«الأورومتوسطي»: معتقلات الاحتلال أشد دموية من «غوانتانامو» والفلسطينيون يتعرضون فيها لعمليات قتل ممنهجة … «الصليب الأحمر»: حرب غزة دمرت كل المعاني الإنسانية المشتركة
| وكالات
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون لجرائم القتل العمد وذلك عبر الإعدام التعسفي أو القتل تحت التعذيب، في حين دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إلى وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدة أن هذا العدوان «حطم كل معاني الإنسانية المشتركة».
وحسب وكالة «سانا»، قال المرصد في بيان أمس السبت إن تلك الجرائم تستوجب تحرك الجهات القضائية الدولية وفتح تحقيق دولي فوري وجاد لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها، وإخراج جثامين الأسرى وتحديد هوياتهم وإعادة رفاتهم، وإنصاف الضحايا وعائلاتهم، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنقاذ حياة الآلاف ممن لا يزالون قيد الاعتقال والأسر والاختفاء القسري في المعتقلات الإسرائيلية.
وأضاف «الأورومتوسطي»: إن المعتقلات الإسرائيلية أشد دموية من معتقل «غوانتانامو» بما تشهده من أشكال تعذيب مشينة، وسوء المعاملة، والحرمان من الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإخفاء القسري للأسرى من قطاع غزة من خلال رفضه الإفصاح عن قوائم بأسمائهم أو إعطاء معلومات عن مصيرهم، ما يحرمهم من الحماية القانونية المقررة لهم، ولفترات طويلة من الزمن في حين تعرض العديد منهم للتعذيب الجسدي والنفسي والعنف الجنسي.
وقال المرصد: إن الأشد خطورة وصدمة هو إصرار الاحتلال على نزع الإنسانية عن الفلسطينيين في قطاع غزة، من دون إيلاء أي اعتبار لإنسانيتهم وآلامهم وكرامتهم، وتنفيذ جرائم ترتكب بحقهم على نحو وحشي وسادي، وتعذيبهم وقتل بعضهم ومن ثم إخفاء جثثهم من دون حتى تبليغ عوائلهم بمصيرهم أو نشر أي أسماء ومعلومات حولهم.
ولفت «الأورومتوسطي» إلى أن الاحتلال خول جنوده شن عمليات اعتقال تعسفية وعشوائية واسعة النطاق في قطاع غزة وتجريد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من كل الحقوق التي يوفرها لهم القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان مشيراً إلى أن الاعتقالات طالت معظم الفئات تقريباً.
وأكد أن تقاعس المنظمات الدولية ذات العلاقة ولاسيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن المتابعة الفاعلة لأوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، وعدم اتخاذها المواقف العلنية، شكلا ضوءاً أخضر للاحتلال لممارسة المزيد من الجرائم بحقهم.
وجدد «الأورومتوسطي» مطالبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتأكد من ظروف احتجازهم مطالباً المحكمة الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها بخصوص الجرائم الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ ما يزيد على خمسة أشهر، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين التي تبدأ بكسر حالة الحصانة والإفلات من العقاب التي يتمتع بها مرتكبو هذه الجرائم والعمل على مساءلتهم ومحاسبتهم فوراً، وإنصاف الضحايا الفلسطينيين.
في غضون ذلك، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إلى وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة مؤكدة أن هذا العدوان «حطم كل معاني الإنسانية المشتركة».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن سبولياريتش قولها في بيان أمس السبت: إنه «بعد خمسة أشهر من الحرب فإن الوضع في قطاع غزة يتدهور كل ساعة ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه بالنسبة للمدنيين» معتبرة أن عدد الضحايا بات أمراً صادماً وغير مقبول.
وشددت على ضرورة الوقف العاجل للحرب وتسهيل عمل العاملين في المجال الإنساني وتسهل توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن من دون عوائق.
واعتبرت سبولياريتش أن تدفقاً منتظماً وكبيراً للمساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات ليس سوى جزء من الحل في غزة داعية إلى «احترام القانون الإنساني الدولي لأن هذا هو الخط الفاصل بين الإنسانية والهمجية».