بعد انقضاء المرحلة الخامسة من إياب الدوري الممتاز بكرة القدم يبدو فريق الفتوة وكأنه «يراقص» لقب الموسم الحالي وحيداً في الساحة مع ما يشبه المطاردة، مقترباً أكثر فأكثر من التتويج للموسم الثاني على التوالي… ونميل إلى مثل هذه المصطلحات، من دون حسم، لأن الحسابات النظرية والورقية ما زالت في دائرة احتمالات الفوز والخسارة المركبة والصعبة بالنسبة لغيره، لكن بالقياس إلى الجدارة الفنية والأداء المتوازن، أكثر من بقية الفرق المنافسة، يمكن القول: إن أزرق الدير يمضي بثقة كبيرة إلى التتويج، فالمستويات التي تابعناها، خلال الموسم الحالي، تؤكد أن الفتوة يمتلك من الأوراق الرابحة، واللاعبين الأميز كمجموعة، ما يخوله لتحقيق آمال جمهوره بنسبة عالية.. ولا نبالغ كثيراً بالقول إن الجولتين القادمتين، أو الثلاث على أبعد تقدير، ستأتي بالخبر اليقين، واحتمالات التعثر واردة لكنها لن تكون كافية «في ظننا» لأي من «مطارديه» للتمكن من تجاوزه قياساً إلى المستوى الفني والتوازن والعطاء في الميدان، دون إنكار «المعجزات»..!! ولعل خسارة الوصيف حطين المفاجئة أمام الساحل تشير إلى الكثير مما ذهبنا إليه من حيث المستوى غير المستقر الأمر الذي ساهم في رفع الفارق إلى عشر نقاط لمصلحة الفتوة المتصدر.
ومع الدوري لا يمكن أن نتجاهل فوز فريق الوحدة على ضيفه الطليعة بثلاثية ربما تضعه على مسار جديد على صعيد المنافسات المتبقية. وقد تشير إلى صحوة منتظرة قد تعيد التوازن لفريق يضم عدداً من اللاعبين المميزين، فهل بدأ عهد الاستقرار الإداري والفني بعد ما مر به النادي وانعكس بشكل واضح على فريقه الكروي؟
بكل الأحوال نتمنى أن نشاهد فريق الوحدة وغيره من فرق الدوري بصورة جيدة على أمل أن ينعكس ذلك على المستوى بحيث يسعد جمهور الكرة الذي يفتقد الكثير من تلك الجمالية التي تتأثر بعوامل عديدة قد تكون سوء أرضية الملاعب واحدة من أبرزها. أما مشكلات اللاعبين المالية والمعنوية فهذه تحتاج إلى كثير من العمل الاحترافي والمنظم الذي ما زالت بعض الإدارات تحبو في ميدانه بسبب الحسابات الضيقة وضعف التأهيل على أكثر من مستوى.
وفي الوقت نفسه يشتد الصراع وتلتهب إثارة المنافسة للهروب من شبح الهبوط لكن الدلائل والعلامات المتوافرة تشير إلى واقع يحتاج إلى كثير من الجهد والعمل والحظ بالنسبة للساحل والحرية الذي أضاع فرصة غالية أمام فريق الجيش ولسان حاله يقول: ليس بالإمكان أفضل مما كان.