربعاء، قال قيادي آخر في المقاومة الفلسطينية، لـ«الميادين»، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يستجيب لجهود الوسطاء، لافتاً إلى أن الاحتلال لم يعطِ حتى الآن أي موقفٍ إيجابي من وقف الحرب، ولا يريد الانسحاب من قطاع غزة، ويراوغ ولا يريد التفاوض وفق خرائط.
وأكد المصدر أن هدف المفاوضات المستمرة في القاهرة منذ الأحد الماضي، هو التوصل إلى اتفاق يحقق وقف إطلاق نار دائماً وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن حركة حماس أبدت المرونة المطلوبة لتحقيق ذلك، مؤكداً أن الاحتلال لا يستجيب لجهود الوسطاء.
ولفت المصدر إلى أن الاحتلال يضع قضية عودة النازحين تحت التفاوض، ويريد مناقشة تفاصيلها وتحقيقها بشكلٍ تدريجي، مضيفاً إن «الاحتلال لا يلتزم بالمتفق عليه في الإغاثة والمساعدات وزيادة الكميات، وإذا وافق فهو يتملص بحججٍ واهية منها عدم القدرة».
وأوضح أن «الاحتلال وأعوانه يضخون في الإعلام أن قضية التفاوض عالقة في بند تبادل الأسرى، وأنّ الخلاف هو على الأعداد»، مؤكداً أن «هذا غير صحيح مطلقاً».
ميدانياً، واصلت المقاومة الفلسطينية تصدّيها للاحتلال الإسرائيلي على أكثر من محور في قطاع غزة، في اليوم الـ152 من معركة «طوفان الأقصى»، إذ أعلنت سرايا القدس استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع «نمير» بقذيفة «تاندوم» في شارع 10 جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، كما قصف مقاوموها بوابلٍ من قذائف «الهاون» النظامي مقرّ قيادة وسيطرة للاحتلال الإسرائيلي جنوب المدينة.
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أن مقاوميها قصفوا تجمعات آليات وجنود الاحتلال بقذائف الهاون العيار النظامي (60) في محور التقدم جنوب حي الزيتون، مشيرة إلى أن مقاوميها نفّذوا خلال الـ24 ساعة الماضية 12 مهمة جهادية، وذلك من خلال خوض اشتباكات ضارية واستهداف تجمعات لآليات جيش الاحتلال بقذائف الهاون في محاور التقدم في قطاع غزة وغرب مدينة خان يونس ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والإصابات في صفوف جيش الاحتلال.
بالتوازي، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن ما يزيد على 700 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يتعرضون لأبشع أشكال الإبادة الجماعية، حيث يصعد الاحتلال الإسرائيلي القصف والتدمير ويعمق المجاعة لدفعهم إلى النزوح باتجاه وسط وجنوب القطاع ليواجهوا المصير نفسه.
وحذرت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» من أن الاحتلال يفاقم الكارثة الإنسانية ويمنع إدخال المساعدات، وخاصة إلى شمال القطاع بهدف تكريس احتلاله للقطاع وفصله عن الضفة الغربية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
واستشهد 17 طفلاً، ورجل مسن خلال الأيام الماضية في شمال القطاع جراء سوء التغذية والجفاف، ويحذر الفلسطينيون والمؤسسات الأممية من أن المجاعة تتعمق وستحصد أرواح آلاف الفلسطينيين إذا لم يتم وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فورياً للقطاع.
من جانبه قال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية محمد أشتية، إن «هناك فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس»، وأشار أشتية خلال مقابلة تلفزيونية إلى أن «هناك فرصة لنضع حداً للفظائع الإسرائيلية، وفرصة لنضع حداً لمعاناة الفلسطينيين»، معرباً عن استعداده للتعامل مع المملكة العربية السعودية ومع الولايات المتحدة ومع أوروبا والمجتمع الدولي لعدم ضياع أي فرصة».
ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم المساعدات الدولية «سلاحاً إستراتيجياً لخدمة أهدافها، في محاولة لإخراج الناس من غزة»، مشدداً على أن «اليوم التالي بعد الحرب يجب أن يدور حول شيء واحد، وهو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل».
ومن جانب آخر بحث أشتية مع مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات والمساعدات يانيز لينارتشيتش أمس، الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وضرورة وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية.
وحسب «وفا» قال أشتية لدى لقائه المفوض الأوروبي في رام الله: إن إسرائيل تستخدم التجويع ومنع المساعدات كسلاح إستراتيجي ضد الشعب الفلسطيني، ويجب على العالم ألا يقبل أن يكون رهينة التلاعب الإسرائيلي، بل يجب الضغط بقوة لفتح جميع المعابر نحو غزة والسماح بإيصال المساعدات مباشرة من الضفة لغزة ومنع المجاعة الجارية.
وأضاف: إن الإغاثة الإنسانية يجب أن تسير يداً بيد مع السعي لوقف إطلاق النار، وإن إسقاط المساعدات من الجو بالوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بإسقاط القنابل على شعبنا يبدو جهداً مهدوراً.
وأوضح أشتية: «إن إسرائيل تجعل الوضع مستحيلاً في غزة عبر تدمير البنية التحتية واستهداف كل البنى التحتية اللازمة للحياة بهدف تهجير الناس ضمن غطاء الهجرة الطوعية»، ودعا رئيس الوزراء الاتحاد الأوروبي إلى قيادة جهد دولي لخلق أفق سياسي نحو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية في لحظة أصبحت فيها قضية فلسطين اليوم قضية مركزية في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن