«أونروا» كشفت عن انتهاكات جسيمة خلال 156 يوماً من حرب غزة … «الأورومتوسطي»: الإبادة الجماعية تحصد المسنين وتقتلهم واحداً تلو الآخر
| وكالات
سلط المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة واستهدافه للمسنين سواء بشكل مباشر، أم من خلال سياسة الحصار والتجويع التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الحرمان من الرعاية الصحية، في حين كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس الأحد، حقائق مروعة بعد 156 يوماً على حرب غزة، متحدثة عن «حرب معلومات مضللة».
وحسب وكالة «سانا»، قال «الأورومتوسطي» في بيان له أمس: إنه بات يوثق على نحو شبه يومي حالات وفاة في صفوف كبار السن نتيجة جرائم التجويع والحرمان من العلاج التي ترتكبها إسرائيل في القطاع على نحو منهجي وواسع النطاق، وخاصة في مدينة غزة وشمالها.
وأضاف: إن أغلب هذه الحالات لا تصل إلى المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في شمال غزة، نظراً لصعوبة الوصول وخطورة الحركة جراء تواصل العدوان، وبالتالي تتوفى هذه الحالات ويجري دفنها بجوار منازلها أو في المقابر المؤقتة المنتشرة في القطاع، والتي تجاوز عددها حتى الآن 140 مقبرة.
وأشار «الأورومتوسطي» إلى أن عدد المسنين (أكثر من 60 عاماً) يبلغ 107 آلاف، أي نحو 5 بالمئة من سكان قطاع غزة، وجميعهم أصبحوا ضحايا للانتهاكات والمجازر الإسرائيلية التي خلفت وضعاً إنسانياً خطراً على كل شرائح المجتمع، وتضاعف أثرها على الفئات الهشة بالأصل، نتيجة الحصار وانتشار المجاعة وسوء التغذية الحاد والحرمان من الرعاية الصحية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
وبيّن أن أشكال الاستهداف الإسرائيلي للمسنين تعددت بين قصف للمنازل أو تدمير لها، حيث سجلت أعداد كبيرة من الضحايا في صفوفهم، وقتل العشرات منهم في عمليات إعدام مباشرة، سواء بعمليات قنص أم إطلاق رصاص من طائرات كواد كابتر.
وطالب «الأورومتوسطي» المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، ومساءلته ومحاسبته على جرائمه وانتهاكاته الجسيمة بحق الفلسطينيين.
وفي السياق شددت «أونروا» على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، والوقف الفوري لإطلاق النار، «لإنقاذ الأرواح»، وأكدت أن «الجوع منتشر في كل مكان في قطاع غزة»، مشيرةً إلى أن الوضع في الشمال مأساوي، حيث تُمنع المساعدات البرية على الرغم من النداءات المتكررة.
وفي منشور عبر حسابها في منصة «إكس»، قالت «أونروا»: إن شهر رمضان اقترب، وعدد الضحايا ما زال يواصل صعوده، مشددةً على أن السماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع والوقف الفوري لإطلاق النار «ضروريان لإنقاذ الأرواح».
يأتي ذلك فيما «تُدمّر إسرائيل المنظومة الغذائية في قطاع غزة، وذلك في إطار حملة تجويع أوسع نطاقاً ضمن عدوانها على القطاع»، وفق تصريحات سابقة للخبير لدى الأمم المتحدة مايكل فخري.
وارتفعت حصيلة الشهداء نتيجة سوء التغذية والجفاف إلى 25، فيما هذه الحصيلة تعكس ما يصل إلى المستشفيات فقط، إذ إن العشرات يفارقون الحياة بصمت، نتيجة المجاعة، من دون أن يصلوا إلى المستشفيات في قطاع غزة، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة.
وأعلن القدرة، أول من أمس السبت، ارتقاء 3 أطفال في مجمع الشفاء الطبي شهداء نتيجة سوء التغذية والجفاف، في ظل العدوان والحصار الإسرائيليين.
وتواصل سلطات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وخاصة إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين.
ولم تكتف قوات الاحتلال بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بل تعمدت استهداف المواطنين خلال انتظارهم وصول هذه المساعدات على قلّتها، ما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات.
إلى ذلك كشفت «أونروا»، أمس، حقائق مروعة بعد 156 يوماً على حرب غزة، متحدثة عن «حرب معلومات مضللة»، وقال المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني: إنه «بعد 5 أشهر من الحرب الوحشية في غزة التي لم تسلم منها الأمم المتحدة، فقد قتل أكثر من 160 موظفاً في أونروا، وتضررت أكثر من 150 منشأة تحت علم الأمم المتحدة، وبعضها دُمر بالكامل، ومن بينها العديد من المدارس».
وحسب موقع «روسيا اليوم»، لفت لازاريني إلى «مقتل أكثر من 400 نازح أثناء سعيهم للحصول على الأمان تحت علم الأمم المتحدة، فيما تم اعتقال العشرات من موظفي الأونروا، وتعرض العديد منهم لسوء المعاملة أثناء الاستجواب في مراكز الاعتقال الإسرائيلية».
وقال المسؤول الأممي: إن «هناك تقارير عن استخدام غير مصرح به لمرافق الأونروا، وأنفاق مزعومة تحت مباني الأونروا»، وأضاف: «باختصار، إنه تجاهل تام وعدم احترام للأمم المتحدة. وفي حرب المعلومات المضللة، من المهم إثبات الحقائق».
وأكد لازاريني أن هذه الانتهاكات ستتطلب إجراء تحقيق مستقل بمجرد انتهاء الحرب كما يجب محاسبة المسؤولين، وشدد على أهمية حماية الأمم المتحدة وموظفيها ومبانيها وأصولها في جميع الأوقات.
ودخلت الحرب في غزة يومها الـ156 على وقع استمرار القصف الإسرائيلي رغم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، فيما يبدو أن الصفقة الجديدة لم تنضج بعد رغم سعي الوسطاء لإنجازها قبيل شهر رمضان.