سورية

واشنطن وبخت الميليشيات لإقدامها على حرق مقرين لـــ«المجلس الوطني الكردي» بريفي حلب والحسكة … فيدان: إضفاء أميركا الطابع المؤسسي لـ«قسد» يشكل تهديداً لتركيا

| وكالات

انتقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، واعتبر ذلك خطراً إستراتيجياً على العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وذلك في وقت وبخت فيه واشنطن متزعم الميليشيات المدعو مظلوم عبدي نتيجة إقدام الأخيرة على حرق مقرات لما يسمى «المجلس الوطني الكردي» التابع لـ«الائتلاف» المعارض المدعوم من الإدارة التركية بريفي حلب والحسكة مؤخراً.
وأكد فيدان في تصريحات أدلى بها لصحفيين أتراك بالعاصمة الأميركية واشنطن التي زارها (قبل أيام على رأس وفد) للمشاركة في اجتماعات الآلية الإستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، أنه عقد اجتماعات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وأعضاء من الكونغرس في واشنطن، وذلك حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» أمس.
وأوضح فيدان، أنهم ناقشوا بشكل مستفيض الدعم الأميركي لميليشيات «قسد» التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب «العمال الكردستاني- بي كي كي» الذي تصنفه منظمة إرهابية، والخطوات التي ينبغي اتخاذها فيما يتعلق بتنظيم «غولن» (الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية أيضاً)، وقضايا ثنائية وإقليمية، وذكر أنهم خصصوا مساحة واسعة لقضية غزة.
وبيّن فيدان، أنه تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الأميركيين في مواضيع رئيسة مثل الطاقة والاقتصاد والتمويل ومكافحة الإرهاب وقضايا إقليمية، ولاسيما غزة وسورية وأوكرانيا، وأنه أعرب عن موقف بلاده بشأن هذه القضايا بوضوح.
واعتبر فيدان، أن الدعم الأميركي لميليشيات «قسد»، لا يقتصر على التزويد بالأسلحة، بل يشمل التدريب وتطوير القدرات وإضفاء الطابع المؤسسي، «ما يشكل تهديداً لتركيا»
وزعم، أن بلاده «تحارب كل التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لها سواء داخل حدودها أم خارجها، في إطار قوانينها الوطنية والقانون الدولي وستواصل ذلك»، مضيفاً: «لا يمكن لأحد أن يمنعنا من ذلك»!.
وأشار فيدان، إلى أنه أكد مجدداً خلال مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين، عن استياء بلاده من علاقات الولايات المتحدة مع ميليشيات «قسد» وطبيعة الخطر الإستراتيجي الذي يشكله ذلك على علاقات البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
بموازاة ذلك، كشف مصدر في تصريح نقلته مواقع إلكترونية معارضة أمس، عن توبيخ الإدارة الأميركية لمتزعمي «قسد» على خلفية تعرض مقرين لما يسمى «المجلس الوطني الكردي» للحرق والاعتداء من قبل مسلحي ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لميليشيات «قسد» خلال الأسبوع الماضي.
وأوضح المصدر الذي وصفته المواقع بـــ»الخاص»، أن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية أجروا اتصالات «الجمعة» من واشنطن مع متزعم ميليشيات «قسد» المدعو مظلوم عبدي حول حوادث حرق مقرات «المجلس» والتضييق على نشاطاته من قبل «الشبيبة الثورية».
وأوضح أن «الخارجية أبدت انزعاجها من الهجمات والاعتداءات التي طالت «المجلس» ووبخت عبدي ودعته لوقف هذه الهجمات بشكل فوري والبدء بالتحقيق واعتقال المتسببين بها.
وفي بداية الشهر الجاري، ذكرت المواقع المعارضة أن العشرات من مسلحي «الشبيبة الثورية» هاجموا مقراً لـــ«المجلس الوطني الكردي» في مدينة عين العرب بريف حلب وأحرقوا وخربوا محتوياته واعتدوا على أعضائه بالعصي والحجارة، وذلك على خلفية أحياء (المجلس الذكرى الـ 45 لرحيل الملا مصطفى البارزاني والد الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني).
وباليوم نفسه هاجم أكثر من عشرة مسلحين من «الشبيبة الثورية» تجمعاً مماثلاً لـــ«المجلس» في مدينة عامودا بريف الحسكة، وهددوا بتفجير قنابل بالحضور في حال عدم فض التجمع.
و«الشبيبة الثورية» هي مجموعة تتألف من شبّان وشابات -معظمهم قاصرون- لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» التابعة لميليشيات «قسد»، ولا سلطة للمؤسسات الأمنية عليها، وتتركز مهمتهم في عمليات قمع وخطف وقتل المعارضين لـ«الإدارة الذاتية»، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال والقاصرين ضمن «قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن