إلى حواء الشغف بقدر ما تمتلك من مشاعر سامية لتقودها إلى الحب والجمال في عالم كوني حكم بعادات وتقاليد مختلفة جعلها متكبلة هاربة من ذاتها إلى ذاتها.. إلى الأنثى العطوف القوية الصابرة المحبة المعطاء التي تمتاز بالصدق لتعبر عن رأيها بمنتهى الشفافية في جوانب الحياة لتقود الحياة بكل ثقة معبرة عن روحها الأنثوية.
هذه الكلمات التي قررت الشاعرة رشا الخضراء أن تضعها على غلاف ديوانها الشعري الثامن «طوق اليمامة» الذي يحتوي على مجموعة من الأشعار الموزونة والملتزمة باللغة والقافية، لتقدم الواقع بطريقة شاعرية تلامس الوجدان، فقدمت صوراً عن حبها لدمشق وتعلقها بها، مشيرةً إلى أنها مدينة عريقة ذات تاريخ طويل عاصرها الكثير من الملوك والفاتحين وأيضاً في السويداء التي تحمل تراثاً وثقافة وعراقة كبيرة ومما قالته في قصيدة «غرناطة دمشق»:
من قبة الأموي بعض ملامح
في وجهها المزهو بالأمجاد
حيث العلى كانت ترفق خطوهم
والمعضلات روائح وغوادي
وقد قالت في «الجولان في حدق العيون»:
فلأنت في حدق العيون ضياؤها
ولأنت في مهج القلوب حنان
سنعيد هاتيك الربا بجمالها
وجلالها وستورق الأغصان
وطن وأمومة
وكما عادتها كان للأشعار الوطنية نصيب من ديوانها الذي أصدرته دار لغة الحياة بما يؤكد أن سورية هي الحضن الذي يلتم الكثيرون حوله، وقد أشارت في صورة غلافه إلى السلام بعد أن رمزت لذلك بطائر الحمام، وقد استلهمت القصائد الغزلية من الأنثى وعلاقتها بالرجل فهي تمثل جزءاً كبيراً في المجتمع إلا أنها لا تزال ترزح تحت القيود القبلية والعقائدية.
وانطلاقاً من أمومتها فقد جسدت الأمومة في عدة قصائد من ديوانها الذي يقع في ثمانين صفحة وهو ما بدا جلياً في الإهداء بالصفحات الأولى الذي كان لعائلتها ولزوجها وأولادها.
كما كان الشهيد والشهادة في حساباتها بالطبع فقالت في قصيدة «شهيد الحق»:
عاهدوا اللـه على أن يثبتوا
ثم أبلوا في الوغى كل البلاء
وقالت في قصيدة «سار إلى الإله شهيداً»:
يا أمه هزي المدى تغريداً
فالابن سار إلى الإله شهيداً
ما مات بل عاش الحياة مخلداً
والحر يهوى فخره التخليدا
تحيا العروبة قالها وأعادها
ويعيدها عند القيام نشيدا
جائزة الإبداع
وفي خاتمة الكتاب سيرة ذاتية تضم في سطورها بعض المعلومات عن المؤلفة وفيها: الشاعرة تدرجت في الدراسة الأكاديمية، ومارست العمل الأكاديمي والتعليمي، وقدمت مجموعة من الدواوين الشعرية، وحصدت جوائز عديدة في عدد من الملتقيات الأدبية العربية.
صدر لها
همسات، نرجسية الحب، واحة الغرام، أوراق على جدران الزمن، فلسطينية أنا – عربية الهوى سورية الهوية، الخوابي، همس الياسمين.