عربي ودولي

القواعد الأميركية حول العالم بخدمة إسرائيل وواشنطن تتحدث عن «رصيف مؤقت» لإيصال الإمدادات إلى غزة! … «هآرتس»: أميركا نقلت أسلحة إلى إسرائيل عبر جسر جوي غير مسبوق منذ 5 أشهر

| وكالات

كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن «جسر جوي غير مسبوق، على مدى 5 أشهر»، نقلت واشنطن عبره كمياتٍ هائلةً من الأسلحة إلى كيان الاحتلال، دعماً له في حربه على غزة، في حين على طرف النقيض وازدواجية المعايير أعلنت القيادة الوسطى الأميركية صباح أمس الأحد أن الولايات المتحدة أرسلت سفينة تحمل المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لـ«إيصال الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة».
وقالت القيادة الوسطى في بيان على منصة «إكس»: في 9 آذار، غادرت السفينة «الجنرال فرانك إس بيسون» التابعة للجيش الأميركي قاعدة «لانجلي- يوستيس» المشتركة في طريقها إلى شرق البحر المتوسط، مضيفة إن سفينة الدعم اللوجستي بيسون غادرت «بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي أن الجيش الأميركي سيقيم ميناءً مؤقتاً على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة «لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، وبينما تحاول الولايات المتحدة ترميم صورتها، داخلياً وخارجياً، إثر الانتقادات ضدّها بسبب دورها المحوري في الحرب التي يشنّها الاحتلال على غزة، تحدّث تقرير في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن «جسر جوي غير مسبوق»، نقلت واشنطن عبره عشرات الآلاف من القذائف وأنظمة التوجيه والصواريخ والذخائر للقبة الحديدية.
ووفق الصحيفة، نقلت الولايات المتحدة على مدى الأشهر الخمسة الماضية كميةً هائلةً من ذخائرها إلى كيان الاحتلال، وذلك من قواعدها ومخزوناتها الإستراتيجية في جميع أنحاء العالم، موضحة أن هذا الجسر الجوي، ليس إلا جزءاً من نظام نقل ضخم تديره الولايات المتحدة، منذ اندلاع الحرب، حيث نقلت مئات الطائرات العسكرية والمدنية، كمياتٍ كبيرةً جداً من الأسلحة والمعدّات والقوات من كلّ أنحاء المنطقة.
وفي الطريق إلى كيان الاحتلال، نقلت واشنطن أسلحتها حسب الصحيفة من اليونان وقبرص، ومن الأردن والعراق والسعودية وقطر والبحرين، وصولاً إلى جيبوتي، حيث تتركّز القوات الدولية حالياً، في محاولة لردع العمليات العسكرية التي تنفّذها القوات المسلّحة اليمنية في البحر الأحمر، إسناداً لغزة.
ولدى تناولها تفاصيل الجسر الجوي الأميركي إلى إسرائيل، أوردت «هآرتس» أن الإدارة الأميركية «نقلت أسلحة بصورة سرية إلى إسرائيل، وذلك في أكثر من 100 صفقة»، منذ اندلاع الحرب على غزة.
وأشارت أيضاً إلى التقارير التي نشرتها صحيفتا «وول ستريت جورنال» و«واشنطن بوست»، بشأن عشرات الشحنات التي شملت عشرات الآلاف من قذائف 155 ملم، وعشرات آلاف أنظمة توجيه القنابل (JDAMs)، وصواريخ «هيلفاير» جو – أرض، وطائرات مسيّرة، وذخائر القبة الحديدية، وغير ذلك.
وحسب المشرّعين الأميركيين الذين اطّلعوا على الأمر، فإن الصفقات «مرّت تحت الرادار»، لأن ثمن كلٍّ منها كان «منخفضاً نسبياً، ولم يتطلّب تقديم تقارير إلى الكونغرس»، إلا أن «ما لم يمرَّ تحت الرادار هو النطاق الواسع للجسر الجوي إلى إسرائيل».
وهبطت 140 طائرة نقل ثقيل في إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول الماضي، وأقلعت هذه الطائرات من القواعد الأميركية في جميع أنحاء العالم، لتنقل المعدّات، خاصةً إلى قاعدة «نيفاتيم» الجوية، جنوب فلسطين المحتلة، وفقاً لما تفيد به مواقع تتبّع الطائرات.
وفي هذا الإطار، ذكرت «هآرتس» أن أكثر من 70 طائرةً من طراز «C-17»، تابعةً للقوات الجوية الأميركية، هبطت في إسرائيل منذ ذلك التاريخ، معظمها في «نيفاتيم»، وعبر البحر أيضاً، وصلت أسلحة وغيرها من المعدّات إلى إسرائيل، على متن عدد من سفن الشحن.
وجاء معظم الأسلحة إلى إسرائيل من قواعد «دوفر» في الولايات المتحدة، «رامشتاين» في ألمانيا، أو «العديد» في قطر، وهي أكبر قاعدة في الشرق الأوسط، حيث يقع المقرّ الأمامي للقيادة المركزية الأميركية.
وأوضحت «هآرتس»، أن حجم رحلات الشحن الأميركية، كان أعلى بكثير في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، وانخفض خلال الشهرين الماضيين، وأضافت إنه تم توثيق هبوط طائرات نقل، تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، خلال الأشهر الأخيرة في «دوفر» و«رامشتاين».
وفي السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أن طائرات الشحن «747»، التابعة لشركة «كال» الإسرائيلية، نفّذت أكثر من 30 رحلةً مستأجرةً لقيادة النقل الأميركية، من قواعد «دوفر» و«تينكر» و«ماكغواير» في الولايات المتحدة، وقاعدة «سيغونيلا» في إيطاليا، ومن قطر، إلى «نيفاتيم».
وهبطت في «نيفاتيم» 11 رحلةً على الأقل، من مطار «ألكسندروبولي»، شرقي اليونان. وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر في اليونان، يستخدم الجيش الأميركي هذا المطار لعدة أمور، بينها نقل الذخائر والمعدّات إلى دول أوروبا الشرقية، إلا أن ذلك توقف بالكامل تقريباً، في الشهرين الماضيين.
كذلك، قامت طائرات الشحن التابعة لـ«ناشيونال إيرلاينز» و«كال»، بـ11 رحلةً جويةً من قاعدة «غوام» الإستراتيجية للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، ومن قاعدتي «أوسان» و«كونسان» الأميركيتين في كوريا الجنوبية.
وهبط بعض هذه الطائرات في «نيفاتيم»، فيما حطّت البقية في مطار «بن غوريون»، ورجحّت «هآرتس» أن تكون هذه الرحلات، قد استُخدمت بهدف ملء مستودعات الطائرات الأميركية في «إسرائيل»، التي أُرسلت منها عشرات الآلاف من القذائف إلى أوكرانيا، خلال العام الماضي.
وهبطت 70 رحلةً جويةً أخرى لـ«ناشيونال إيرلاينز»، و20 رحلةً لشركة «سيلكواي» من أذربيجان، في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع الحرب.
وحسب الصحيفة، يبدو أن بعض طائرات الشحن، مستأجرة بالكامل من قِبل وزارة الأمن، وهي جلبت شحنةً كبيرةً من البضائع إلى مطاري «بن غوريون» و«رامون» قرب «إيلات»، وخاصةً من لييج في بلجيكا ونيويورك وهونغ كونغ.
وفي دلالة جديدة تكشف مدى تناقض المواقف الأميركية بشأن غزة وحجم دعم واشنطن للعدوان على القطاع رغم بعض الـ«تصريحات ذات الطابع الإنساني» التي تطلقها بين الحين والآخر، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول السبت، أنه لن يتخلى عن «إسرائيل» أبداً.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة «إم. إس. إن. بي. سي»، ورداً على سؤال حول ما إذا كانت العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح ستكون خطاً أحمر بالنسبة له مع نتنياهو، قال بايدن: «إنه خط أحمر لكنني لن أتخلى عن إسرائيل قط والدفاع عنها لا يزال أمراً بالغ الأهمية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن