توظيف التراث والخط في اللوحة التشكيلية … بشير لـ«الوطن»: تراكم ذاكرة وتوظيف مواضيع معينة من فكرة أومن أحلام طفولية

برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة وبالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين أقام الفنان بشير بشير معرضاً تحت عنوان: «ألف ليلة وليلة» في صالة الشعب للفنون الجميلة.

فقد أثارت حكايات ألف ليلة وليلة على مدار عصور طويلة خيال الناس سواء من خلال القصص المكتوبة أم الحكايات المقدمة عبر الإذاعة والتلفزيون ولا تزال الحكايات حتى الآن مصدراً لإلهام الفنانين في الشرق والغرب بما تحمله من ثراء في مفرداتها البصرية وبما تثيره من خيال في نفس المشاهد، فهي تمثل ذاكرة وتراثاً فهذا ما استوحاه الفنان بشير في معرضه وما دفعه لإضافة الأحرف الهجائية والخط العربي ليحيي التراث اللامادي العربي.

بصمة خاصة وتمسك بالتراث

في لقاء «الوطن» مع الفنان بشير قال: إن المعرض عبارة عن تراكم ذاكرة من المعارض السابقة وحاولت بهذا المعرض توظيف مواضيع معينة من فكرة أو من أحلام طفولة أو ذاكرة مكان ضمن اللوحات، حيث أحصل على تكوينات مختلفة كالخط العربي والحرف والكتلة لتدل على تراثنا وحاضرنا، وحرصت على أن يكون معرضي مختلفاً عما سبق من معارض وبوجهة نظري الفنان إن لم يتطرق لتراثه في عمله لا يكون فناناً فالتمسك بالتراث وتجسيده بالأعمال الفنية يضيف روحاً مميزة للعمل وبالتأكيد أشدت بالتراث اللامادي في هذا المعرض واخترت ألف ليلة وليلة كحكايات وقصص ووظفتها ضمن اللوحات لأحصل على عمل متكامل حيث اعتمدت على الألوان الحارة في الرسم لأن لها بصمة خاصة وفكرة معينة.

غزارة الإنتاج الجيد

وفي حوار «الوطن» مع وسيم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة قال: «يتميز الفنان بشير بالأسلوب الخاص والخط الذي يسير عليه، حيث نرى في كل لوحاته عنصراً وحيداً وهو الحصان ولكن لا يشبه أي عمل منها الآخر، والخط العربي والحرف والعناصر التراثية موجودة في كل الأعمال ومع ذلك لا نرى تشابهاً أو تكراراً بها وكل عمل مختلف عن الآخر».

أما غسان غانم أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين في حواره مع «الوطن» فقال: إننا نرى اليوم عملاً جديداً يدخل به عناصر جديدة ضمن مساحات لونية معينة، حيث يذهب إلى عنوان المعرض «ألف ليلة وليلة» والحصان الذي رأيناه في جميع اللوحات هو دليل الأصالة ورمز الفروسية ومرتبط بحكايات ألف ليلة وليلة، نمط الحياة في تلك الحقبة، ما جعل اللوحات تحمل طابعاً جميلاً ومختلفاً عما سبقها من أعمال الفنان.

الخيل متوجه إلى غزة والقدس

رئيسة جمعية بيت الخط العربي الفنانة التشكيلية ريم قبطان في لقائها مع «الوطن» قالت: المعرض به تجديد في هذه المرة وطبعاً بصمات بشير بشير موجودة، ولا أحد يتوه عن عمله، ورأينا أنه أدخل حروفيات بطريقة لطيفة، وهناك رمزيات في بعض اللوحات طاغية بهذا المعرض مع وجود الألوان القوية.

رسالة حديثة لتراث ماضٍ عريق

محمد زهرة مدير القناة السورية بحواره مع «الوطن» قال: الفنان بشير كالعادة بمعارضه دائماً هناك شيء جديد، واليوم نرى اللوحات تضج بالأفكار والأيقونات التراثية، حيث اعتمد على مجموعة من الألوان ومجموعة من الحروف ليصيغ بها فكرته ضمن هذه اللوحات، حيث تعتبر لوحاته رسالة حديثة لتراث ماض عريق في بلادنا.

لمسة تراثية عربية في الفن العالمي

الفنان التشكيلي علي داغر قال لـ«الوطن» عن المعرض: من وجهة نظري إن الأحرف والخيل والبيوت العربية القديمة تعبر عن تراثنا والطابع العربي الذي نضع به لمستنا في الفن التشكيلي العالمي، وفي هذا المعرض أرى تجارب فنية قديمة تتكلم عن ذاتها ولا كلام يصف عظمة هذه الأعمال وأسلوب الفنان الذي أتمنى له كل التوفيق وتمنياتي برؤية أعماله عالمياً.