قدم رجال الفتوة واحدة من أجمل مبارياتهم في الموسم الحالي كانت نهايتها السعيدة بفوز مثير ومطلوب بقوة على نادي تشرين كآخر (المطبات) التي كانت تنتظر أزرق الدير قبل التتويج المنتظر بلقب بطولة الدوري مجدداً.
مباراة كانت لها حسابات خاصة ودقيقة على اعتبار أن تشرين كان داخلاً نحو المنافسة من بعيد، وعلى اعتبار أن خسارة حطين وتعادل جبلة ساهم (بتحييد) الفريقين بشكل كبير عن المنافسة، وأن الفوز على تشرين (وهذا ما حصل) قد يوسع الفارق إلى عشر نقاط مع أقرب المنافسين، وهذا ما يجعل مهمة اللحاق بالمتصدر صعبة جداً مع بقاء ست جولات فقط على إسدال ستارة النهاية.
على الورق وعشية المباراة كان الجهاز الفني لأزرق الدير وفي الدرس الفني الخاص بالمباراة دقيقاً جداً في توجيه التعليمات للاعبين مع مشاهدة الكثير من أشرطة الفيديو الخاصة بمباريات المنافس الأخيرة، ومع حضور رئيس النادي برفقة رئيس فرع رياضة الدير وبعض أعضاء الإدارة والوعد المعتاد بمكافآت مالية ضخمة في حال الفوز بدت الأجواء مناسبة لتحقيق انتصار جديد، وهذا ما عبر عنه قائد الفريق عدي جفال في دردشة سريعة بالقول: نحن نلعب ونحقق الفوز ونسير نحو الاحتفاظ باللقب دون الدخول في حسابات أخرى وندرك قوة خصمنا جيداً ولكننا وصلنا إلى مرحلة التفكير بالفوز فقط أيا كان المنافس.. وفي الميدان بدت الأجواء متفائلة مع حضور جماهيري مميز من الطرفين وتبادل لعبارات الترحيب لتشهد المباراة فواصل مثيرة على مدار الشوطين أنهاها الفتوة بثبات أكبر وبفوز عاش معه ملعب الجلاء كرنفالات احتفالية أعادت إلى الأذهان ذكريات تحقيق اللقب الماضي.
رئيس نادي الفتوة وفي حديث مباشر بعد المباراة قال بأن لقب الدوري اقترب كثيراً من فريقه بعد الفوز الأخير على تشرين.
وأضاف: صحيح أن الفارق أصبح كبيراً مع أقرب المنافسين إلا أن الحسم لا يزال مبكراً وفريقنا سيلعب كل المباريات المتبقية تحت شعار الفوز فقط وليس هناك مجال للتراخي أو الاستهتار في أي مباراة، فالفتوة فريق بطل ويجب أن يحافظ على صورته وبطولته أمام كل المنافسين.
وتابع كلامه بالقول: بعد الدوري نتطلع بعين أخرى نحو منافسات الكأس ونأمل بالوصول في هذه المسابقة الغالية إلى أبعد نقطة كي نجمع المجد من طرفيه في هذا الموسم ويكون التتويج بتتويجين.
وهنا نقف عند السطر الأخير، سعى الفتوة للمنافسة والظفر بلقب كأس الجمهورية بعد أن ارتاح قليلاً من التفكير بدرع الدوري.
الفتوة وصل اليوم إلى ربع نهائي الكأس وينتظر الفائز من مواجهة الطليعة والهلال ومن بعدها الوصول لنصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1992 كخطوة أولى، تعقبها خطوة المشهد الأخير بالوصول للنهائي والتتويج بلقب (لو حصل) فإنه سيكون الخامس على صعيد الكأس مكرراً مشهداً لم يألفه أبناء الدير منذ موسمي 89/90 و90/91 حين جمع لقبي الدوري والكأس معاً.. وبالعودة للدوري، وبعد استراحة منحها الجهاز الفني للاعبين لمدة يوم واحد ستعود مجموعة الفتوة للتدريبات استعداداً لمباراة الطليعة يوم الجمعة القادمة في حماة كآخر مباراة قبل التوقف الدولي الذي سيتيح لأزرق الدير فرصة التفكير الجاد ببطولة الكأس حين سينجز أثناء التوقف مباراة ربع النهائي.