رياضة

في دوري غرب آسيا (وصل) سقوط حزين ومؤلم لسلة الوحدة

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الوحدة يتوقع لها هذا الحضور المتواضع والأداء الباهت والنتائج المخيبة للآمال في دوري وصل بعدما كبا الفريق أمام الحكمة اللبناني، وبعيداً عن النتيجة الرقمية التي خرج بها الفريق غير أن أداءه ترك الكثير من إشارات الاستفهام لدى جميع عشاقه ومحبيه رغم امتلاكه ثلاثة لاعبين محترفين ولاعبين محليين هم الأفضل على مستوى القطر، ومع ذلك لم يتمكن الفريق من أن يكون نداً قوياً لفريق الحكمة.

فقدان المقومات

غرقت سلة الوحدة في بطولة وصل لأنها بلا ربان محنك يتفادى مثل هذه المشاركة اليائسة التي لم تحمل في طياتها أي فائدة تذكر باستثناء الصور التذكارية واللقاءات الكيدية التي انتظرها البعض بفارغ الصبر لنقل أبواق التزمير ومشاعل التطبيل من المنافسات المحلية إلى بطولة وصل القوية، فالفريق لم يكن يوماً حملاً وديعاً تتسابق الفرق المنافسة لتمزيق شباك سلته.

المشاركة الخائبة لم نجد فيها بارقة أمل، فلا اللاعبون الأجانب كان انتقاؤهم سليماً ولا اللاعبون المحليون حصلوا على فرصة مشاركة للاحتكاك ولا الفريق قدم أداء يبشر بمستقبل ينسينا مرارة الخسارات المؤلمة، وفوق هذا وذاك هدرت إدارة النادي مئات الملايين من الليرات لتظفر بأربع خسارات علقمية وتحزم حقائب الهدايا وتعود إلى أرض الوطن لتروج لمرحلة إخفاق جديدة لم تعد خافية على أحد، ولمن يقول إن المشاركة كانت بتذاكر عقد الرعاية وبأن رواتب اللاعبين الأجانب تكفل بها أحد الرعاة، نذكره بأن هذا الإنفاق نفسه وبالميزانية المخصصة نفسها للظفر بخسارة مؤلمة وظهور باهت لا يبشر بالخير، كانت إدارة النادي قادرة على تحسين واقع كرة السلة المتآكل أو بناء صالة تدريبية تستقبل مواهب جديدة تحل بعض من أكل عليهم الزمن وشرب وما زالت إدارة النادي متمسكة بهم لجهلها العميق في التفاصيل الفنية للعبة بعد تهجير أغلبية الخبرات الفنية المتمكنة إضافة إلى ما خسرته اللعبة من قامات فنية إدارية دانت لها البطولات المحلية والآسيوية.

وإذا كانت مرحلة ما قبل بطولة وصل تشكل مخاضاً عسيراً مريراً مجهول النتيجة فإن ما نتج عنها تجربة تشبه المسخ الميت الذي تتمسك الإدارة في إنكار موته وتواظب على النفخ في قربتها المقطوعة.

استغراب

حزن جمهور سلة الوحدة وهو يتابع سقوط فريقه أمام الحكمة بعد أن استسلم الفريق وظهر من دون حول أو قوة، وعادت بنا الذاكرة إلى أيام الذهب النقي عندما كان لسلة الوحدة هيبتها الآسيوية

وكان لنجومها صولات وجولات في صالاتنا المحلية وفي المنافسات الخارجية، أما اليوم ورغم المبالغ الهائلة التي ضختها الإدارة الجديدة لاستقطاب اللاعبين الأجانب وتسديد مستحقات المدرب واللاعبين المحليين والمشاركة التحضيرية في بطولة الشارقة الدولية، إلا أنه من الواضح أن مشكلة الفريق ليست مالية فقط، وإلا لكان منافساً حقيقياً لا حملاً وديعاً تتفنن فرق آسيا في إمطار سلته من كل المسافات.

المؤشرات الحالية تدل على وجود خلل متعدد الأوجه يجب أن تعالجه إدارة النادي بأسرع ما يمكن إذا أرادت المنافسة على الألقاب المحلية والحضور اللائق آسيوياً، كما يجب عليها وضع حد للجدل الدائر حول مسؤولية التعاقد مع اللاعبين الأجانب الذي دار حوله الكثير الكثير من الروايات وتقاذف المسؤوليات.

فعندما ينجح أحد اللاعبين يسارع البعض لينسب لنفسه فضل التعاقد معه، وفي حالة الفشل وضعف المستوى يسود الصمت أروقة النادي والفريق ويصبح اللاعب مجهول النسب والوكيل والمسؤول عن التعاقد، وكعادة رياضتنا فالفوز صانعوه كثر ويتصدرون المشهد، أما الفشل فمجهول الفاعل والسبب.

واقع سلة الوحدة اليوم وفي ظل الدعم المادي الهائل لا يليق بها وبما شاهدناه من تهلهل وضعف وسوء إدارة فنية وضبط إداري، والخوف كل الخوف أن تطفئ ظروف البسمة الوحيدة الباقية من عراقة نادي الوحدة بعد أن غرق في إخفاق ملف كرة القدم وغيابه الكامل عن مشهد المنافسة.

خلاصة

إلى محبي سلة الوحدة ورموزها وقيادتها وأساطيرها، سلة النادي لم تكن يوماً ملك شخص أو مجموعة أو إدارة، فالنادي الذي أنجب شامل داغستاني وممتاز ملص ومن تبعهما من أجيال لا يجوز أن يترك ليد عمياء تبطش بسمعة النادي وتاريخه وحاضره ومستقبله، وأنتم مطالبون اليوم بجلسة مصارحة مع إدارة النادي لوضعها أمام مسؤوليتها وتوعيتها لما تجهله وإرشادها لما يخدم النادي، ومن دون ذلك وبقراءة بسيطة ومباشرة فإن سلة الوحدة ستخرج من دائرة المنافسة المحلية لسنوات عدة قادمة إذا استمرت آلية العمل الحالية في إدارة مفاصلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن