شؤون محلية

مدير المياه لـ«الوطن»: لا جديد يبشّر بانفراجات تجاه «علوك» والحلول البديلة دون المستوى … للشهر السابع على التوالي والحسكة بلا ماء

| الحسكة- دحام السلطان

تتواصل الأزمة الكارثية التي تعيشها مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي للشهر السابع على التوالي، والتي جعلت منها مدينة منكوبة اليوم نتيجة لانقطاع مياه الشرب عنها في محطة «علوك» المحتلة من قبل النظام التركي، للمرة التاسعة والثلاثين منذ احتلال النظام التركي للمحطة في شهر تشرين الأول عام 2019، وباتت المشكلة ذاتها التي أصبحت قضية رأي عام تراوح في مكانها، ومن دون ظهور حلول أو انفراجات قد تلوح بالأفق، أمام صمت وتخاذل المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية بأكملها تجاه ممارسات المحتل التركي والميليشيات المرتهنة له، الذي اكتفى بأن يقف صامتاً ومتفرجاً أمام جريمة قطع المياه عن المدنيين السوريين في محافظة الحسكة السورية.

وفي ضوء قطع مياه الشرب وعدم وصولها إلى منازل المواطنين في المدينة وضواحيها وريفها الغربي، خلال فترة عملها جراء التعديات التي كانت قد أصبحت أمراً واقعاً وتجري بشكل دائم على خطوط جر المياه في أثناء فترات عملها المتقطعة خلال المرات الماضية، من دون روادع نهائية قطعية وصارمة وهو الأمر الذي دفع إلى التمادي المتواصل في سقاية المزروعات الصيفية والشتوية على حد سواء.

كما أن التعدي المتواصل أيضاً على الخط الناقل للتيار الكهربائي القادم من محطة كهرباء بلدة الدرباسية باتجاه المحطة المحتلة، أدى إلى التوقّف التام للمحطة، والنهائي لضخ المياه في المحطة وباتجاه خزانات محطة الحمة والمغذية لمدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب، ناهيك عن تعرّض محتويات المحطة نفسها وتجهيزاتها التقنية إلى السرقة مثل كل مرة حسب المصادر ذاتها، ودخول منظمات دولية إليها غير مرخصة لدى وزارة الخارجية.

وهو الأمر الذي دفع الأهالي إلى استخدام الآبار المنزلية السطحية «غير الصالحة للشرب» التي قاموا بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، والتي بدورها جفت هي الأخرى بشكل شبه كامل، إضافة إلى شراء صهاريج مياه للشرب «غير موثوقة المصدر»، بأسعار «بعيدة عن عيون الرقابة» تصل إلى 40 ألفاً لصهريج خمسة براميل، التي لا تكفي الأسرة «متوسطة العدد» سوى خمسة أيام فقط.

من جهته بيّن مدير عام مؤسسة المياه محمد العثمان لـ«الوطن» أن الحلول البديلة لا تزال على حالها ودون المستوى ولا تفي بالغرض، ولا جديد قد يبشّر بانفراجات أو حلول جذرية باتجاه «علوك»، معتبراً أن جميع الحلول الموجودة اليوم هي خجولة جداً، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً وهي ما زالت تتم بالطريقة التقليدية كما هي الحال الحاصلة في مخيمات النزوح التي نُصبت للمهجّرين فقط، من خلال محطات التحلية الموجودة في الحدائق العامة التي يصل عددها إلى 16 محطة عاملة من أصل 20 محطة، وبطاقة ضخ إنتاجية يومية محددة بـ2 م3 فقط في الساعة، وبإمكانيات خجولة جداً تقوم بإيصال مياه الشرب للمواطنين من خلال الأواني المنزلية البسيطة المستخدمة في البيوت وهي دون المستوى المأمول منها.

وأوضح العثمان أن الحلول النهائية تكمن عند مساعي الإدارة الحكومية بالمحافظة، وفي ظل الجهود التي يبذلها الأصدقاء الروس ومنظمة الطفولة والأمومة «يونيسف» في إزالة التعديات التي تقع على محاور خطوط نقل المياه عبر الأراضي التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي، حين يتم تشغيل الآبار في المحطة التي يصل عددها إلى 34 بئراً.. وأضاف: ومن الممكن أن تضع حداً للمشكلة وتنهيها بشكل جذري لعودة محطة «علوك» إلى عهدة المؤسسة لمتابعة عملها الاعتيادي وإجراء الصيانات الفنية اللازمة لها من خلال جهوزية طاقم عمل المؤسسة الفني المتأهب لدخول المحطة حين الطلب، والذي بدوره لم يدخلها للصيانة منذ نهاية شهر آب الماضي وعلى مدار ثلاثة أيام.

ولفت إلى أن المؤسسة لا سلطة لها على أسعار صهاريج المياه المرتفعة الثمن، التي تقوم بجلب مياه الشرب من غير مناهل المياه الرسمية التابعة للمؤسسة التي توقف عملها بتوقف محطة «علوك» عن العمل.

وأضاف: إن هذا ينطبق أيضاً على خط جر المياه القادم من نهر الفرات من المحور الجنوبي للمحافظة قبل أن ينحسر منسوب جريانه هو الآخر في الفترة الأخيرة، الذي كان يغذي محطة مياه حي العزيزية ومنها للأحياء الواقعة في القسم الغربي والجنوبي من المدينة وبكميات قليلة وضعيفة، والذي توقف هو الآخر عن العمل ولأسباب خارجة عن إرادة المؤسسة حيث يقع خارج نطاق عملها من جراء التعديات عليه هو الآخر في المنطقة هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن