مباحثات سورية عراقية لمواجهة مشكلة الجفاف … عرنوس: مستعدون لإقامة مشروعات مشتركة في مجال المياه … القائم بأعمال السفارة العراقية لـ«الوطن»: ما يصل من تركيا نصف الحصة المقررة لسورية والعراق

بحث رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أمس مع وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب عبد الله إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة مشكلة الجفاف والتغيرات المناخية وضرورة الاعتماد على وسائل الري الحديث وإدارة موارد المياه بشكل رشيد وتبادل الخبرات في هذا الإطار.

وأكد عرنوس استعداد الحكومة السورية لتنفيذ مشروعات مشتركة مع الجانب العراقي في مجال المياه واستخدام التقنيات الحديثة لمعالجة واقع شح الموارد المائية نتيجة لعدة أسباب منها الجفاف وقلة الهطلات المطرية خلال السنوات الماضية.

من جهته أبدى وزير الموارد المائية العراقي استعداد بلاده لتبادل الخبرات والمعلومات مع الجانب السوري وتعزيز التعاون الثنائي في هذا السياق بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد الجانبان ضرورة احترام جميع الأطراف الاتفاقيات الدولية المتعلقة بإنشاء السدود وتقاسم مياه الأنهار الدولية بين دول المنبع والمصب.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد القائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق ياسين شريف الحجيمي أنه خلال الاجتماع تم الحديث عن الحصص المائية التي تصل عبر بين نهر دجلة والفرات مروراً بالأراضي السورية باتجاه العراق حيث طمأن رئيس الوزراء حسين عرنوس الجانب العراقي بأنه وعلى الرغم من قلة المياه المرسلة من دولة المنبع- تركيا التي وصلت إلى نصف الحصة المقررة وحاليا تصل إلى أقل من 300 متر مكعب بالثانية الواحدة علماً أنه من المقرر أن تصل حصة سورية والعراق إلى 500 متر مكعب بالثانية، فإن سورية لن تألو جهداً إلا في أن تقدمه للعراق في ظل نقص الكميات المرسلة من المياه في ظل الشح المائي وقلة هطل الأمطار مؤكداً أن هذا الموضوع مدروس من الحكومة السورية.

وأضاف: إن الحكومة السورية أكدت ضرورة التعاون والتواصل المستمر بين البلدين على مستوى الوزراء وتبادل الخبرات الفنية في كل المجالات التجارية والزراعية والاقتصادية بما يقدم خدمة للبلدين وأن يكون هناك برامج معدة بين البلدين.

وأشار إلى أنه تم التداول في موضوع طريق التنمية القادم من ميناء الفاو في جنوب العراق ويصل إلى أوروبا عبر تركيا وسيكون هناك منفذ إلى الطريق للاستفادة بالمرور بالأراضي السورية والاستفادة من مياه البحر المتوسط.

كما ناقش الجانبان حسب القائم بالأعمال ضرورة وضع خطة زراعية وفق الإمكانات المادية الموجودة.. كما تم التوصل إلى قيام وزارتي الموارد في البلدين على إعداد الدراسات ويتم تبادل الطرفين بشكل شبه يومي بكمية الإطلاقات المائية المزودة التي دخلت البلدين عبر المنافذ الحدودية.

وفي السياق ذاته بحث وزير الموارد المائية حسين مخلوف مع نظيره العراقي المهندس عون ذياب عبد الله والوفد المرافق له مجالات تعزيز التعاون الثنائي في قضايا المياه المشتركة في نهري الفرات ودجلة في ظل التحديات المشتركة.

وتناول الاجتماع الذي تم في مبنى الوزارة أمس التعاون المشترك في قضايا المياه، وخاصة الوضع المائي لنهر الفرات وإدارة الموارد المائية ومواجهة تحديات التغير المناخي وآثار شح المياه.

وركز الجانبان خلال الاجتماع على ضرورة تبادل الخبرات والبحث العلمي في مجال إدارة الموارد المائية والتخطيط والدراسات للوصول إلى أفضل تنسيق بين البلدين من خلال عقد الاجتماعات الفنية المشتركة لمناقشة القضايا المائية التي تهم البلدين الشقيقين.

وأكد الوزير مخلوف أهمية العلاقات والروابط الأخوية التي تجمع البلدين، وضرورة تنسيق الجهود والعمل المشترك للحفاظ على حقوق سورية والعراق في مياه نهر الفرات، وإعطاء كل بلد الحصة المنصفة والعادلة، مشيراً إلى أهمية تفعيل عمل اللجان الفنية المشتركة ولاسيما لجنة مراكز القياس على نهر الفرات.

ولفت الوزير مخلوف إلى تعرض المنطقة لشح مياه في السنوات الماضية جراء تخفيض الواردات من دولة المنبع تركيا ونتطلع كلانا لنحصل على حصتنا العادلة من مياه الفرات.

من جانبه لفت الوزير العراقي عبد الله إلى أهمية الاجتماع الذي ناقش قضايا تهم البلدين، وخاصة الوضع المائي في نهري دجلة والفرات الذي يعتبر شرياناً أساسياً لتغذية مساحات زراعية في البلدين، لافتاً إلى التحديات التي واجهت البلدين في ظل شح المياه ونقص الخزين المائي في السدود والخزانات، منوهاً بضرورة الاستفادة من التجارب والخبرات السورية في مجال إدارة المياه الجوفية والري المضغوط والري المغلق.

حضر الاجتماع من الجانب السوري معاون وزير الموارد المائية لشؤون البنى الإستراتيجية جهاد كنعان ومستشار الموارد المائية أسامة الأخرس ومدير الهيئة العامة للموارد المائية المهندس عيسى حمدان، ومن الجانب العراقي مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة حاتم حسين ومعاون مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية حمدية جزاع ومن قسم دراسة المياه الدولية المهندس حسين كاظم.